بغداد تدعو اللاجئين العراقيين في ألمانيا إلى العودة الطوعية
١٧ ديسمبر ٢٠١٨
رغم تمكن العراق من قهر "داعش" عسكريا، إلا أن التنظيم الإرهابي لم يختف كليا من المشهد العراقي، ورغم ذلك تعتبر بغداد الوضع في البلاد مستقرا وتبعث بإشارات واضحة صوب ألمانيا للمساهمة في إعادة البناء وعودة اللاجئين.
إعلان
حث وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم اليوم الاثنين (17 كانون أول/ديسمبر 2018)، الشركات وقطاع رجال الأعمال في ألمانيا إلى المشاركة الفاعلة في إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم "داعش". وشدد الوزير العراقي خلال اجتماعه بنظيره الألماني هايكو ماس الذي يزور العراق حاليا، على "اهتمام العراق بالعلاقات مع ألمانيا وضرورة تطويرها والدور المهم والحيوي الذي لعبته ألمانيا بدعمها للعراق في مواجهة الإرهاب خلال الفترة الماضية من خلال التحالف الدولي وكذلك الدعم المتميز من قبل ألمانيا في المحافل الدولية في مجال الترشيحات، ونأمل أن تكون ألمانيا من الدول المشاركة بفاعلية عالية في إعادة إعمار المناطق المحررة من عصابات داعش ".
وبعد عام من دحر ما يمسى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش" عسكريا، تدعو الحكومة العراقية مواطنيها اللاجئين في ألمانيا إلى العودة الطوعية إلى البلاد.
في هذا السياق قال وزير الخارجية العراقي خلال استقباله لنظيره الألماني "إنه يأمل في أن يعود المواطنون طوعا إلى العراق". وأشار الوزير العراقي إلى أن الوضع الأمني أصبح "جيدا جدا ومستقرا"، حسب تعبير الوزير، وأن بلاده أصبحت أمنة ولهذا "ندعو مواطنينا إلى عودة طوعية إلى البلاد".
وأعرب وزير خارجية ألمانيا بدوره عن الأمل بمزيد " من التطور والازدهار في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، ولاسيما في مجال الطاقة والمشاريع التي تخص الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والدعم الكامل للعراق وحكومته من قبل أصدقائه في ألمانيا بما يضمن وحدة العراق وأمنه وسيادته".
وكرر الوزير الألماني موقف بلاده الخاص بدعم العراق لمنع عودة "داعش" إلى سابق قوته من خلال العمل المثمر لدحره نهائيا عسكريا وسياسيا. وقال الوزير هايكو ماس "لقد تم دحر هيمنة السلطة الإرهابية لتنظيم داعش. والآن يجب العمل على منع تقوية عوده سرا وذلك بكل الوسائل وتحت كل الظروف لدرء خطر الإرهاب في العراق وفي المنطقة وأيضا في أوروبا".
يذكر أنه في خضم سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق عديدة من العراق واندلاع المعارك لدحره، فر مئات الألاف من العراقيين إلى خارج البلاد، حيث وصل أكثر 100 ألف منهم إلى ألمانيا. وحاليا توثق الحكومة الألمانية وجود حوالي 245 الف عراقي لاجئ في ألمانيا، حسب مصادر الحكومة الاتحادية في برلين.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ)
بعد سنة على تحرير الموصل.. دمار وانتظار إعادة الإعمار
قبعت الموصل طوال ثلاث سنوات تحت نير تنظيم "الدولة الإسلامية". وقبل حوالي سنة من اليوم أعلن رئيس وزراء العراق تحرير ثاني أكبر المدن العراقية. DW تأخذكم في جولة مصورة في أرجاء بقايا مدينة تتطلع للحياة وطي صفحة الماضي.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدينة القديمة: أثر بعد عين
المدينة القديمة التاريخية للموصل أضحت أثراً بعد عين، وهي تقع في الجانب الغربي لنهر دجلة الذي يشق ثاني أكبر مدينة في العراق. والمعركة الحاسمة لتحرير الموصل من هيمنة "داعش" حصلت في الشطر الغربي. وتحصن مقاتلو التنظيم الإرهابي في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة.
صورة من: DW/S. Petersmann
دمار في كل مكان
من ينظر من الجانب الشرقي للفرات إلى المدينة القديمة في الموصل على الشطر الغربي، تقع عينه على مشهد من الحُفر والبيوت المهدمة والحطام. ففي يونيو/حزيران وحده من عام 2017 انفجرت أكثر من 4000 قنبلة ألقاها التحالف المناهض لـ"داعش". وغالبية الهجمات نفذها سلاح الجو الأمريكي.
صورة من: DW/S. Petersmann
حطام بملايين الأطنان
المدينة القديمة التاريخية لن تعود كما كانت عليه قبل بداية المعركة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية". وتقدر الأمم المتحدة وزن الحطام بثمانية ملايين طن.
صورة من: DW/S. Petersmann
عودة محفوفة بالمخاطر
بالرغم من كل ما سبق ذكره رجعت زهرة مع أطفالها الأربعة إلى الأنقاض المدمرة. لم تتمكن عائلتها من تحمل مبلغ الإيجار العالي في الشطر الشرقي للمدينة الأقل دماراً. ويواجه العائدون عدة مخاطر.
صورة من: DW/S. Petersmann
انتهاء الحرب وبقاء الخطر
ما ترونه على الحطام هو حزام ناسف لأحد الانتحاريين. وإذا انفجر الحزام المحشو بالمتفجرات وقطع معدنية، تنطلق قذائف مميتة في كل الاتجاهات. ويواجه العائدون إلى الموصل، كذلك، خطر القنابل غير المتفجرة.
صورة من: DW/S. Petersmann
آثار المعركة
في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة المدمرة تُرى آثار المعركة، التي استمرت تسعة أشهر، إلى يومنا هذا. على الأرض زحف الجيش العراقي والميليشيات المتحالفة تحت غطاء هجمات جوية أمريكية كثيفة تسببت في الجزء الأكبر من الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
جثث وجثث وجثث
في أحد الأزقة الضيقة نعثر على عشر جثث محشوة في أكياس. وإلى يومنا هذا يتم انتشال جثث من وسط الأنقاض. ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف تقوي رائحة التحلل. وليس واضحاً كم هو عدد الناس الذين قُتلوا أثناء المعركة. والتقديرات المتوفرة تتراوح بين 10.000 و40.000.
صورة من: DW/S. Petersmann
مصالحة صعبة
من حين لآخر نصادف مخطوطات غرافيتي على جدران البيوت تطالب بالانتقام: "داعش.. نريد دمك". عملية المصالحة بين ضحايا التنظيم وعناصره وداعميه صعبة. المستقبل وحده هو الذي سيجيب على هذا السؤال.
صورة من: DW
العمل لهزيمة الماضي
يحاول أحمد محمد عبد الرحمن، عمدة حي حمام منقوش، منع الجناة من العودة والتوسط بين ضحايا التنظيم الإرهابي والمؤيدين له. "يجب علينا إيجاد فرص عمل لكي يفكروا في أشياء أخرى. فعندما تعيش الناس فقط في الماضي، فإنه يتكرر".
صورة من: DW/S. Petersmann
إعلان "الخلافة"
مباشرة بالقرب من حي حمام منقوش يقع مسجد النوري الشهير، أبرز معالم المدينة القديمة. في حزيران/يونيو 2014 أعلن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي من هنا قيام "الخلافة". وسيطر "داعش" ثلاث سنوات على الموصل.
صورة من: DW/S. Petersmann
إنقاذ إرث ثقافي
يبدو أن الميليشيا الإرهابية "داعش" فجرت خلال انسحابها من الموصل مسجد النوري. وفي الخريف الماضي أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها تعتزم تمويل إعادة بناء المسجد القديم بنحو 50 مليون دولار.
صورة من: DW/S. Petersmann
المئذنة الحدباء
صمدت المئذنة الحدباء لمسجد النوري أكثر من 800 عام في وجه العواصف والحروب. والسكان سموها "حدبة"، لأنها مائلة. ولم يبق منها اليوم إلا جزء من الأساس.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدنيون كدروع بشرية
بين الحين والآخر نصادف أنقاضاً تحصن فيها مقاتلو "داعش" في المرحلة الأخيرة من معركة التحرير. في هذا المخبأ على المدخل تم زرع عبوات ناسفة. ورائحة التعفن توحي بأن أشخاصا توفوا هنا. وذكر ناجون أن مقاتلي التنظيم الإرهابي استخدموا مدنيين كدروع بشرية.
صورة من: DW/S. Petersmann
الحرب وحدها لا تحرز النصر
إلى جنب سترة حماية ممزقة نرى مصحف صغير للقرآن على الأرض. "داعش" انهزم عسكرياً، إلا أن مقاتلين ناجين ومجندين جدد يواصلون تنفيذ اعتداءات في العراق. ولا يمكن التغلب على ايدلوجية الإرهابيين بوسائل عسكرية فقط.
صورة من: DW/S. Petersmann
خردة الحرب
الكثير من السيارات تحولت تحت لهيب نار الهجمات الجوية إلى ركام من الحطام يسوده الصدأ. وبعض الإطارات تعود لسيارات متفجرة استعملها داعش "للدفاع" خلال الانسحاب.
صورة من: DW/S. Petersmann
أمنيتها الوحيدة العودة
يبدو أن الموصل قبل هيمنة "داعش" كانت تحتضن نحو مليوني نسمة من السكان. وبسبب الحرب هرب نصفهم، بينهم نحو 700.000 نسمة من المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية. هذه المرأة تقف أمام حطام منزلها الذي أكلته نار الحرب.
صورة من: DW/S. Petersmann
ألوان وسط الدمار
المدينة القديمة التاريخية كانت معروفة بأبواب بيوتها الفاخرة المزركشة. القليل منها فقط ظل قائماً. وهذه التحف الفنية تعكس مظاهر ملونة وسط الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
دب محشو بالمتفجرات
هذه هو شكل البيوت من الداخل. إرادة إعادة البناء كبيرة؛ إذ أن الكثير من عائلات اللاجئين سئمت العيش في معسكرات على هامش المدينة أو في بيوت مؤجرة. الدب الدمية على حافة الشباك قد يكون قنبلة محشوة بالمتفجرات.
صورة من: DW/S. Petersmann
تكلفة إعادة الإعمار؟
تُعد معركة الموصل، حسب رأي خبراء، من أشد المعارك ضراوة في منطقة مأهولة بالسكان، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية. وإعادة البناء تكون بالتالي صعبة ومكلفة. وتقدر الحكومة العراقية التكلفة بملياري دولار على الأقل. ولا شيء يوحي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم المشاركة في التكاليف.