بتهم عديدة .. الحكم بالإعدام شنقا على ضابط مصري سابق
٢٧ نوفمبر ٢٠١٩
أدانت محكمة عسكرية مصرية الأربعاء هشام عشماوي، المتهم الرئيسي في قضية ما يعرف بـ"الفرافرة" بضلوعه في التخطيط لاستهداف وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم وحكمت عليه بالإعدام شنقا حتى الموت.
إعلان
قضت المحكمة العسكرية للجنايات بمصر الأربعاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) بالإعدام شنقا على الضابط السابق هشام عشماوي في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "الفرافرة". وأدانت المحكمة عشماوي بـ"المشاركة في استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2013 برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابي، التابع له، تنفيذ العملية، كفرد انتحاري يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب".
والعشماوي، الذي كان ضابطا في القوات الخاصة المصرية قبل أن يصبح "جهادياً" في 2012 اعتقلته قوات حفتر في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت في درنة (شرق ليبيا) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات الإسلامية التي كانت تسيطر على المدينة.
وأدانت المحكمة عشماوي أيضا بـ"اشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013، وضلوعه بالاشتراك في تهريب أحد عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" المُكنى "أبو أسماء" من داخل إحدى المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية بشرق القاهرة بعد إصابته بشظايا متفرقه بجسده والمتحفظ عليه بحراسه شرطية، وذلك بالاشتراك مع أفراد آخرين من التنظيم الإرهابي".
وقالت المحكمة في حكمها إن "الإرهابي المذكور تولى قيادة المجموعة الإرهابية المنوه عنها خلفاً للُمكنى "أبو محمد مسلم" ونهج استخدام تكتيك "الصيد الحر" خلال النصف الثاني من عام 2013 والمتمثل في التحرك بسيارة على الطرق المختلفة بنطاق الجيش الثاني واستهداف المركبات العسكرية ـ أفراد ونقل ـ أثناء تحركها باستخدام الأسلحة النارية، وقد قام باستهداف إحدى السيارات العسكرية، والتي كان يستقلها خمسة أفراد تابعين للقوات المسلحة أثناء تحركها بطريق الصالحية الجديدة، وكذا استهدافه سيارة عسكرية أخرى يستقلها ضابط ومجند سابق وأربعة جنود بالمقاعد الخلفية الخلفية حال تحركها بطريق الصالحية الجديدة وبذات الكيفية المذكورة"
كما أدانت المحكمة العسكرية هشام عشماوي بـ"تولى إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابي المُكنى "أبو عبيده" وقبل انتقاله رفقة عناصر التنظيم التابعين له من المنطقة الجبلية بالعين السخنة إلى عناصر التنظيم بالصحراء الغربية، والتمركز في بادئ الأمر في منطقة (البويطي) ثم الانتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس حدود (الفرافرة)".
من يقف وراء العملية الإرهابية في الواحات البحرية بمصر؟
01:39
وأدانت المحكمة عشماوي بـ"الضلوع بالرصد والاستطلاع ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم الإرهابي على نقطة حرس حدود (الفرافرة) وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخرن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 2014/7/19". وأدانت المحكمة عشماوي بـ"المشاركة في عمليات قنص لغرف أمن بوابات وحدات عسكرية وكمين شرطة مدنية" والتسلل إلى الأراضي الليبية رفقة بعض عناصر التنظيم، وأنه أقام تحت شرعية تنظيم "أنصار الشريعة" بمدينة أجدابيا ذات المرجعية الفكرية لتنظيم القاعدة وتأسيس حركة "المرابطون"، المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب قوات حفتر بتسليم بلاده هذا الجهادي المكنّى بـ"أبو عمر المهاجر". وفي 2014 انشقّ العشماوي عن "أنصار بيت المقدس" إثر مبايعة هذه الجماعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وعقب ذلك تردّدت أنباء عن فراره برفقة عدد من القادة الجهاديين المصريين إلى ليبيا، وبالتحديد إلى مدينة درنة، وهو ما تأكّد بعد القبض عليه مختبئاً في أحد الجيوب الأخيرة للجماعات الإسلامية في درنة، بحسب قوات حفتر.
ح.ع.ح//ص.ش(د.ب.ا/ أ ف ب)
مصر تواجه الإرهاب.. فُصول معركة تتضمن أهدافاً سياسية
عانت مصر طوال تاريخها الحديث من هجمات جماعات مسلحة. لكن الحدة ارتفعت منذ 2011، قبل أن تشهد تصعيدا غير مسبوق في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فُصول معركة مصر ضد الإرهاب متعددة، تستعرض DW بعضاً منها.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
هجمات في سيناء تستهدف الجيش والشرطة
عانت القوات المصرية من هجمات إرهابية متعددة في شمال سيناء منذ فبراير/شباط 2011، منها ما جرى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ما أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً في أغسطس/آب 2012. لكن وتيرة الهجمات ازدادت في عهد السيسي، من أبرزها هجوم اسفر عن مقتل 31 جندياً وشرطياً في أكتوبر/تشرين الأول 2014. آخر الهجمات كانت هذا الأسبوع عندما قُتل جنديان وأصيب خمسة إثر انفجار عبرة ناسفة جنوب العريش.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
تفجير طائرة روسية بقنبلة يدوية الصنع!
سقطت طائرة الركاب الروسية A321 في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع حسب ما أعلنته موسكو، مخلّفة 224 قتيلاً. قال الرئيس الروسي بوتين إن تفجير الطائرة من الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا، فيما أعلن تنظيم مرتبط بـ"داعش" مسؤوليته عن الهجوم، بينما قالت مصر إنها لم تجد ما يثبت فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، لكن خارجيتها عادت لاحقاً لتصف إسقاط الطائرة بالعمل الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Belyakova
المعركة ضد الإخوان بنكهة الحرب على الإرهاب
ضمن قوائم الجماعات المسلحة، هناك حركتا "حسم" و"لواء الثورة" اللتان صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة الإرهاب. تربط عدة تقارير إعلامية الحركتين بجماعة الإخوان المسلمين، غير أن هذه الأخيرة تنفي وتؤكد أنها ضد العنف في البلد، كما لم تعلن الحركتان تبعيتهما للجماعة. تصف السلطات المصرية الإخوان بالإرهابيين، غير أن هناك اتهامات للدولة المصرية بتصفية حساباتها مع الإخوان عبر بوابة الإرهاب.
صورة من: Reuters
استراتيجية جديدة في فبراير 2018
بدأ الجيش المصري (الجمعة التاسع من شباط/ فبراير 2018) عملية "شاملة" للقضاء على الإرهاب في سيناء و الدلتا والظهير الصحراوي مع الحدود الليبية، معتمدا بشكل كبير على الطائرات المقاتلة. الجيش تحدث عن قيام قواته الجوية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري لتقطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين، زيادة على وضع قوات مشتركة من الجيش والشرطة على المنافذ الحدودية وعلى كافة المناطق الحيوية بالبلد.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
المدنيون ضحايا الإرهاب
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مجزرة في قرية الروضة بسيناء عندما قُتل حوالي 305 شخصا ًفضلاً عن عشرات الجرحى. الهجوم نفذه إرهابيون بعبوة ناسفة فضلاً عن إطلاق الرصاص داخل فناء مسجد مرتبط بإحدى الطرق الصوفية. ليست هذه المجزرة الوحيدة، فقد وقعت أحداث مشابهة، منها مقتل 29 قبطياً وإصابة 24 في هجوم بالرصاص على حافلة كانت تقلهم صوب دير في المنيا جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/Str
جماعات مسلّحة متعددة
تنشط في مصر عدة جماعات مسلحة، بينها من يدعي رفضه استهداف المدنيين. أشهر هذه الجماعات تنظيم "ولاية سيناء" المرتبط بـ"داعش"، والذي كان يعرف بأنصار بيت المقدس. ظهر إلى الوجود عام 2011 لغرض مهاجمة إسرائيل لكنه بدأ مع سقوط الرئيس مرسي بمهاجمة المدنيين والقوات المصرية. هناك جماعات أخرى أقل نفوذا كـ"جند الإسلام" التي أعلنت الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، وكذا "أنصار الإسلام"، و"أجناد مصر" و"المرابطون".
صورة من: picture-alliance/abaca
تفاقم النشاط الإرهابي رغم خطوات السيسي
رغم أن القوات المصرية استطاعت القضاء على الكثير من العناصر المتشددة، إلّا أن مصر لم تعانِ من الإرهاب بوتيرة أشدّ ممّا عليه الحال في عهد السيسي، الأمر الذي أثر كثيرا على حركة السياحة . كما تأتي هذه الهجمات في سياق اقتصادي مترّدٍ تعيشه مصر، وفي سياق تراجعٍ للحريات العامة وانتقاداتٍ متعددة تُوجه للقضاء المصري، لكن السيسي لا يكترث كثيرا لهذه الأمور ويمضي نحو ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
التعاون مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب
يعدّ السيسي من أكثر الرؤساء العرب حماساً للسلام مع إسرائيل، لكن إدارته لم تفصح عن وجود تعاون أمني مع تل أبيب في مجال محاربة الإرهاب، لأن التعاون –إن صح- سيكون مكلّفا لشعبية السيسي في بلده. غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت أن التعاون قائم منذ مدة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن التعاون العسكري بين الطرفين تعزز منذ قدوم السيسي، وأن إسرائيل قامت بضربات جوية في سيناء ضد جماعات ارهابية.