بدء الجولة الثانية من الإنتخابات البرلمانية في فرنسا
١٨ يونيو ٢٠١٧
بدأ الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد في التوجه إلى مكاتب الإقتراع في الجولة الثانية من الإنتخابات البرلمانية. استطلاعات الرأي ترجح فوز حزب الرئيس ماكرون بأغلبية ساحقة.
إعلان
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في فرنسا صباح اليوم الأحد ( 18 يونيو حزيران 2017) أمام الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى فوز مرجح لحزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون بأغلبية كبيرة في مجلس النواب، وقد تكون غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الخامسة.
ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش) في جميع أنحاء فرنسا وحتى الثامنة مساء في المدن الكبرى، حيث ستقدم مؤسسات استطلاع الرأي تقديرات بشأن النتائج بعد وقت قصير من انتهاء التصويت.
وستتم مراقبة نسبة المشاركة في الانتخابات عن كثب، في ظل حرص أحزاب المعارضة على حث الناخبين على التصويت، بعد امتناع أكثر من نصف إجمالي عدد الناخبين البالغ عددهم 47,6 مليون شخص عن التصويت في الجولة الأولى.
إنتخابات حاسمة
وتشكل هذه الانتخابات محطة أساسية لإيمانويل ماكرون الذي يبحث عن أكثرية واسعة تتيح له تنفيذ اصلاحاته بدءا بتعديل قانون العمل، في مواجهة الحزبين التقليديين اليميني (الجمهوريون) واليساري (الحزب الاشتراكي).
وتخشى الأحزاب الاخرى المنقسمة والتي باتت ضعيفة، وليست بالضرورة معارضة لماكرون، أن يكون تمثيلها ضئيلا في الجمعية الوطنية الأحد. فاليمين سيشغل بين ستين وتسعين مقعدا والاشتراكيون الذين يشكلون أغلبية في الجمعية المنتهية ولايتها سيحصلون على ما بين عشرين و35 مقعدا، حسب استطلاعات الرأي.
ويأمل حزبا الجبهة الوطنية (يمين متطرف) وفرنسا المتمردة (يسار راديكالي) اللذان حققا نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية من خلال برنامجيهما المناوئ للوحدة الأوروبية، في ترسيخ حضورهما بفضل أصوات الناخبين الذين خيبت العولمة آمالهم.
ويتجه اليمين المتطرف الذي كان يأمل في أن يصبح القوة الأولى للمعارضة، إلى الإكتفاء بستة مقاعد مقابل ما بين عشرة مقاعد و25 مقعدا لليسار الراديكالي وحلفائه الشيوعيين، بعيدا عن الآمال في تجسيد معارضة يسارية جديدة.
م.س/و.ب ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)
ماكرون أصغر رئيس فرنسي منتخب...يهزم اليمين المتطرف
فاز الوسطي إيمانويل ماكرون مساء الأحد السابع من مايو/ أيار 2017 بالانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام منافسته مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف، ليصبح في سن الـ 39 عاما أصغر رئيس منتخب لفرنسا.
صورة من: Reuters/B. Tessier
ماكرون قال بمناسبة فوزه إن "صفحة جديدة من تاريخنا الطويل تفتح. أريدها أن تكون صفحة الأمل واستعادة الثقة".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تم انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا -الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات والذي يقول إنه ليس من اليمين أو اليسار- بعد حصوله على أكثر من 65,5 في المئة من الأصوات أمام لوبن التي حصلت على نحو 34 في المئة من الأصوات.
وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عن التصويت قُدِّرَت بأكثر من 25 في المئة، إلى احتمال "إعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين "الوطنيين" وأنصار العولمة".
صورة من: Reuters/E. Feferberg
لحظات ترقب قضاها أنصار ماكرون خلال اليوم الانتخابي.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/L. Cipriani
ابتهج أنصار ماكرون. وأشاد بفوز ماكرون الكثير من القادة الأوروبيين القلقين من تنامي النزعة الوطنية والحمائية الاقتصادية في أوروبا.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/E. Blondet
وسريعا ما تدفقت التهاني لرئيس فرنسا الجديد وخصوصا من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. واعتبرت ميركل أن فوز ماكرون هو "فوز لأوروبا قوية وموحدة" في حين اعتبر يونكر أن الفرنسيين اختاروا "مستقبلا أوروبيا" لهم.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن أن يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق، بين فرنسا الحضَر: المزدهرة أكثر والإصلاحية، وبين فرنسا الريف: الفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10 في المئة) ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا الموحدة إلى الأمام.
صورة من: Reuters/B. Tessier
وكانت الدعوات تكثفت من كل حدب وصوب - بعد نتيجة "تاريخية" لماكرون في جولة الانتخابات الأولى- لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يصل للمرة الثانية إلى الجولة الثانية الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
لكن لوبن (48 عاما) المناهضة للهجرة ولأوروبا -والتي منيت بهزيمة قاسية- أشادت بتحقيقها "نتيجة تاريخية وكبيرة" لليمين المتطرف الذي أصبح كما قالت "قوة المعارضة الأولى" في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Corsan
من جانبه هنأ السياسي الهولندي اليميني الشعبوي خيرت فيلدرز، مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي رغم هزيمتها. قائلا: "أحسنت على أي حال...لقد صوت الملايين من الوطنيين لك! ستفوزين المرة القادمة وأنا أيضا". كما هنأت فراوكه بيتري -زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للهجرة والإسلام- مارين لوبان على أدائها الانتخابي القوي رغم الخسارة وقالت إنها " تمكنت رغم العداء الشديد من تحقيق نتيجة مبهرة...".
صورة من: Reuters/W.Rattay
وقام ماكرون بحملة مع حركته "إلى الإمام" التي أسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الأوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على "فرنسا منفتحة في أوروبا تحمي".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
ماكرون المصرفي السابق هو في الواقع يتبنى مبادئ "الأخلاقية السياسية" وقد أطلق تصريحا بقي ماثلا في الأذهان: "اللاجئون هم بشر مبدعون وقادرون على المقاومة". وامتدح سياسة اللجوء التي تبنتها أنغيلا ميركل، فقد أنقذت بتصرفها كرامة أوروبا، على حد تعبيره.
صورة من: DW/B. Riegert
السياسي الشاب ماكرون يدخل الآن قصر الإليزيه برفقة معلمته السابقة وزوجته الحالية التي تكبره بنحو ربع قرن، في فترة رئاسية تستمر لمدة خمسة أعوام. فهل يحقق كل ما وعد به ويتغلب على التحديات؟ إعداد: علي المخلافي