مثل رئيس بلدية إسطنبول المسجون، أكرم إمام أوغلو، أمام المحكمة للتحقيق معه في إطار قضية جديدة تم فتحها مؤخرا بشأن احتمال تورطه في تهم تتعلق بالتجسس. واحتشد المئات من أنصاره خارج المحكمة تعبيرا عن دعمهم له.
بعد تبرئته من تهمة الفساد التحقيق مع خصم أردوغان إمام أوغلو بتهمة التجسس فهل هناك تهم أخرى؟صورة من: DHA
إعلان
استُدعي رئيس بلدية إسطنبول المعارضأكرم إمام أوغلو المسجون منذ آذار/ مارس للمثول أمام قاض اليوم الأحد (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025) في إطار تحقيق جديد بحقه بتهمة التجسس، فيما تظاهر حوالى ألف شخص خارج مبنى المحكمة من أنصار حزب إمام أوغلو تعبيرا عن دعمهم له وتضامنهم معه.
ويأتي التحقيق الجديد بحق إمام أوغلو، أبرز منافس محتمل للرئيس التركي رجب طيبأردوغان، بعدما برّأته محكمة في إسطنبول أول أمس الجمعة في قضية تتعلق باتهامات بالتلاعب بمناقصة أُجريت عام 2015 أثناء توليه منصب رئيس بلدية بيليك دوزو إحدى مناطق إسطنبول.
ويواجه إمام أوغلو دعاوى قضائية عدة تمنعه حاليا من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2028 عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.
ونُقل رئيس بلدية إسطنبول صباحا إلى قصر تشاغلايان العدلي لكنه لم يخضع للاستجواب بعد خمس ساعات من ذلك، بحسب تقارير صحافية محلية.
استدعاء أشخاص آخرين وإغلاق قناة للمعارضة
كذلك استُدعي للمثول أمام المحكمة مدير حملته للانتخابات البلدية لعامي 2019 و2024، نجاتي أوزكان، ورئيس تحرير قناة "تيلي 1"المعارضة مردان يانارداغ المستهدفان أيضا في التحقيق بشأن التجسس الذي فتحه مكتب المدعي العام في إسطنبول. وأُوقف يانارداغ يوم الجمعة، وسيطرت السلطات التركية على محطته التلفزيونية في اليوم نفسه.
وبحسب النيابة العامة، فإن رجل الأعمال ومدير حملة إمام أوغلو تبادلا بيانات انتخابية سرية مع أجهزة استخبارات أجنبية.
ويتهم أنصار حزب الشعب الجمهوري الحكومة بالسعي إلى إضعاف المعارضة عبر تسخير القضاء، بعدما حقق الحزب فوزا كبيرا في الانتخابات البلدية الأخيرة على حساب الائتلاف الحاكم.
وخاطب زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغول أوزيل، المتظاهرين المتجمعين خارج مبنى المحكمة، قائلا في إشارة إلى إمام أوغلو "وصفوه باللص، وذلك لم يُجدِ نفعا. اتهموه بالفساد، وذلك لم يُجدِ نفعا. اتهموه بدعم الإرهاب، وذلك لم يُجدِ نفعا". وأضاف مخاطبا الحشد الذي ردد شعارات ولوح بأعلام بمراقبة شرطة مكافحة الشغب "والآن، كحل أخير، حاولوا وصفه بجاسوس. عار عليهم!" وتابع "عار على من يمنعون بث تلفزيون (...) لن نتخلى عن مردان يانارداغ وطاقم تيلي 1. لن يستطيعوا إسكات الصحافة الحرة".
تحرير: ع.ج.م
عبّارات إسطنبول..محطات على الماء تربط بين قارتين وعصرين
يومياً يركب نحو 150,000 شخص، من مسافرين وسواح وموسيقيين وغيرهم، عبّارات إسطنبول، والتي تتحول إلى مكاتب عائمة ومسارح ومساحات للتأمل تربط أوروبا بآسيا والماضي بالحاضر.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
كل يوم بين قارتي أوروبا وآسيا
في إسطنبول يسافر عدد لا يحصى من العبّارات بين أوروبا وآسيا كل يوم. هي أكثر بكثير من مجرد وسيلة نقل؛ إذ أنها جزء من نمط الحياة الحضرية، وهي حلقة وصل بين الثقافات والتاريخ. في كل عام يستخدم أكثر من 40 مليون شخص العبّارات في المدينة: ركابا وسياحا وموسيقيين وحالمين.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
شبكة نقل بحري
يبلغ عدد سكان إسطنبول اليوم حوالي 16 مليون نسمة. في مثل هذه المدينة المكتظة بالسكان توفر العبّارات بديلاً عظيم الأهمية عن وسائل النقل البري في المدينة. تتراوح مدة الرحلة في العبارة من 10 دقائق إلى عدة ساعات. وتتحول بعضها لساحة للفعاليات الفنية والموسيقية والمرح.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
الموسيقى فوق الماء
يعزف هذا الفنان على الغيتار على متن العبّارة ويستمع إليه الركاب الآخرون بانتباه. يقول: "أعتقد أنه أجمل مسرح في العالم". تقدم له السفن الجمهور والإلهام في آن واحد. بالنسبة للعديد من الفنانين، تعتبر العبّارات فرصة يمكنهم فيه إظهار موهبتهم والجمع بين الحياة اليومية والفن.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
من السلطنة إلى الجمهورية
عبّارة ممتلئة تغادر من محطة إمينونو على شبه جزيرة القرن الذهبي ذات التاريخ العريق. وحتى في الإمبراطورية العثمانية كانت الممرات المائية تستخدم للتجارة والنقل والحرب. وكانت القسطنطينية مفترق طرق بين الشرق والغرب. ويستمر هذا التقليد البحري في عبّارات إسطنبول اليوم والتي لا تعتبر المياه عائقا بل شريان حياة.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
لقاءات العشاق أمام سفن إسطنبول القديمة
يعود تاريخ أقدم العبّارات التي لا تزال تعمل إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي. بُنيت في الأصل لربط ضفتي البوسفور وكانت جزءا من شبكة نقل واسعة النطاق في الإمبراطورية العثمانية. بالإضافة إلى الأغراض المدنية، كانت تُستخدم أيضاً للنقل العسكري. أما اليوم فهي آثار عائمة للتاريخ الحي.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
رحلة تسكن الذاكرة
تختبر مسافرة من المغرب عبورها الأول كلحظة سحرية. وتقول: "إنه لأمر مميز للغاية أن تسافر من شاطئ إلى آخر وترى المعالم الأثرية". تصبح العبّارة بوابة العبور إلى مدينة يمتزج فيها التاريخ الحديث والقديم بسلاسة.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
مكتب فوق الأمواج
راكب منهمك في قراءة كتابه. "أحب البحر"، يقول أحد الركاب الذي يعيش في إسطنبول منذ عدة سنوات. بالنسبة للكثيرين تُعتبر العبّارات أكثر من مجرد وسيلة نقل فهي تتحول إلى مكاتب عائمة. تُفتح أجهزة الكمبيوتر المحمولة وترن الهواتف وتختلط الأصوات مع هدير المحركات. يصبح العبور من ضفة إلى أخرى على متن العبارة استراحة مثمرة بين عالمين.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
عبور ممتع
تستمتع امرأتان بالعبور على سطح العبارة المكشوف إلى جزيرة الأميرات. تغادر السفن عدة مرات في اليوم من محطات الرسو مثل كاباتاش أو أمينونو أو كاديكوي إلى جزر بويوكادا وهيبيليادا وبورغازادا وكيناليادا الخالية من السيارات. تستغرق أسرع رحلة حوالي ساعة، وهي رحلة إلى عالم أكثر هدوءاً بعيداً عن صخب إسطنبول.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
قيلولة مع إطلالة رائعة
يستلقي أحد الركاب على المقاعد ويأخذ قيلولة. يقول أحد الركاب: "عندما تسافر بالعبّارة، تستعيد طاقتك". بالنسبة للكثير من سكان إسطنبول تعتبر القوارب ملجأً ومكاناً للتوقف وأخذ نفس عميق. يوفر المنظر عبر مضيق البوسفور وصراخ طيور النورس وغروب الشمس الذهبي لحظات من الاسترخاء الهادئ.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
أكثر من مجرد وسيلة نقل: شعور بالحياة
لا تربط عبّارات إسطنبول بين قارتين فحسب، بل تربط أيضا بين الماضي والحاضر، بين العمل والحياة اليومية، بين الضجيج والصمت. إنها رموز عائمة لمدينة لا تتوقف الحركة فيها أبداً، وتحمل القصص والحكايات، يوماً بعد يوم وموجة بعد موجة.