بدء سحب القوات الألمانية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2011
١٦ ديسمبر ٢٠١٠أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم الخميس (16 ديسمبر/ كانون أول) عن أن بلاده ستبدأ نهاية العام المقبل في خفض قواتها العسكرية في أفغانستان، وذلك كخطوة أولى في انسحاب محتمل من هناك.
وأكد فيسترفيله، في بيان حكومي أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ)، أن بلاده تدافع عن أمنها أيضاً في أفغانستان، مضيفاً: "لذلك أرى أن هذه المهمة صحيحة، لكن من الصحيح أيضاً ألا تستمر إلى الأبد". ويأتي البيان الحكومي الألماني على خلفية تقرير تم عرضه على الحكومة هذا الأسبوع بشأن تطور الأوضاع في أفغانستان. ومن المقرر أن يصدر البرلمان الألماني قراره بشأن تمديد مهمة القوات الألمانية في أفغانستان، التي يبلغ قوامها خمسة آلاف جندي، الشهر القادم.
تتزامن تصريحات وزير الخارجية الألماني هذه مع توقعات بأن يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم عن حصيلة استراتيجية بلاده في أفغانستان وباكستان، التي من المتوقع أن يصفها بالجيدة، رغم وصول عدد القتلى بين صفوف القوات الأمريكية المتواجدة هناك إلى رقم قياسي.
هذا وسيكشف أوباما أيضاً عن مراجعة استمرت شهرين لعمليات الجيش الأميركي والعمليات المدنية، إذ يتوقع أن يشير إلى تقدم كبير في المعارك ضد حركة طالبان، وأن يقرّ بوجود تحديات ضخمة في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.
تقرير استخباراتي يرسم صورة قاتمة
ورغم اعتراضات على السياسة الأمريكية في أفغانستان، التي يصفها البعض بالطموحة أكثر مما ينبغي، وانتشار الفساد وهشاشة الوضع السياسي الداخلي هناك، إلا أنه من غير المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي عن تغيير في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، بقوله: "لا أعتقد بكل صراحة أنه سيكون هناك الكثير من المفاجآت في مراجعة (الاستراتيجية) ... هناك تقدم مهم في وقف اندفاع حركة طالبان في أفغانستان."
وفي سياق متصل قلل مسؤولون في الإدارة الأمريكية يوم أمس الأربعاء من أهمية تقريرين سريين للاستخبارات نشرتهما صحيفتا نيويورك تايمز ولوس أنجيليس تايمز الأمريكيتين، يتناول أحدهما أفغانستان والثاني باكستان، ويعرضان رؤية أكثر تشاؤماً للوضع، مقارنة مع التقييم الذي سيعلنه البيت الأبيض الخميس.
ويرى مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن هذين التقريرين يستندان إلى معلومات قديمة، تم جمعها قبل الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي شهد انتهاء وصول كامل التعزيزات. وأوضح المسؤولون أن هذين التقريرين لا يأخذان في الحسبان النجاحات التي تم تحقيقها في ولايتي قندهار وهلمند، التي تعتبران من أهم المعاقل التاريخية لطالبان.
لكن الصورة القاتمة للتقريرين المنشورين تتفق مع تقرير لمنظمة الصليب الأحمر الدولية نشر يوم أمس الأربعاء، الذي خلص إلى أن العنف المتفاقم في أنحاء أفغانستان يجعل من الوقت الراهن أصعب وقت لعمل منظمات الإغاثة هناك منذ ثلاثة عقود، خصوصاً في ظل صعوبة وصول هذه المنظمات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
وشدد ريتو ستوكر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، في مؤتمر صحفي، على أن "تزايد الجماعات المسلحة يهدد قدرة المنظمات الانسانية على الوصول إلى المحتاجين ... حقيقة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر نظمت مؤتمراً صحفياً (يعبر) عن أننا نشعر بقلق بالغ من عام آخر من القتال وما له من عواقب وخيمة على عدد متزايد من الناس في كافة أنحاء البلاد تقريباً."
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم