عبر العالم يقبل الناس على تناول الطعام بنهم بسبب الفراغ الذي فرضته عزلة كورونا. شهر رمضان يخفف من أثر الإفراط في تناول الطعام عن الصائمين، لكنّ الإيطاليين الذين دبت الجائحة بشدة مبكراً في بلدهم، يبدون أكثر بدانة بسببها.
إعلان
فيما تعاني بلدان العالم من آثار تلوث البيئة والتغير المناخي بشدة، ومن نقص المساكن ومن العجز في الأنظمة الاقتصادية والبيئية، فإن إيطاليا تعاني من ظاهرة أخرى فرضتها جائحة كورونا، إنها ظاهرة تقضي على الرشاقة التي يحلم بها الناس في العصر الحديث. فخصور الإيطاليين الذين فرضت كورونا عليهم العزلة، بلغت مستويات غير مسبوقة، حتى أن بعض التقديرات تشير إلى أن الجميع تقريباً زادت أوزانهم بمعدل كيلوغرامين بسبب الأزمة وقلة الحركة وانعدام الرياضة والإفراط في تناول الوجبات السريعة.
هذه الظاهرة لا تقتصر على إيطاليا وحدها، بل تكاد تكون عالمية، فمواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي تكشف عن ضيق كثير من الناس ولاسيما النساء من عدم قدرتهن على ضبط إيقاع تناول الطعام والشراب ما يقود إلى بدانة غير مستحبة.
ورغم أن قطاعات كبرى في اقتصاديات الدول قد أصابها الركود والانكماش بسبب ظروف جائحة كورونا، فإنّ مبيعات المخابز والأفران والسوبر ماركت قد تنامت بمستويات تصل إلى 18 بالمائة في إيطاليا، منذ بداية شهر آذار/ مارس وحتى نهاية شهر نيسان/ ابريل 2020.
الإيطاليون يشترون المواد الغذائية والمشروبات بإفراط بسبب إغلاق المطاعم ومحلات الأكل السريع والحانات ومحلات بيع المرطبات والآيس كريم. ثم تنامت هذه الظاهرة منذ مطلع الأسبوع الحالي مع إطلاق خدمات البيع في محلات الأكل السريع و"تيك أوي".
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن إنفاق الإيطاليين على شراء الدقيق والمعجنات ارتفع بمستوى 150 بالمائة مقارنة بما كان عليه نفس الوقت من العام الماضي، فيما ارتفعت نسبة الإنفاق على شراء الزبدة والسمن بنسبة فاقت 37 بالمائة مما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي.
أما مبيعات البيتزا، وهي الماركة الإيطالية المسجلة، سواء منها الجاهزة أو نصف الجاهزة، فارتفعت بمستوى 38 بالمائة عما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي. والملفت للنظر أنّ استهلاك الإيطاليين من المياه المعدنية ارتفع هو الآخر ليسجل نسبة 2.6 بالمائة عما كان عليه في العام الماضي.
هذه المعطيات كشف عنها تقرير نشر في صحيفة "فرانكفورته ألغماينه" في عددها الصادر يوم الأحد (العاشر من أيار/ مايو 2020) مبيّنا أن الإيطاليين لا تساورهم أوهام حول ظاهرة البدانة التي بدأت تظهر عليهم مع انطلاق ما يعرف بـ "المرحلة الثانية" في التعامل مع جائحة كورونا والتي اتسمت بتسامح أكبر وانفتاح أوسع في طريق العودة إلى الحياة الطبيعية. وطبقا للتقرير فإن 47 بالمائة من الإيطاليين بدأوا يجنحون إلى البدانة في هذه المرحلة.
ولعل حلول موسم الفواكه والخضروات ونزول أنواعها الربيعية في الأسواق الإيطالية سيكون عزاء لعشاق البيتزا والباستا فيغريهم بالتحول إلى المأكولات الخالية من السكر والدهن ما قد يوازن تهديد البدانة الذي فرضته ظروف كورونا. وهنا لابد من التذكير أن أسعار الفواكه والخضر أقل بكثير من أسعار اللحوم والمعجنات، وهذا ما قد يعزز توجه البعض باتجاه منتجات الحقول.
م.م/ م. س
هكذا تبدو الحياة فوق الشرفات في زمن "كورونا"!
قيود الحجر الصحي في أجزاء كثيرة من العالم بسبب وباء كورونا تؤدي إلى أن الحيز الكبير من الحياة اليومية يحصل في الغالب فوق الشرفات (بلكونات)، حيث يتخذ جزئيا أشكالا غريبة.
صورة من: picture-alliance/PIXSELL/N. Pavletic
ملعب؟ لا ليس ضروريا فالشرفة تكفي!
دافور كمبوتشيك ليس مرغما على العزف داخل ستاد كبير لتصل نغمات ساكسوفونه إلى آلاف الناس. فمن شرفته تدوي ألحانه الموسيقية عبر مدينة رييكا الساحلية الكرواتية التي تضم نحو 130.000 نسمة. وهو يعزف يوميا من هذه المنصة. فقط الجاهلون بالثقافة يتمنون لو كان كمبوتشيك يسكن في شقة تحت الأرض.
صورة من: picture-alliance/PIXSELL/N. Pavletic
شرفة حزينة وموسيقى مفرحة
موسيقى حية لا تنطلق فقط في رييكا من الشرفة. الأشياء القديمة والمحيط الحزين لا يزعج أعضاء فرقة الباروك من فرايبورغ. فهم يعزفون أغنية لودفيغ فان بيتهوفن Ode an die Freude ويشاركون بذلك في تجمع موسيقي مفاجئ على مستوى ألمانيا. والنموذج يبقى الحفلات الموسيقية على الشرفات في ايطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
بدون شرفة الحياة خطيرة في زمن كورونا
وحتى في بلجيكا طلبت الحكومة من الناس البقاء في البيوت. وماذا يفعل الناس الذين لا يتوفرون على شرفة ويريدون استنشاق الهواء النقي؟ الجلوس على حافة النافذة! حركة خاطئة وسيكون الفيروس همهم الصغير.
صورة من: Reuters/J. Geron
الشرفة كموقع تقهقر
شرفات من صنع المانيا ـ سفينة الرحلات Spectrum oft the Seas أبحرت لأول مرة قبل عام من ألمانيا. والآن هي ترسو أمام أستراليا. والركاب لا وجود لهم. إنهم أعضاء طاقم السفينة الذين يستمتعون بالنظر من الشرفات إلى ميناء سيدني.
صورة من: Getty Images/C. Spencer
شرفة كبيرة، سينما كبيرة
يبدو المنظر وكأنه مشهد أخير من فيلم هوليودي، لكنها سيدة تنشر ملابس الغسيل في كاتماندو. ففي عاصمة نيبال يسري منذ أسبوعين حظر التجول. لكن هناك في الطوابق العليا يكون المرء آمنا من الفيروس.
صورة من: Imago Images/Zuma/P. Ranabhat
الشرفة كصالون للحلاقة
في قرية حولا بجنوب لبنان تتحول الشرفة إلى صالون حلاقة. عملي: فالشعر المقصوص يطير ببساطة مع الريح التي تهب. الأهم هو أن الكمامة في موضعها!
صورة من: Reuters/A. Taher
إحضار الطعام؟ ممكن
الحاجة أم الاختراع. هذا الرجل الوديع في مارسيليا ليس بمقدوره مغادرة شقته. والجيران ملؤوا له القفة بمشتريات. وبعيدا عن كل خطر بإمكانه إذن رفع السلة بفضل قطع قماش محزومة مع بعضها البعض.
صورة من: Getty Images/AFP/A.-C. Poujoulat
تدريبات رياضية
سيباستيان مانكو مدرب رياضة في بوردو. وحتى يتمكن المقيمون في دار العجزة في المدينة الفرنسية من الحفاظ على لياقتهم البدنية خلال فترة الوباء، فإن مانكو يقوم بحركات رياضية معهم ـ عن بُعد هو آمن من المسنين الذين يهددهم كورونا بشكل خاص. هواء نقي، وليس هناك خطر عدوى: فكرة جيدة!
صورة من: Getty Images/AFP/N. Tucat
الرياضة الاحترافية ممكنة أيضا
هانس بيتر دورست رياضي كبير. وخلال الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو أحرز ميداليتين ذهبيتين. ومنذ حادثة سير قبل 26 عاما بات حس التوازن لديه مضطربا. فمسافة الرؤية لديه مقيدة وقدرة رد الفعل كذلك. لكن بفضل الدراجة الثلاثية ليس هناك إشكال. فرغم كورونا يمكن لدورست ركوب الدراجة في شرفته الواسعة في دورتموند.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Fassbender
الحجم هو الجانب الحاسم!
مزيد من الفسحة تمنحها هذه الشرفة في موناكو. فهي تمتد فوق طابقين لبرج أوديون ولها مسبح به زحليقة. وبهذا يمكن تجاوز الحجر الصحي بشكل جيد. لكنها متعة ليست رخيصة: الشرفة والشقة التابعة لها تساوي نحو 300 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Francois Ottonello
الشمس ضد الشحوب
الفكاهة السوداء في زمن كورونا: في الوقت الذي يجب فيه على آخرين المكوث في الداخل، يتوفر هيكل عظمي لوحده على شرفة في فرانكفورت على الأودر ـ وليس فقط في الساعة السحرية.