بدء فرز أصوات الاشتراكيين وتفاؤل بدخولهم في ائتلاف مع ميركل
٣ مارس ٢٠١٨
بدء عملية فرز أصوات أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن الموافقة أو رفض الدخول في ائتلاف حكومي مع تحالف ميركل المسيحي. ردود فعل من جناحي الحزب ومن تحالف ميركل وحزب اليسار نرصدها لكم.
إعلان
عقب انتهاء فترة تصويت أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بشأن الموافقة أو عدم الموافقة على الدخول في ائتلاف حاكم مجدداً مع التحالف المسيحي، بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، بدأت اليوم السبت (الثالث من آذار/مارس 2018) عملية فرز الأصوات بمقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين.
وكان يحق لـ 463723 عضوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشاركة في التصويت، الذي بلغت تكاليفه نحو 1.5 مليون يورو، بحسب بيانات الحزب.
وتلقى مجلس قيادة الحزب آخر خطابات التصويت عبر البريد حتى منتصف ليلة أمس الجمعة، والتي تم نقلها إلى مقر الحزب في برلين، حيث سيتواجد نحو 120 مساعداً لفرز الأصوات. وسوف يستعين المساعدون في عملية الفرز بآلتين متخصصتين في فتح الخطابات، حيث يمكن لكل منهما فتح نحو 20 ألف خطاب في غضون ساعة واحدة. وسيجرى فرز الأصوات طوال اليوم حتى ساعة مبكرة من صباح غد الأحد، ليعلن الحزب النتيجة التي تنتظرها أوروبا بأكملها بشغف غدا، وقالت قيادة الحزب في تغريدة لها إنه سيكون هناك بث مباشر لإعلان النتائج حوالي الساعة التاسعة صباحا.
يذكر أن عملية الفرز في التصويت الذي أجراه الحزب عام 2013 للدخول في ائتلاف حاكم مع تحالف ميركل المسيحي استغرقت 14 ساعة. ووافق حينها نحو 75 بالمائة من أعضاء الحزب على الدخول في الائتلاف.
"الخوف على هوية الحزب"
وبسبب تراجع شعبية الحزب في الانتخابات التي جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي وحصوله على 20.5 بالمائة فقط من الأصوات، يرى كثير من الأعضاء أنه ينبغي للحزب الانضمام إلى صفوف المعارضة. كما يرى أعضاء في الحزب أن الدخول في ائتلاف حاكم مع ميركل تسبب في ضياع هوية الحزب، إذ لم يعد الكثير من المواطنين يعلمون توجه أقدم حزب في ألمانيا. وكان رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كفين كونرت، روج خلال 25 فعالية في كافة أنحاء ألمانيا للتصويت بالرفض على الدخول في ائتلاف حاكم، داعياً إلى العودة لتوجه يساري واضح.
ويتوقف انتخاب ميركل في البرلمان الألماني (بوندستاغ) مستشارة لولاية رابعة في 14 آذار/مارس الجاري على نتيجة تصويت الاشتراكيين الديمقراطيين. وفي حال جاءت نتيجة التصويت بالرفض، فإن ذلك قد يؤدي إلى إعادة الانتخابات التشريعية في ألمانيا، حيث لم يعد أمام التحالف المسيحي خيارات متاحة أخرى بعد إخفاقه السابق في تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، مع تأكيد ميركل أكثر من مرة رفضها لتزعم حكومة أقلية.
يتوقف مصير ميركل على قرار قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي
01:21
"التجديد من القاعدة إلى القمة"
ومن جهته، توقع وزير العدل هايكو ماس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن لا يؤدي التصويت إلى اضطرابات دائمة في الحزب وقال لوكاة الأنباء الألمانية (د ب أ) "سيخرج الحزب من التصويت موحداً وأكثر قوة"، وأضاف أن جميع أعضاء الحزب شاركوا في النقاش حول تشكيل الحكومة بـ "موضوعية ونزاهة".
وبدوره توقع المتحدث باسم الجناح المحافظ في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يوهانس كاهرس، التصويت بنعم للائتلاف الحكومي، وذلك حسب ما نقلت عنه صحيفة "راين نيكار تسايتونغ" الألمانية اليوم السبت. كما نقلت عنه صحيفة "هايلبرون شتيمه" قوله إن "تجديد الحزب لا يمكن أن يجري إلا بدءاً من القاعدة وصولاً إلى القمة"، مطالباً قيادة الحزب بالبقاء إلى حد كبير خارج هذا العملية.
كما توقع السياسي البارز في الحزب، توماس أوبرمان، التصويت بنعم وبنسبة 55 بالمئة وأكثر. وقال لصحيفة "دي فيلت" اليوم السبت إن رفض قواعد الحزب لتشكيل الحكومة مع ميركل سيكون "كارثة" على ألمانيا والحزب، وأوروبا على وجه الخصوص.
تحذيرات وآمال بـ "لا"
ومن جانبه، يخشى رئيس كتلة التحالف المسيحي في البرلمان، فولكر كاودر، من أن يؤدي التصويت بلا إلى تشكيل حكومة أقلية، مما سيرتب أعباء مالية على الموازنة ودافع الضرائب وقال إن "المفاوضات للتوصل إلى أغلبية لتمرير القرارات في البرلمان بين حكومة الأقلية والمعارضة ستكون مكلفة مالياً مادياً"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "أوغسبورغر ألغماين" اليوم.
وفي الجهة المقابلة، تأمل رئيسة كتلة حزب اليسار، سارة فاغنكنيشت، برفض أعضاء الحزب الاشتراكي تشكيل الحكومة مع ميركل داعية الديمقراطيين الاشتراكيين، الذين خاب أملهم بأداء حزبهم، إلى تشكيل تجمع يساري مع آخرين، حسب ما نقلت عنها صحيفة "راينشه بوست" اليوم السبت.
خ.س/ع.ج (د ب أ، رويترز)
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك