أعلنت قوات سوريا الديموقراطية "قسد" بدء هجومها على آخر جيب لتنظيم "داعش" في شرق سوريا، عقب انتهاء عمليات إجلاء المحاصرين لدى التنظيم. بينما قالت منظمة دولية إن مفتشيها خلصوا إلى وجود الكلور في هجوم قتل العشرات في دوما.
إعلان
بدأت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مساء اليوم الجمعة (أول مارس/ آذار 2019) معركة السيطرة على بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، آخر معاقل تنظيم "داعش" في مناطق شرق الفرات. وأعلن مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لـ "قسد"، في تغريدة "بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحرير (البقعة الأخيرة) نهائيا". وقال إن الهجوم بدأ "بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين". وأوضح بالي في تصريح لوكالة فرانس برس "بدأ الهجوم عند الساعة السادسة (16,00 ت غ) وسينتهي حين ينتهي آخر داعشي"، مشيراً إلى أن "القصف بالسلاح الثقيل قد بدأ".
وتقود قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، منذ أيلول/ سبتمبر هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لطرد التنظيم من شرق دير الزور. وعلّقت عملياتها العسكرية منذ أسبوعين، مع اتهامها التنظيم باستخدام المدنيين المحاصرين، كـ"دروع بشرية". وأجلت قوات سوريا الديموقراطية في الأيام العشرة الأخيرة، آلاف الرجال والنساء والأطفال بينهم عدد كبير من الأجانب وغالبيتهم من عائلات المقاتلين، من المنطقة الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف.
وخرج في وقت سابق الجمعة عشرات الأشخاص في ستّ شاحنات في إطار الدفعة السابعة والأخيرة منذ 20 شباط/ فبراير، هي الأصغر من حيث عدد الشاحنات والأشخاص الخارجين، بحسب ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص خرجوا منذ كانون الأول/ ديسمبر من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
تفجير انتحاري في إدلب
وفي سياق آخر قال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية اليوم الجمعة إن 9 أشخاص لقوا حتفهم، وأصيب 10 آخرون بجروح بينهم ثلاثة في حالة حرجة في تفجير انتحاري داخل مطعم في حي الضبيط بمدينة إدلب. وتخضع مدينة ادلب لسيطرة هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة إضافة إلى عدد من فصائل المعارضة .
ومن جهتها قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن مفتشيها خلصوا إلى أن "مادة كيماوية سامة" تحتوي على الكلور استخدمت في هجوم في دوما بسوريا في أبريل/ نيسان 2018. وكانت دوما في ذلك الوقت خاضعة لسيطرة جماعات من المعارضة المسلحة ومحاصرة من قوات موالية للحكومة السورية.
وأسفر الهجوم الذي وقع في السابع من أبريل/ نيسان عن مقتل عشرات المدنيين ودفع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية لأهداف تابعة للحكومة السورية. وألقت واشنطن بالمسؤولية على الحكومة السورية وقالت إنها استخدمت أسلحة كيماوية. وتنفي دمشق استخدام أسلحة كيماوية على الإطلاق.
واستخدام الكلور كسلاح محظور بموجب معاهدة الأسلحة الكيماوية التي صدقت عليها سوريا في عام 2013، كما أنه محظور بموجب القانون الإنساني الدولي العرفي.
ص.ش/ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
عاصمة "داعش" السرية في قبضة قوات سوريا الديمقراطية
تنظيم "داعش" الإرهابي يتخلى عن معقله السوري السابق مدينة الرقة، هذا وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الميليشيات الكردية غالبيتها فتتحدث عن نهاية المعارك الكبيرة في المدينة وحولها.
صورة من: Reuters/E. de Castro
في الطريق نحو الرقة
يرفع مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية أيديهم بعلامة النصر في الوقت الذي يمرون فيه عبر مدينة عين عيسى الصغيرة باتجاه الرقة. ومازال بعض المقاتلين يرابطون في مواقعهم هناك في المعقل السابق لتنظيم "داعش" الإرهابي. وتتكون قوى سوريا الديمقراطية بالأساس من ميليشيات كردية وعربية.
صورة من: Reuters/E. de Castro
الدخول إلى مدينة مدمرة
عربات مصفحة تشق طريقها عبر أكوام الدمار الذي خلفته سنوات المعارك في الرقة. في عام 2014 استولى مقاتلو تنظيم "داعش" على المدينة واعتبروها بصفة غير رسمية عاصمة "الخلافة". هنا كان "داعش" يخطط لاعتداءات في جميع أنحاء العالم. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من السنة الماضية بدأت قوات سوريا الديمقراطية هجوما على الرقة.
صورة من: Reuters/R. Said
قبيل بلوغ الهدف
ملعب مدينة الرقة في شمال سوريا كان الملجأ الأخير لتنظيم "داعش" في معقله السابق. وأفادت تقارير شهود عيان أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية رفعوا الثلاثاء علمهم فوق الملعب. وتفيد قوات سوريا الديمقراطية أن العمليات العسكرية في الرقة قد انتهت، ويوجد فقط بعض المقاتلين من "داعش" الذين يقومون بمقاومة معزولة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
مستشفى المدينة مستهدف
تمركز قناص من قوات سوريا الديمقراطية أمام المستشفى في الرقة. وكان المستشفى من بين آخر مواقع الدفاع لميليشيا "داعش" على غرار ساحة نعيم في وسط المدينة. وتمكنت قوى سوريا الديمقراطية الاثنين من الاستيلاء على الموقعين حيث قتل عدد من مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters/E. de Castro
علم النصر الأبيض
مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية رفعوا علمهم فوق بناية بالقرب من المستشفى الذي اشتدت المعارك حوله. فبعد العلم الأسود لـ"داعش" ينتشر الآن العلم الأبيض التابع لقوات سوريا الديمقراطية بقوة في كثير من المواقع في المدينة. وفي الأيام المقبلة ستقوم قوات سوريا الديمقراطية بتمشيط المدينة بحثا عن متفجرات وجيوب مقاومة.
صورة من: Reuters/E. de Castro
تنفس الصعداء
مقاتلات في صفوف قوى سوريا الديمقراطية يتنفسن الصعداء ـ المعركة حول الرقة انتهت تقريبا. وإلى جانب الملعب والمستشفى كانت ساحة النعيم آخر النقاط تحت مراقبة تنظيم "داعش". "نقطة التفرع الجهنمية"، كما سُميت الساحة في السنوات الثلاث الأخيرة كانت مسرحا لتنفيذ عدد من الإعدامات. وقد ظلت جثت القتلى آنذاك منتشرة طوال أيام أمام العيان.
صورة من: Reuters/R. Said
الفرار من الرقة
المدنيون تمكنوا من مغادرة المدينة في إطار اتفاقية بين العشائر المحلية والجهاديين. وبذلك نجح معظم سكان الرقة في الفرار إلى أماكن آمنة. وتفيد تقارير من المدينة أن عشرات المقاتلين فقط من تنظيم "داعش" مازالوا هناك، وأن غالبيتهم من الأجانب ويقومون بالمقاومة.
صورة من: Reuters/R. Said
مستقبل مجهول
بعد شهور من المعارك حول مدينتهم التي كانت تضم سابقا أكثر من 200.000 نسمة يغادر هؤلاء الناس المنطقة المتنازع عليها، ويتركون خلفهم مدينة مدمرة تُطلق فيها بعض الأعيرة المتفرقة. أما مستقبلهم فيبقى مجهولا. كونستانتين كلاين/ م.أ.م