بدء إخلاء داريا والأمم المتحدة تدعو لخروج آمن للمدنيين
٢٦ أغسطس ٢٠١٦
طالب ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا بضرورة ضمان روسيا والولايات المتحدة سلامة المدنيين والمقاتلين الذين يتم إجلاؤهم من ضاحية داريا في دمشق المحاصرة.
إعلان
قال ستافان دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا عن الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات المعارضة "لم يتم استشارة الأمم المتحدة ولا إشراكها في المفاوضات بشأن هذا الاتفاق". وأضاف "العالم يراقب الوضع". وناشد دي ميستورا الولايات المتحدة التي تؤيد المتمردين وروسيا التي تؤيد الجيش السوري، ضمان عدم ارتكاب أي جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الانسان خلال أو بعد الإخلاء.
وبدأت الدفعة الأولى من المدنيين والمقاتلين بعد ظهر الجمعة وسط أجواء من الحزن بالخروج من مدينة داريا المدمرة قرب دمشق في إطار اتفاق يقضي بإخلاء مدينة طال حصارها وحافظت على رمزية خاصة لدى المعارضة السورية.
وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا الخميس إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى ادلب.
وأفادت مراسلة فرانس برس عند مدخل داريا الرئيسي شمالا عن بدء خروج حافلات المدنيين والمقاتلين عند حوالي الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي من المدينة.
وأوضحت أن غالبية ركاب الحافلة الأولى كانوا من النساء والأطفال والمسنين، فيما تضمنت الحافلات الأخرى مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي ومعهم عائلاتهم.
وأكد مصدر عسكري سوري في المكان لوكالة فرانس برس أن الدفعة الأولى الجمعة تتضمن "300 مقاتل مع عائلاتهم" على أن تستكمل العملية السبت.
ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011. وكان المتظاهرون في داريا وقتها يوزعون الورد والمياه على عناصر قوات النظام تأكيدا على سلميتهم.
لكن ذلك لم يمنع سقوط قتلى برصاص قوات النظام ولاحقا بالقصف المدفعي، وأصبحت داريا من أولى البلدات التي فرض عليها حصار.
وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا أن "الأسر المدنية ستتوجه إلى بلدة حرجلة (...) ومن هناك يتوزعون إلى المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها". وقال احد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة لفرانس برس إن داريا تعيش اليوم "أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره".
ويجمع سكان داريا، وفق قوله، "أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لأربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون اي ذنب".
وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90 في المائة حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصا حادا في الموارد. ودخلت في شهر حزيران/يونيو أول قافلة مساعدات إلى داريا منذ حصارها في عام 2012.
وتبعد داريا نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضا مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وبعيدا عما يجري على الأرض في سوريا، يستمر الجمعة في جنيف الاجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لبحث الوضع في سوريا ومحاولة استئناف محادثات السلام. وانضم إليهما لفترة وجيزة الموفد الاممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
من جانب آخر، اعتبر مكتب الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة الجمعة أن معدل دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سوريا المحاصرة "غير مقبول إطلاقا" مع إعلانه أن قافلة واحدة فقط تمكنت من الدخول وتوزيع المساعدات.
م.أ.م/ح.ح(أ ف ب، رويترز)
سوريا: للحرب وجوه متناقضة.. دمار وتشرد وحياة ليل
في بلد راح ضحية الحرب فيه أكثر من ربع مليون شخص منذ اندلاعها قبل أكثر من خمسة أعوام، تختلف صوَر الناس وحياتهم بين مدينة وأخرى: بدءا من الحرب والدماء مرورا بالتشرد والضياع، وحتى البحث عن حياة الليل في أحياء دمشق القديمة.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
فيروز على جدار بار صغير... وأبيات لقصيدة جبران خليل جبران : أعطني الناي وغَنِّ فالغنا سر الخلود.. وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير... صوت فيروز يصدح بين جدران بار صغير في جادةٍ بدمشق القديمة ... لم تبقَ من صوفية جبران في دمشق سوى كلمات على جدار ...
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
حلب.. سيدةٌ خرجت من بين أنقاض البناء بعد قصف مستشفى بالطائرات. الروس قالوا إنهم لم يفعلوها، والأميركان نددوا كعادتهم والاتهامات موجهة للنظام في دمشق. والسيدة لا تعلم سوى أنها حية، مصدومة تمشي على قدميها بين ركام الموت الذي خطف العشرات في نفس المكان.
صورة من: Reuters/A. Ismail
مئات الكيلومترات شمال شرق دمشق. سيدة منقبة في إحدى جادات الرقة، حيث أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة لـ"خلافته". تقول السيدة في مقال على DW: "عشت كامل حياتي في الرقة ودرست في جامعتها، ارتبطت بهذه المدينة كما ترتبط روحي بجسدي، لم أكن تلك المرأة المتحررة لكني كنت أملك هامشاً من الحرية، لا ضوابط سوى الضوابط الأخلاقية والمجتمعية على لباسي وكيفية معيشتي، ولم أكن محجبة ولم يكن هناك ضير في ذلك".
صورة من: DW/A.Mohammed
شابة تقف أمام فندق "بيت زمان" في دمشق، حيث يقع مرقص تعزف فيه موسيقى الثمانينات. الشارع هنا نظيف، والجدران قديمة، قِدم دمشق ربما. الفتاة العصرية ترقص أمام أبيات شعراء قالوها بحق دمشق.. كأيليا أبي ماضي: ليست قبابا ما رأيت وإنّما عزم تمرّد فاستطال قبابا فالْثِمْ بروحك أرضها تلثم عصورا للعلى سكنت حصى وترابا
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
سيدة عجوز حلبية تجلس قرب أنقاض الحرب... حلب ثاني أكبر المدن السورية ، دمرتها الحرب وقضت على معالم تاريخية فيها..
صورة من: Reuters/A. Abdullah
دانا دقاق تعمل ساقية في ملهى الشرق في دمشق. عالمان مختلفان خلقتهما الحرب في سوريا بين سيدة الرقة وبين دانا. جنوب البار حيث عمل دانا يقع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي احتدمت فيه المعارك عام 2015 بين القوات السورية النظامية وبين بعض الفصائل الفلسطينية في المخيم، كما حدثت مواجهات بين البعض الآخر من هذه الفصائل وتنظيم الدولة الإسلامية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
في يوم عيد الحب "فالانتين داي". معلقة هدايا عيد الحب في أكشاك بجادة قديمة بدمشق. البحث عن الحب في شوارع العاصمة السورية، حتى وإن كان برموز الحب..لون القلوب أحمر والثياب سوداء..
صورة من: Getty Images/AFP/J.Eid
خمسة ملايين سورية وسوري تركوا البلاد خلال الحرب التي مازالت مستمرة. سيدات في مخيم لاجئين بلبنان الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري. ينظرن إلى الكاميرا، بعضهن أخفين وجوههن وبعضهن يبتسمن للكاميرا..
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
سورية على أرض جزيرة يونانية تريد اللجوء إلى وسط أوروبا. الوطن بعيد والبحر قريب والحرب خلفها.. أكثر من مليون لاجئ من الشرق الأوسط، وصلوا إلى ألمانيا، جلهم من السوريين.
صورة من: Reuters/Yannis Behrakis
أطفال يغتنمون الفرصة بعد أن سكتت أصوات المدافع والبنادق ويلعبون في حي قرب دمشق. لم تقتل الحرب الكبار ولم تدمر البناء فحسب، بل سرقت من الأطفال طفولتهم، لكنها لم تسرق منهم براءة ابتساماتهم بعد...
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Badra
سورية من أصول أرمنية تحمل شمعة وتمشي في حي قديم بدمشق في ذكرى مذابح الأرمن التي حدثت في نهاية عهد الدولة العثمانية والتي يقول الأرمن إنها كانت أعمال "قتل متعمد وممنهج". الحرب قتلت أسلافها قبل مائة عام واليوم وصلت إلى أبواب دمشق. فلمن تحمل الشمعة؟
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
مقاتل من المعارضة قرب حلب ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقا. حلب اليوم محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدة في معظم أنحاء المحافظة الواقعة في شمال سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maysun
بعض أحياء دمشق، بل حتى مركز المدينة وصلته قنابل أطلقها مسلحون. على أرض سوريا يقاتل الروس والأميركان ومقاتلون من جنسيات مختلفة وجماعات أكثر اختلافا.. وحصيلة الموت والدمار ثقيلة بيد أن الحياة مازالت مستمرة..
صورة من: Reuters/B. Khabieh
حانةٌ فتحت أبوابها حديثا في أحد أحياء دمشق القديمة. دخانٌ وجعةٌ وحديثٌ حول الحب والحياة، لكن لا حديث عن الحرب التي تُقرع طبولها منذ خمسة أعوام. رائحة الموت لا تبعد ربما سوى بضعة كيلومترات شمالا، جنوبا، شرقا..