بحث جديد يتطرق لدور الجنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى
٩ ديسمبر ٢٠١٩
ملايين من المسلمين شاركوا في الحرب العالمية الأولى في أوروبا. لكن لسنوات طويلة ظلت قصصهم مجهولة، إلى أن كشف بحث جديد عن العديد من الحكايات التي تعكس صفات جيدة لهؤلاء الجنود، جعلتهم يتعايشون مع غيرهم رغم الظروف الصعبة.
إعلان
إذا قمت بزيارة بوابة "مينين" العملاقة بمدينة "يبرس" البلجيكية، ستجدها مغطاة بأسماء الجنود الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى وليس لهم قبر معروف، وبلغ عددهم 54.607 جندي في بلجيكا وحدها.
ومن ضمن هؤلاء جنود مسلمون من الهند مثل "بدور خان" الذي فقد حياته بالمعركة الأولى في "يبرس" عام 1914، و"نور علم" الذي فقد حياته بمعركة "يبرس" الثانية عام 1915.
وبالرغم من أن عدد الجنود المسلمين الذين شاركوا بالحرب العالمية الأولى لصالح بريطانيا وفرنسا وروسيا وصل إلى 2.5 مليون، لم تتلقى هذه المشاركة ما يكفي من الدراسة والبحث مقارنة بكل ما تم كتابته حول بطولات الجنود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الأولى.
ويسعى البلجيكي "لوس فريير"، مؤسس منظمة "الجنود المنسية 14-19"عام 2012، إلى التعريف بالدور الذي لعبه الجنود المسلمون، حيث يؤمن بأنه لولاهم لخسر الحلفاء الحرب، كما يرى أن تسليط الضوء على هذا الدور يمكن أن يساهم في مواجهة العداء المتزايد ضد المسلمين في الغرب.
وتحدث فريير لـ DW عن شعوره بالمفاجأة لدى تعرفه على العلاقة الطيبة التي جمعت الجنود على اختلاف أديانهم، بالرغم من بشاعة الأجواء خلال الحرب حيث يقول: "وجدنا بالمذكرات الشخصية للجنود الكثير من القصص المؤثرة لجنود مسلمين ومسيحين ويهود يحاربون جنبا إلى جنب ويتشاركون معا الخبرات والثقافة والطعام والموسيقى وحتى الممارسات الدينية".
وما أن بدأ الاجتياح الألماني لفرنسا، حتى قامت هذه الأخيرة باستدعاء جنود من الجزائر والمغرب وتونس، كما استدعت بريطانيا أيضا قوات من مستعمراتها وخصوصا الهنود، والذين عندما وصلوا، بملابسهم ذات الألوان الزاهية، حياهم البريطانيون المنهكون من القتال باعتبارهم "المنقذين" للجيش البريطاني.
ولم تقتصر المعاملة الجيدة للقوات الهندية المكونة من مسلمين وهندوس وسيخ على البريطانيين فقط، إذ أحسن الألمان للأسرى المسلمين في محاولة منهم لإقناعهم بدعم ألمانيا بدلا من بريطانيا، وهو ما رفضه الكثير من جنود الجيش البريطاني الهندي.
ويظهر أثر قتلى الحرب من المسلمين واضحا بالمقابر الممتدة على مسافة 700 كيلومترا من بحر الشمال وحتى الحدود السويسرية.
وفي "نوتر دام دي لوريته"، أكبر مقابر قتلى الحرب في فرنسا، تتجه 576 من شواهد القبور الخاصة بالجنود المسلمين نحو الكعبة، ولكن للأسف تعرضت للتدنيس بغرافيتي معادي للإسلام لثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة.
ومع صعود تيارات اليمين المتطرف المعادية للمهاجرين في أوروبا، تسائل البلجيكي "لوس فريير": "طالما تقبل هؤلاء الجنود بعضهم البعض خلال أصعب الظروف، فما الذي يمنعنا اليوم من القيام بنفس الشيء؟".
د.ب. (DW)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office