1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بحوث جديدة تبعث على الأمل: أدوية لعلاج مرض الزهايمر؟

١١ فبراير ٢٠١٢

الزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعاً من مرض الخرف. ولا تظهر أعراض هذا المرض الذي يصيب المخ، إلا عندما يكون في مرحلة متقدمة. فما هي فرص الطب لاكتشافه وعلاجه مبكراً؟

خلايا عصبية تتضمن ترسبات اللويحاتصورة من: Gabor Pätzold/DZNE/Forschungszentrum caesar

باتت مدينة بون مركزاً للبحوث الألمانية في مجال مرض الزهايمر، حيث يوجد فيها مركزان بحثيان يتعاونان مع بعضهما البعض بشكل وثيق، وهما المركز الألماني لأمراض الاعصاب ومعهد سيزار للبحوث العلمية.ويتسابق العلماء العاملون فيهما على حل لغز مرض الزهايمر، الذي يختلف اختلافاً كبيراً عن غيره من أمراض الجهاز العصبي: فهو يدمر قدرة الذاكرة عند المصابين به، وخاصة "الذاكرة العرضية"، حيث ينسى المصاب أشياء عادية جداً، فعلى سبيل المثال قد ينسى المرء أين صف سيارته، أو متى تبضع مؤخراً في السوبرماركت أو متى تزوج، أو في أي مدينة يسكن الآن. كل هذه هي أعراض هذا المرض الغامض، كما يصفها الطبيب غابور بيتسولد، من المركز الألماني لأمراض الأعصاب.

قادر على قيادة السيارة - ولكن أين هي السيارة؟

الدكتور الباحث غابور بيتساولد من مركز البحوث في جامعة بونصورة من: DW/F. Schmidt

جسدياً يبدو المريض في البداية في تمام صحته ولياقته، لكن مع تقدم المرض تتأثر بشكل واضح ما تسمى بـ"الذاكرة الإجرائية" المسؤولة عن السيطرة على الجسم وحركاته.وفي هذا السياق يقول بيتسولد. "هذه الأشياء تعلمها الإنسان خلال حياته ولا يحتاج إلى تنشيطها، مثل قيادة السيارة أو قيادة الدراجة."


إن المسؤول عن تفشي المرض أساساً هو تراكم نوعين من البروتينات التي تضر بالخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والتي تتكون في الخلايا العصبية: بروتين "بيتا أمولويد" و بروتين "تاو". وهذان البروتينان قد يتكونان أيضاً في خلايا البشر الأصحاء. لكن مرض الزهايمر يتفشى عندما تصل نسبة تراكم هذين البروتينان وكثافتهما إلى معدلات كبيرة، وخاصة عندما تبدأ بالتكتل.وهنا يبدأ تكون الترسبات المخيفة وتراكم صفائح بروتينية في الدماغ.وبروتين بيتا أمولويد يتراكم خارج الخلايا العصبية، بعكس بروتين تاو، الذي يتثفل داخلها، ما يلحق الضرر بالخلايا العصبية في المخ ويؤدي إلى عرقلة الأنشطة اللازمة لاستمرار حياة الخلية العصبية عن طريق توقيف عمل الألياف العصبية التي تمرر المعلومات بين الخلايا.

الآثار الجانبية للأدوية تعرقل العلاج

خبيرة المناعة العصبية الدكتورة آنيته هاله من مركز البحوث في جامعة كولونياصورة من: DW/F. Schmidt

وعلى الرغم من عدم وجود علاج فعال للزهايمر، لكن هناك توجهات بحثية مختلفة تسعى إلى الحد من تراكم هذين البروتينين.ويتم ذلك بطريقين، أولهما من خلال نقل البروتينات من الدماغ بسرعة، أو منع تراكمهما قبل نشوئها.

ويمكن أن يؤدي أحد هذه التوجهات العلمية إلى تطوير لقاح ما، كما تأمل أنيته هاله، خبيرة المناعة العصبية في مركز سيزار للبحوث العلمية.وتقول الخبيرة الألمانية:"هناك لقاح فعّال، يقوم على تحفيز جهاز المناعة لتكوين جين مضاد لبروتين بيتا أمولويد.وهذا الجين المضاد يساعد على تخفيض تركيز هذا البروتين وبالتالي تخفيض نسبة تركيزها في الدماغ".الفكرة جيدة بحد ذاتها، لكنها لا يمكن أن ترقى إلى مستوى التنفيذ بعد.


رغم أن التجارب على الفئران كانت لحد ما ناجحة في تخفيض نسبة الترسبات والشرائح في الدماغ عن طريق اللقاح، لكن ليس من السهل تطبيقها على الإنسان بسبب التأثيرات الجانبية لهذا العلاج.وتضيف أخصائية الأمراض العصبية أنيته هاله قائلة:"هنا بدء جهاز المناعة في ردود فعل غير طبيعية وحصلت التهابات عند الذين خضعوا للعلاج.لهذا السبب تم التخلي عن دراسة كبيرة في هذا المجال".


تكون الرواسب التي تؤدي إلى مرض الزهايمر


ومن خلال تنشيط الخلايا المناعية أيضاً، وهي خلايا دبقية صغيرة قادرة على التهام بروتين بيتا أمولويد ونقله خارجاً، مازالت هذه الخطوة غير قابلة على التطبيق.وحسب النتائج المخبرية وجدت أنيته هاله أن زيادة عدد الخلايا المناعية عن المعتاد تضر بالخلايا العصبية وتعرقل عملها.وهذه الخلايا يجب علينا حمايتها في الواقع.


نهج آخر في البحوث جدير بالذكر، ألا وهو سد الطريق أمام انتشار انزيمات معينة في المخ تساعد على تشكيل بروتين بيتا أمولويد.ومع ذلك توجد مشكلة كبيرة في هذ النهج، ألا وهي أن بعض هذه الانزيمات لا تساعد فقط على تكوين بروتين بيتا أمولويد فقط، بل وعن وظائف أخرى هامة وضرورية لبعض الأنشطة داخل الدماغ.

أي البروتينات تكون أكثر أهمية؟

الباحثة في علم الأعصاب الدكتورة ايفاماريا مانديلكوصورة من: DW/F. Schmidt

إن الباحثة في علم الأعصاب ايفاماريا مانديلكوف وزوجها الباحث ايكارد مانديلكو مقتنعون من أن العلاج يجب أن يكون عن طريق مهاجمة بروتين تاو أكثر من مهاجمة بروتين بيتا أمولويد.وهنا تذكر الباحثة ايفاماريا مانديلكو:"نحن نعتقد أن بروتين تاو هو المسؤول عن موت الخلايا العصبية".
عند الأشخاص الأصحاء يدفع بروتين تاو ما يسمى بـميكروتوبول إلى الاستقرر.وهي عبارة عن قضبان ينتقل عليها هذا البروتين عبر الأعصاب.وإذا ما انفك بروتين تاو عن الميكروتوبول، تتحلل هذه القضبان وتبدأ عملية نقل المعلومات بالإنهيار إلى أن تموت الخلاية العصبية.


ومن خلال التجارب على الفئران المعالجة بجينات خاصة، والحاملة لتكتلات الزهايمر، تمكّن فريق البحث إثبات أن عوارض الخرف تظهر عندما يبدأ بروتين تاو بالتكتل.ومن خلال سد الطريق أمام تكون بروتين تاو المريض عن طريق خدعة جينية وراثية تمكن العالمان إعادة قدرة الذاكرة لفئران، ظهر عليها الخرف أو فقدت خلايا عصبية.وهنا تمكنت الفئران المريضة من التعلم مجدداً بعد أربعة أسابيع.ونظراً لأنها كانت خدعة وراثية تمت في تجربة على الفئران، فإنها تبقى غير قابلة للتجربة على البشر.لكن على الرغم من ذلك يجرى إيكارت مانديلكوف في هذه التجربة مفتاحاً للنجاح.

البحث عن الجوهر الحقيقي

الباحث في مرض الزهايمرالدكتور ايكارد مانديلكوصورة من: DW/F. Schmidt

"إذا تمكنا إلى نحو ما من تحديد تأثير بروتين تاو نكون قد ربحنا الرهان. لأن التشابك العصبي يبدأ بالتشكل من جديد"، كما يقول المتخصص في البروتينات الفيروسية ايكارد مانديلكوف. على هذا الأساس يركز الزوجان مانديلكوف في أبحاثهم على اكتشاف مادة تمنع من تكتل وتثفل البروتين تاو.
أكثر من مئتي ألف مادة تم دراستها من قبل الزوجين الباحثين إلى حد الآن. وهنا تؤكد لنا ايفاماريا مانديلكوف:"أنه تم اكتشاف أكثر من مادة إضاقة إلى قدرتها على منع تشكيل تثفلات بروتين تاو وتستطيع أيضاً أن تذيبه". رغم أنها لم تثبت هذه التجارب نجاحها على البشر لأنها لم تجرب في الواقع. مازلت النتائج بعيدة لاستعمالها في معالجة البشر، ولكن على الأقل تم حصد نجاحات أولية في التجارب على الديدان.
الديدان التي تشكلت عندها بالفعل لويحات بروتين تاو وأصبحت مشلولة، بدأت بالحركة من جديد بعدما تلقت ما يسمى بالمانع الناقل اغريغاتسيونس انهيبيتور.

وكما تؤكد لنا الباحثة ايفاماريا مانديلكوف بالقول "حتى الآن نعمل على تطوير مثل هذه الأدوية للبشر ولكننا نحتاج على الأرجح إلى سنوات عديدة. وما يسرنا هو أنه من المستطاع في هذا الوقت تأخير ظهور مرض الزهامير عن طريق ممارسة الرياضة. لأن الفئران التي خضعت للتجارب كانت بعضها تتحرك وتركض بشكل مستمر وبذلك تأخر عندها ظهور المرض".


الطبيب غابور بيتساولد يوافقها الرأي إذ يقول:"إن مرضى الزهايمر يعانون في كثير من الأحيان من اضطراب في الدورة الدموية في الدماغ أكثر من الناس الذين ليس لديهم مرض الزهايمر".
مشاكل الدورة الدموية وظهور الرواسب الخطيرة في الأوعية تشكل في بحوثنا حلقة مفرغة حقيقية.اللويحات تمنع التوسع الطبيعي للأوعية الدموية، وبالتالي يحصل اضطرابات بالدورة الدموية.في المقابل ينتج عن ذلك عدم نقل اللويحات بعيدا بشكل كافي.هذا ما يزيد من تركيزها بشكل أكبر.لذلك فمن المعتقد أن مرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض الزهايمر على نحو ما.

الكاتب: فابيان شميدت / فؤاد آل عواد
مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW