أكد مصدر بالسفارة الروسية في مصر اليوم السبت (31 أكتوبر/تشرين الأول) أن مواطنين روس فقط كانوا على متن طائرة الركاب الروسية، طبقا لما ذكرته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء. وأضاف المصدر أن الطائرة تابعة لشركة "كولافيا" للطيران وكان من المقرر لها دخول المجال الجوي الروسي في الساعة التاسعة و17 دقيقة صباحا بتوقيت موسكو بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بجنوب سيناء المصرية.

وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أوامر إلى وزير الأوضاع الطارئة بإرسال على الفور وبالاتفاق مع السلطات المصرية طائرات إنقاذ عاجل إلى مصر للعمل في موقع تحطم الطائرة معزيا "بأسى كبير" أقرباء الضحايا.

وحسب وزارة الطيران المدني المصرية في بيان فإن الطائرة الروسية KGL-9268 من طراز إيرباص 320 وعلى متنها 217 راكبا بالإضافة إلى طاقمها المكون من سبعة أفراد اختفت من شاشات الرادار الملاحية وهي على ارتفاع 31 ألف قدم وتم العثور على حطامها قرب مطار العريش. وقال مسؤول روسي إن من بين الركاب 17 طفلا وإن أفراد الطاقم سبعة.

وقالت مصادر أمنية مصرية إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الطائرة أسقطت في المحافظة التي ينشط فيها إسلاميون متشددون يمثلون تحديا أمنيا للحكومة، لكن مصادر في وزارة الطيران المدني المصرية قالت إنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة إلا بعد التحقيق. وقالت الوزارة أن وفدا من لجنة تحقيق حوادث الطيران سيتوجه إلى موقع الكارثة للبدء في التحقيق. وأضافت إن لجنة التحقيق ستبحث عن الصندوقين الأسودين لمعرفة ملابسات الحادث وتفريغ آخر محادثة بين المراقبة الجوية وقائد الطائرة الذي "أبلغهم بحدوث عطل فني ويسعى للهبوط الاضطراري في أقرب مطار".

من جانبه أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في حادث تحطم الطائرة، وأعلن الكرملين اليوم السبت أن رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف سيتولى رئاسة هذه اللجنة. ووفقا لوكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية فإن الادعاء العام الروسي يقوم بالتحقيق في الواقعة. وأعلنت الحكومة المصرية في بيان أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل أصدر توجيهات بتشكيل غرفة عمليات بمجلس الوزراء لمتابعة الحادث. وتوجه إسماعيل إلى موقع تحطم الطائرة ومعه عدد من الوزراء على متن طائرة خاصة.

ونقلت وكالة رويترز عن ضابط ضمن فريق البحث والإنقاذ المصري في مكان تحطم الطائرة قوله إن أعضاء الفريق عثروا على أكثر من مئة جثة بينها جثث خمسة أطفال وسط حطام الطائرة. وقال طالبا عدم نشر اسمه "أرى الآن مشهدا مأسويا.. عدد كبير من القتلى على الأرض وكثيرون ماتوا وهم مربوطون في كراسيهم". وأضاف "الطائرة انقسمت إلى جزأين أحدهما صغير من نهاية الطائرة تعرض للاحتراق والآخر كبير اصطدم بصخرة... استخرجنا قرابة 100 جثة حتى الآن من الطائرة والباقون بالداخل".

ونقل عن ضابط ضمن فريق البحث والإنقاذ المصري قوله إن "هناك جزء آخر من الطائرة به ركاب ما زال فريق الإنقاذ يحاول الدخول إليه لبيان ما بداخله ونأمل في وجود أحياء خاصة بعد أن سمعنا صوت أشخاص يتوجعون بالداخل".

ع.ج.م/ع.ش (أ ف ب، د ب ا، رويترز)