يدلي اليوم الناخبون الألمان في ولاية برلين بأصواتهم بشأن جعل الولاية محايدة مناخياً بحلول 2030 وليس 2045 كما كان مخططاً، فيما ناشدت كثير من كبرى منظمات حماية البيئة الحكومة الاتحادية المزيد من السرعة في حماية المناخ.
إعلان
يتوجه الناخبون في برلين إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد (26 مارس/آذار 2023) ليقرروا ما إذا كانوا يريدون أن تصبح المدينة محايدة مناخياً بحلول عام 2030 وليس بحلول عام 2045 كما كان مخططاً سلفاً.
ويجب أن يصوت غالبية الناخبين بالموافقة من أجل أن يجري تحويل هذا إلى قانون، كما يجب ألا يقل العدد عن 25 % ممن يحق لهم التصويت. وهذا الرقم يمثل حوالي 608 آلاف صوت بالموافقة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت برلين (06:00 بتوقيت غرينتش)، ويحق لحوالي 2.4 مليون شخص التصويت في الاستفتاء. وسوف تستمر صناديق الاقتراع في فتح أبوابها حتى الساعة 18:00 (بالتوقيت المحلي).
ودفعت مجموعة "كليمانوشتارت" البيئية أو (إعادة ضبط المناخ) لإجراء الاستفتاء بعد جمع حوالي 260 ألف توقيع على مدى أربعة أشهر العام الماضي. ويريد النشطاء الضغط على حكومة الولاية لتسريع إجراءات التصدي لتغير المناخ في العاصمة.
وتريد الحكومة الألمانية تحقيق الحياد المناخي على مستوى البلاد بحلول 2045 كما هو مقرر حتى الآن. ولتحقيق ذلك، يجب خفض الانبعاثات بنحو 95% مقارنة بمستويات عام 1990.
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس وعمدة برلين فرانتسيسكا جيفي عن شكوكهما في هدف 2030. وقال شولتس يوم السبت: "أنا مقتنع تماماً بأن ما شرعت الحكومة الاتحادية في القيام به هو بالضبط الطريق الصحيح، وتحديداً ضمان أننا نقوم بتحديث بلدنا تكنولوجياً".
وقالت عمدة برلين بعبارات صريحة يوم الجمعة: "نرى أن من المهم المضي قدما في هذه القضية، ولكن لن يكون من الممكن لبرلين أن تصبح محايدة مناخيا بحلول 2030. يجب إبلاغ الناس بهذا بوضوح، وأي شيء آخر هو هراء".
مطالبات بتسريع اجراءات حماية المناخ
من جانبها، ناشدت كثير من كبرى منظمات حماية البيئة الحكومة الاتحادية المزيد من السرعة في حماية المناخ.
وذكرت كل من منظمة "كومباكت" ومنظمة "أيام الجمعة لأجل المستقبل" والسلام الأخضر "غرينبيس" لوكالة الأنباء الألمانية: "إننا نتوقع بادرة انفتاح لأجل حماية المناخ من قمة الائتلاف الحاكم اليوم".
وتابعت المنظمات الثلاث أنه "يتعين على المستشار الألماني (أولاف) شولتس إصدار كلمة قاطعة في هذا الشأن".
جدير بالذكر أن الائتلاف الحاكم يعتزم استجلاء عدد من القضايا الخلافية خلال اجتماع قمة بديوان المستشارية مساء اليوم. وبحسب بيانات هذه المنظمات، فإنها تتوقع وقف بناء طرق سريعة أخرى ووضع برنامج فوري فعال للمناخ لأجل قطاع النقل.
يشار إلى أن هناك نقاشات حادة منذ أسابيع داخل الائتلاف الحاكم حول توسيع نطاق الطرق السريعة وحماية المناخ في قطاع النقل. ولا يزال من غير الواضح إذا ما كان سيتم التوصل لاتفاقات اليوم أم لا.
ع.ح./م.س. (د ب أ)
تداعيات التغير المناخي في عام 2022 ـ جفاف وفيضانات وأعاصير مدمرة
الحرارة والجفاف وعواصف قوية وفيضانات طبعت هذا العام المشهد على مستوى العالم وكانت متأثرة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بتغير المناخ. إليكم لمحة مصورة.
صورة من: Thomas Coex/AFP
أوروبا: 2022 حرارة وجفاف بلا مثيل
حرارة مفرطة وجفاف شديد يطبعان منذ 500 عام فصل الصيف في أوروبا. وفي إسبانيا توفي أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحرارة التي تم تسجيلها والتب تجاوزت 45 درجة. وفي بريطانيا وصلت الحرارة لأول مرة لأكثر من 40 درجة. وأجزاء من القارة تعاني من الجفاف منذ أكثر من 1000 عام، والكثير من المناطق تقوم بترشيد المياه.
صورة من: Thomas Coex/AFP
حرائق تدمر مساحات في أوروبا
من البرتغال وإسبانيا وفرنسا غربا مرورا بإيطاليا اليونان أو قبرص في الشرق وصولا إلى سيبيريا ـ في كل مكان في القارة اشتعلت حرائق الغابات في عام 2022. وبسبب النيران احترق حتى منتصف السنة حوالي 660.000 هكتار من الأراضي ـ في رقم قياسي من عام 2006.
صورة من: /Service Communication-Protocole SDIS 33/AP/dpa/picture alliance
فيضانات في كثير من بلدان آسيا
في باكستان هطلت أمطار موسمية قوية، وحوالي ربع مساحة البلاد غمرتها المياه طوال أسابيع و33 مليون شخص فقدوا مأواهم وأكثر من 1100 شخص لقوا حتفهم وانتشرت أمراض. وحتى أفغانستان شهدت هطول أمطار قوية. والآلاف من الهكتارات دُمرت والمجاعة زاد في حجمها.
صورة من: Stringer/REUTERS
آسيا: الحرارة والعواصف تغمر القارة
وقبل الفيضانات عانت أفغانستان وباكستان من حرارة مفرطة وجفاف مثل الهند. وفي الصين سُجل أخطر جفاف منذ 60 عاما وأقوى حرارة منذ بدء رصد التغييرات. وحتى بداية الخريف مرت على الصين 12 عاصفة قوية. وحتى كوريا الجنوبية والفلبين واليابان أو بنغلاديش عانت من عواصف قوية تزداد حدة بسبب تغير المناخ.
صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
تبعات قوية لأزمة المناخ في افريقيا
في القارة الإفريقية يزداد المناخ سخونة بشكل سريع، وعليه فإن إفريقيا متأثرة بشكل ملفت بهطول الأمطار والجفاف والفيضانات. وفي الصومال بلغ الجفاف في 2022 مستوى قياسيا منذ 40 عاما مضت. وهناك أُجبر مليون شخص على مغادرة وطنهم.
صورة من: ZOHRA BENSEMRA/REUTERS
الهجرة والمجاعة في البلدان الافريقية
في كثير من المناطق في القارة الإفريقية تناقصت تربية الماشية أو الزراعة بسبب الجفاف أو الفيضانات. وبالتالي أصبح أكثر من 20 مليون شخص مهددين بالمجاعة لاسيما في أثيوبيا والصومال وكينيا.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
حرائق وفيضانات في الولايات المتحدة
في أواخر الصيف الماضي انتشرت لاسيما في ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا حرائق قوية. وعمت الولايات الثلاثة موجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. وفي بداية الصيف أدت أمطار غزيرة إلى فيضانات في منتزه يليستون الوطني وكذلك في ولاية كينتاكي.
صورة من: DAVID SWANSON/REUTERS
أمريكا والكاريبي: عواصف قوية
في سبتمبر تسبب إعصار يان في خسائر كبيرة في ولاية فلوريدا. والسلطات تحدثت عن "خسائر بحجم تاريخي". وقبلها اجتاح "يان " كوبا حيث انقطع طوال أيام التيار الكهربائي. والإعصار المداري فيونا استمر حتى السواحل الشرقية لكندا بعدما تسبب في خسائر قوية في أمريكا اللاتينية.
صورة من: Giorgio Viera/AFP/Getty Images
عواصف استيوائية مدمرة في أمريكا الوسطى
ليس فقط "فيونا" اجتاح أمريكا الوسطى. ففي أكتوبر تسبب الإعصار يوليا في خسائر قوية في كولومبيا وفنزويلا، ونيكارغوا والهندوراس والسلفادور. وبسبب سخونة الأرض تزداد حرارة الطبقة العليا للمحيطات ما يزيد من قوية العواصف.
صورة من: Matias Delacroix/AP Photo/picture alliance
أمريكا الجنوبية تعاني من جفاف حاد
في جميع أنحاء قارة أمريكا الجنوبية تقريبا يعم الجفاف. وفي شيلي يتواصل الجفاف منذ 2007. وفي كثير من المناطق تراجع منسوب المياه في الأودية والبحيرات إلى أكثر من 90 في المئة. وفي المكسيك انقطعت الأمطار بسبب ذلك لعدة سنوات. وحتى الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وبنما وأجزاء من الإكوادور وكولومبيا تعاني من الجفاف.
صورة من: IVAN ALVARADO/REUTERS
فيضانات في استراليا ونيوزيلاندا
في أستراليا أدت الأمطار الغزيرة في 2022 إلى فيضانات. ومن يناير حتى مارس هطلت أمطار في الساحل الشرقي بنسبة تفوق كمية الأمطار المسجلة في ألمانيا طوال العام. وحتى نيوزيلاندا تبقى متأثرة. والسبب في ذلك يعود لظاهرة لتغير المناخ لأن الأجواء الساخنة تمتص كمية كبيرة من الماء ما يجعل التساقطات المطرية أكثر قوة.