1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بدائل إعلامية لتفكيك الصور النمطية عن الإسلام في ألمانيا

أيوب الريمي ٤ يوليو ٢٠١٣

يلتقي خبراء وإعلاميون في مدينة بون لدراسة التحديات المرتبطة بانتشار الصور النمطية عن الإسلام لدى الرأي العام الألماني ودور الإعلام فيها، كما يهدف اللقاء إلى البحث عن السبل الكفيلة بطرح صورة جديدة عن الإسلام في ألمانيا.

صورة من: picture-alliance/dpa

يلتقي عدد من الخبراء والإعلاميين الألمان ومن دول إسلامية، في مدينة بون من أجل دراسة التحديات المرتبطة بانتشار الصور النمطية عن الإسلام لدى الرأي العام الألماني ودور الإعلام فيها، كما يهدف اللقاء إلى البحث عن السبل الكفيلة بطرح صورة جديدة عن الإسلام والمسلمين في المجتمع الألماني.

الوصول إلى نقطة تفاهم بين الإعلام الألماني والإعلاميين المسلمين من أجل تجاوز الصور النمطية لدى بعض أوساط الرأي العام الألماني، هدف ندوة تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –الإيسيسكو– وحسب رأي الخبير الإعلامي عبد الوهاب الرامي فإن أهم تجليات الصورة النمطية التي يحملها الرأي العام الألماني عن الإسلام تتمثل في أنه ″ما زال ينظر عامة إلى الإسلام كدخيل على الثقافة الأوربية ذات الموروث المسيحي اليهودي، وكمجسد للآخر. كما أنه يركز صورة الإسلام في الحجاب والمساجد، ولا يميز في الغالب بين الإسلام وتطبيقاته من طرف المسلمين″، هذه الصورة التي تشكلت بفعل الرسائل التي ترسلها بعض وسائل الإعلام بصفة مستمرة أحيانا عن قصد وأحيانا بطريقة عفوية تنم على أنه هناك فجوة بين الإعلام الألماني والمسلمين في ألمانيا ليطرح التساؤل عن من المسؤول عن سوء الفهم بين الإسلام وجانب من الإعلام الألماني على الأقل، كما يقول الخبير المغربي.

حضور باهت للمسلمين في الساحة الإعلامية الألمانية

وإذا كانت بعض وسائل الإعلام في ألمانيا تنظر إلى الإسلام على أنه  ″ أكثر من زاوية انتماء إثني أو عرقي، مما يذكي العنصرية القائمة على تصور العالم وفق محوري الخير والشر، الأنا والآخر″ حسب عبد الوهاب الرامي فإن هذه الصورة ليست وليدة اللحظة ولم تأت من فراغ وإنما لها أسبابها المفسرة وعواملها المؤثرة وهذا ما يفسره دانييل مولر الخبير في الاندماج والإعلام بمعهد الصحافة بجامعة دورتموند ″بضعف حضور إعلاميين من أصول مهاجرة″ فالنسبة لدانييل مولر، السبب في تكون صورة سلبية عن الإسلام لدى الرأي العام الألماني ليس مرده إلى وجود رغبة لدى وسائل الإعلام الألمانية في تشويه صورة الإسلام، وإنما هناك أسباب أعمق وأعقد هي المتحكمة في تشكيل صور الإسلام في المجتمع الألماني، وهي في نظر دانييل مولر أسباب ″بنيوية واجتماعية بالإضافة إلى عامل الزمن، ومظاهر غياب المساواة″:

دانييل مولر الخبير في الاندماج والإعلامصورة من: DW/Padori

ولاحظ الخبير الألماني أن المهاجرين (المسلمين) المقيمين في ألمانيا يتميزون بعدد من الخصائص التي تجعلهم بعيدين عن المجال الإعلامي فهناك ″خاصية ضعف التأهيل العلمي والتكوين لدى غالبية المهاجرين في ألمانيا، وهو ما يضعف فرص حضورهم في المجال الإعلامي، لكن هنالك استثناءات منها المسرح والكوميديا والموسيقى. وهذه المعطيات لا تنفي أنه في السنوات الأخيرة بدأ المستوى التعليمي للمهاجرين يرتفع بحصول أعداد أكبر على شهادة الثانوية العامة والشهادات الجامعية″.

'الخاصية الثانية هي أن ″نخب المهاجرين تهتم بمهن أخرى أكثر من مهنة الصحافة. وذلك لأهمية تلك المهن مثل الطب والهندسة والأعمال في بلدانها الأصلية. سواء عادوا لبلدانهم الأصلية أو استمروا في دول أخرى حيث يمكن أن يواجهوا عراقيل أقل بسبب خلفياتهم وأصولهم، في سوق العمل بالقطاعات الاقتصادية المرتبطة بهذه المهن″.

عبد الوهاب الرامي الخبير الإعلاميصورة من: Abdelmoula Boukhraiss

ضعف التكوين والتأهيل العلمي من أهم العوائق التي تبعد المسلمين عن  الإعلام وهي نفس الفكرة التي يتفق معها عبد الوهاب الرامي الذي صرح لـ DW عربية بأن ″ المسلمين أنفسهم لهم دور في تغذية هذه الصور النمطية، إما لأنهم لا يقدمون أنفسهم للغرب بالشكل المطلوب، أو لأنهم لا يندمجون في المجتمعات الغربية من أجل التعبير عن ذواتهم بنجاعة ووضوح، أو لأنهم لا يتعاملون مع الإعلام الغربي على نحو مكثف، وبغاية تلميع صورتهم″ هي إذن مسؤولية مشتركة بين إعلام أصبح ينشر أفكارا بعيدة عن حقيقة الإسلام ومسلمين لا تمكنهم مؤهلاتهم الدراسية ولا قدراتهم المعرفية من الاندماج بشكل كبير في المشهد الإعلامي الألماني وهنا يحدث سوء الفهم الكبير.

مبنى مقر الإيسيسكو بالعاصمة المغربية الرباطصورة من: ISESCO

الحوار والتكوين كسبيل لتجاوز الصور النمطية

غياب نخبة مسلمة مكونة في مجال الإعلام وتتوفر على الوسائل الكفيلة بانخراطها الفعال في الساحة الإعلامية ترك المجال أمام انتشار بعض الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، لذلك فإن دانييل مولر في تصريحه لموقع قنطرة يؤكد على أن ″ أفضل سبيل لتقوية حضور الإعلاميين من أصول مهاجرة في الإعلام الألماني، هو رفع مستوى التكوين العلمي والمهني″ رافضا في الوقت ذاته فكرة الحصص الممنوحة للأقليات في الإعلام لأن الذي يجب عمله هو ″تشجيع المبادرات الخاصة من قبل ذوي الأصول المهاجرة لإنشاء مشاريع إعلامية ، ويمكن أن تساهم في تفعيل التعددية الثقافية في المشهد الإعلامي. والحد من مظاهر الصور النمطية في الإعلام″.

أما بالنسبة للخبير الإعلامي عبد الوهاب الرامي فإن السبيل الأنجع لتجاوز مشكلة الصور النمطية عن الإسلام هو ″ البديل هو الحوار بين الثقافة الألمانية، ومشاركة مسلمي البلدان الغربية في الميادين الحساسة مثل السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام″مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة ″انفتاح كل طرف على الآخر وعلى ضرورة المهنية والالتزام بأخلاقيات المهنة من طرف الإعلام″ حتى يكون التفاهم أيسر ومعالجة الصور النمطية أقل استعصاء .

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW