بحضور الشيباني.. واشنطن تعلن في مجلس الأمن مطالبها من دمشق
٢٥ أبريل ٢٠٢٥
أعلنت القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا الشروط الواجب على سوريا تنفيذها قبل تخفيف العقوبات بشكل جزئي. ورُفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة اليوم الجمعة.
سعى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أول كلمة له أمام مجلس الأمن إلى إظهار استجابة سوريا لبعض المطالب التي حددتها الولايات المتحدة، وناشد رفع العقوبات.صورة من: Kena Betancur/AP Photo/picture alliance
إعلان
حددت الولايات المتحدة علناً في الأمم المتحدة، الجمعة (25 نيسان/أبريل 2025)، الخطوات التي تريد من سوريا أن تتخذها قبل أن تغير واشنطن موقفها تجاهها بينما دعا وزير الخارجية السوري إلى رفع العقوبات الصارمة عن بلاده.
وذكرت وكالة رويترز في آذار/مارس أن واشنطن سلمت سوريا قائمة شروط تطالبها بتنفيذها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات. وأعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علناً. وقالت إن الولايات المتحدة تريد من السلطات السورية نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة، وإبعاد المقاتلين الإرهابيين الأجانب عن أي أدوار رسمية، ومنع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية، وتدمير أسلحة الدمار الشامل، والمساعدة في استعادة المواطنين الأمريكيين المختفين في سوريا، وضمان الأمن والحريات لجميع السوريين.
وأوضحت شيا لمجلس الأمن الذي يتألف من 15 عضواً: "تواصل الولايات المتحدة مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجراءاتها بناء على نمط سلوكها. يجب على القيادة الأساسية أن تتجاوز ماضيها".
وأُطيح بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر في حملة خاطفة شنتها المعارضة المسلحة بعد حرب ضارية استمرت 14 عاماً، وباتت هناك قيادة إسلامية جديدة في دمشق. ورُفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة اليوم الجمعة.
إعلان
سوريا تستعرض جهودها
سعى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أول كلمة له أمام مجلس الأمن إلى إظهار استجابة سوريا لبعض المطالب التي حددتها الولايات المتحدة، وناشد رفع العقوبات. وقال أمام مجلس الأمن: "من يطالبون بالمزيد من سوريا هم أنفسهم الذين يصرون على الإبقاء على العديد من العقوبات ضدها. هذه العقوبات تجبر سوريا على لعب دور المعتمد على المساعدات بدلاً من أن تكون شريكاً في النمو الاقتصادي العالمي".
ولا تزال العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة خلال حكم الأسد سارية. وفي كانون الثاني/يناير، أصدرت الولايات المتحدة إعفاء لمدة ستة أشهر لبعض العقوبات للتشجيع على إدخال مساعدات، لكن هذا الإعفاء لم يكن له تأثير يُذكر.
وقالت رويترز في شباط/فبراير إن مساعي دفع رواتب موظفي القطاع العام بتمويل أجنبي واجهت صعوبات بسبب المخاوف من إمكانية انتهاك العقوبات الأمريكية.
وأضاف الشيباني "هذه الإجراءات التقييدية التي فُرضت على نظام سابق بائد تمنع رؤوس الأموال والخبرات من الدخول، فيما تتيح للشبكات غير المشروعة أن تزدهر".
وذكر أن سوريا تُحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتتعاون بشكل بناء مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة وتعمل على توحيد الفصائل العسكرية والحفاظ على مؤسسات الدولة وتتخذ خطوات نحو الإصلاح الدستوري. وأضاف أن بلاده أطلقت حواراً وطنياً.
وتابع "سنعلن عن خطوات جادة لتشكيل برلمان وطني يمثل الشعب السوري". وأضاف أن سوريا ستشكل هيئة للمفقودين، وأنها مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة للبحث عن الأمريكيين المفقودين في سوريا.
كما قامت دمشق قبل باعتقال قياديين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران، في خطوة رأى فيها مراقبون استجابة للشروط الأمريكية بـ"منع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية".
خ.س/ف.ي (رويترز، د ب ا)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي