بدأت اليوم الأربعاء (22 ابريل/نيسان) في مدينة دوسلدورف محاكمة أربعة اتهموا بالتخطيط لسلسلة من التفجيرات لأهداف أمريكية في ألمانيا وهو ما تقول الشرطة إنها هجمات كان يمكن أن تسفر عن مقتل العشرات. ويقول الادعاء إن الأربعة وهم ثلاثة ألمان وتركي كانوا يخططون لهجمات متزامنة تستهدف صالات رقص وحانات في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا باستخدام كمية من المتفجرات تزيد عشرة أمثال عن الكمية التي استخدمت في تفجيرات لندن عام 2005.

وفي مستهل الجلسة الأولى من المحاكمة اتهم ممثل الادعاء العام المشتبه فيهم الأربعة بالانتماء لما يعرف بـ"اتحاد الجهاد الإسلامي". وأوضح ممثل الإدعاء أن أعضاء هذا الإتحاد يصفون أنفسهم بـ"المجاهدين" الذين يعدون أنفسهم للشهادة في الحرب ضد الكفار، مشيرا إلى أن اتحاد الجهاد الإسلامي كان يركز هجماته في بداية الأمر على أوزبكستان، ولكنه وسع دائرة نشاطاته بعد ذلك لتمتد إلى أوروبا وأفغانستان.

محاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة

وجلس المشتبه فيهم الأربعة وهم ثلاثة ألمان يدعون فريتس جيلوفيتس ودانيال شنايدر وأتيلا سيليك بالإضافة إلى التركي آدم يلمظ خلف ألواح مؤمنة ضد الرصاص في المحكمة التي خضعت لإجراءات أمنية مشددة. ورفض يلمظ الوقوف في مستهل وقائع المحاكمة وأثناء حلف المترجم لليمين وقال:"لا أقف إلا لله" مما دفع القاضي أوتمار برايدلينج إلى فرض عقوبة نظامية عليه.

وبالإضافة إلى التهم الموجهة إلى المشتبه فيهم الأربعة يواجه أحدهم (شنايدر) تهمة محاولة القتل، إذ إنه نزع السلاح من يد أحد رجال الشرطة أثناء عملية القبض عليه وحاول قتله به. وقد يحكم المدعى على شنايدر بالسجن مدى الحياة في حين قد يحكم على يلوفيتس ويلمظ بالسجن لمدة 15 عاما أما سيليك الذي تولى مسألة الحصول على فتيل التفجير فقد يحكم عليه بحد أقصى بالسجن لمدة عشرة أعوام.

أعضاء "خلية زاورلاند" خططوا لهجوم إرهابي كبير

وهذه هي القضية الأولى التي يواجه فيها أشخاص نشأوا في ألمانيا تهمة الإعداد لشن هجوم إرهابي داخل ألمانيا. وكانت قوات الأمن الخاصة ألقت القبض على ثلاثة من المشتبه بهم في أيلول/سبتمبر 2007 في مدينة زاورلاند الألمانية، وألقي القبض لاحقا على المشتبه به الرابع، في حين تجري تحريات ضد شخص خامس.

وعثرت قوات الأمن الألمانية لدى المشتبه بهم على 730 لترا من مادة فوق أكسيد الهيدروجين المستخدمة في صناعة القنابل. ويقول المحققون إن الهجمات التي خططت لها هذه الخلية كانت ستتم بمتفجرات تفوق تلك التي استخدمت في هجمات لندن التي أودت بحياة 56 شخصا وهجمات مدريد التي أودت بحياة 191 شخصا.

من جهته نفى الدفاع من الأصل أي وجود لاتحاد الجهاد الإسلامي في ألمانيا وانتقد قيام المخابرات بتقييم معلومات حصلت عليها بطريقة غير قانونية مشيرا إلى أن مخبرا كان هو مصدر المعلومات الخاصة بالأماكن المحتملة لتنفيذ الهجمات. ومن المقرر أن تستمع المحكمة غدا الخميس 23 أبريل/نيسان إلى أقوال 21 شاهدا.

(م. ع./د. ب. أ/رويترز)

تحرير: هيثم عبد العظيم