بدأت الولايات المتحدة مراسم توديع رئيسها الأسبق جيمي كارتر في جنازة رسمية تستمر ستة أيام. ورحل كارتر أواخر الشهر الماضي عن عمر ناهز المئة عام. ما أهم محطات الجنازة؟ وأين سيوارى الثرى؟
إعلان
بدأت مراسم توديع الرئيس الأسبق جيمي كارتر في جنازة رسمية وطنية تستمر ستة أيام، انطلقت من مسقط رأسه بلاينز بولاية جورجيا السبت (الرابع من يناير/كانون الثاني 2025) وتختتم بمواراته الثرى الخميس (التاسع من يناير/كانون الثاني 2025).
توفي كارتر في 29 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن عمر ناهز المئة عام. وأشاد العديد من قادة الدول بكارتر الذي أمضى ولاية واحدة في البيت الأبيض (1977-1981)، لكنه ترك إرثا كبيرا من الإنجازات في مجالات شتى من الدبلوماسية إلى الأعمال الخيرية مرورا بحقوق الإنسان والديمقراطية، ومُنح جائزة نوبل للسلام عام 2022.
بدأت مراسم وداع كارتر رسميا مع قيام عناصر من جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الرؤساء الأمريكيين، بحمل نعشه ووضعه في سيارة ستجول في مدينة بلاينز بولاية جورجيا. وسوف يتوقف موكب التشييع عند المزرعة التي كان يمتلكها والدا كارتر أثناء طفولته، على أن يقرع جرسها 39 مرة تكريما للرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة (1977-1981). سينقل النعش لاحقا إلى مدينة أتلانتا حيث سيتوقف عند مبنى الكابيتول في ولاية جورجيا، حيث خدم كارتر كسيناتور عن الولاية قبل أن يصبح حاكما لها.
ينقل بعدها الجثمان إلى مركز كارتر الرئاسي حيث يلقي الأمريكيون نظرة الوداع عليه، ثم ينقل النعش من قاعدة في جورجيا إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، بطائرة عسكرية ستحمل رمز "المهمة الجوية الخاصة 39". وفي العاصمة، ستكون لموكب الجنازة محطة عند النصب التذكاري للبحرية الأمريكية التي خدم كارتر في صفوفها، لا سيما على متن الغواصات، عقب تخرّجه من الأكاديمية البحرية في العام 1946.
تقليد بدأ عام 1865
بعد ذلك، من المقرر أن ينقل نعش كارتر الذي سيلفّ بالعلم الأمريكي، من سيارة نقل الموتى إلى عربة تجرها أحصنة، وصولا إلى مبنى الكابيتول حيث سيحمله عسكريون محاطون بعناصر من حرس الشرف. وسيكون كارتر الرئيس الثالث عشر للولايات المتحدة الذي يسجى جثمانه في القاعة المستديرة أسفل قبة مبنى الكابيتول، في تقليد بدأ مع أبراهام لينكولن عقب اغتياله في العام 1865.
إعلان
ستقام الخميس المقبل مراسم التشييع الوطنية في الكاتدرائية الوطنية التابعة للكنيسة الأسقفية الأمريكية، حيث أقيمت جنازات دولة لوداع الرؤساء السابقين دوايت آيزنهاور ورونالد ريغان وجيرالد فورد وجورج بوش الأب.
من المتوقع أن يحضر المراسم الرؤساء الأربعة الأحياء، وهم بيل كلينتون و باراك أوباما والرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
بعد مراسم الجنازة الوطنية في الكاتدرائية بواشنطن، سيعود نعش كارتر على متن طائرة عسكرية إلى جورجيا، حيث تقام له مراسم جنازة خاصة في الكنيسة المعمدانية في مسقط رأسه بلاينز.
بعد المراسم الكنسية، سينقل كارتر في موكب يجول في المدينة، ويوارى الثرى في منزله بجوار زوجته روزالين التي رحلت في 2023 عن عمر 77 عاما. وستحلّق طائرات نفاثة تابعة للبحرية الأمريكية في أجواء بلاينز يومها، في تحية الوداع الأخيرة لكارتر.
م.ف/خ.س (أ ف ب، أ ب)
مصر وإسرائيل- سلام صعب بعد 40 عاما من اتفاقية كامب ديفيد
في سبتمبر/ أيلول 1978 وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية سلام أنهت حالة الحرب بينهما وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها. الاتفاقية لم تحظ بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: AP
سلام صعب
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977 وصل الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن واقترح في الكنيست عقد سلام "عادل ودائم" في كل المنطقة. لكن اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها فيما بعد لم تلق التأييد من العرب الذين رأوا فيها آنذاك "خيانة" للقضية الفلسطينية، لاسيما وأن منظمة التحرير الفلسطينية ظلت خارج اللعبة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
زيارة مفاجئة إلى القدس
خلال زيارته إلى القدس صافح السادات صافح أعداءه اللدودين ثم أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن. وكانت الزيارة تاريخية لأن كل الاتصالات المصرية الاسرائيلية كانت سرية. في الصورة بيغن يهمس في أذن السادات خلال مأدبة عشاء بفندق الملك داوود بالقدس في الـ 20 من نوفمبر 1977.
صورة من: dpa
مفاوضات تمهيدية شاقة
مناحيم بيغن وأنور السادات يتصافحان وفي الوسط الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في الـ 17 سبتمبر 1978 بكامب ديفيد. وكان الرجلان قد شاركا قبلها طوال 13 يوما في محادثات لبلورة إطار اتفاقية للسلام في الشرق الأوسط يتم التوقيع عليها في الشهور الثلاثة التالية. وخلال القمة نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى.
صورة من: picture-alliance/dpa
توقيع أذهل العالم
السادات وبيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر يوقعون على اتفاقية كامب ديفيد التي كادت أن تفشل. وبدأت القمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر في كامب ديفيد مقر الرؤساء الأمريكيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مائة كيلومترا عن واشنطن. ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
رعاية أمريكية لاتفاقية صعبة
كارتر يتبادل أطراف الحديث مع السادات في كامب ديفيد، حيث تم التوقيع على اتفاقية السلام التي تنص في مقدمتها على أن "القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين اسرائيل وجيرانها هي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بكل أجزائه". وتحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني "إطار للسلام في الشرق الأوسط" و"إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل".
صورة من: picture-alliance/ dpa
جائزة نوبل للسلام
في تشرين الثاني/ نوفمبر منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن لأنهما "كسرا الجليد الذي كان يفصل بين شعبيهما". وفي 26 آذار/ مارس 1979 وقع السادات وبيغن أول معاهدة سلام عربية اسرائيلية استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء عام 1982.
صورة من: AP
اتفاقية مرفوضة شعبيا
رأت الدول العربية في المعاهدة "سلاما منفردا" وشكلا من الخيانة، لاسيما تجاه الفلسطينيين. وقد قطع العرب علاقاتهم مع مصر التي عُلقت عضويتها في الجامعة العربية. وفي تشرين الأول/ اكتوبر 1981 تم اغتيال أنور السادات الذي كان يواجه انتقادات حادة في بلده. وفي عام 1994 أصبح الأردن ثاني بلد عربي يقوم بتطبيع علاقاته مع اسرائيل.