بتدخل من دول الجوار وعلى رأسها تركيا، لكن أيضا بتحركات دبلوماسية وتحفيزات اقتصادية من الرئيس السوري، بدأ ترامب يفكر جديا في رفع العقوبات القاسية على سوريا. فهل تنطلق البلاد من جديد؟
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتشاور مع نظيره التركي وقادة آخرين بشأن إمكانية رفع العقوبات عن سورياصورة من: AFP
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين (12 مايو/ أيار 2025)، إنه يتشاور مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وقادة آخرين بشأن إمكانية رفع العقوبات عن سوريا.
وقال ترامب، في واشنطن قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط: "يجب علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، والتي قد نخففها بشكل جيد".
وأضاف:" قد نرفع العقوبات عن سوريا لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة. لذلك نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا مساعدتهم"، مضيفا أن أردوغان طلب منه بحث المسألة.
وقال ترامب "سألني الكثيرون عن ذلك، لأن الطريقة التي نفرض بها العقوبات عليهم لا تمنحهم فرصة بداية جيدة. لذلك نريد أن نرى كيف يمكننا مساعدتهم".
برج ترامب في دمشق.. سوريا تغري الرئيس الأمريكي
قالت عدة مصادر مطلعة إن بناء برج ترامب في دمشق وتهدئة التوتر مع إسرائيل ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى النفط والغاز السوري تندرج جميعها في خطة استراتيجية يتبناها الرئيس السوري أحمد الشرع في محاولة للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.
علاقة قوية تجمع بين الرئيسين الأمريكي والتركي. ترامب ألمح إلى أنه قد يزور تركيا الخميس القادمصورة من: Alex Wong/Getty Images
ويحاول جوناثان بيس، وهو ناشط أمريكي مؤيد لترامب التقى مع الشرع في 30 أبريل/نيسان لمدة أربع ساعات في دمشق، إلى جانب ناشطين سوريين ودول خليجية ترتيب لقاء تاريخي -وإن كان مستبعدا للغاية بين الرئيسين هذا الأسبوع على هامش زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات.
ويأمل بيس أن يساعد اجتماع ترامب مع الشرع في تخفيف موقف الرئيس الجمهوري وإدارته تجاه دمشق وتهدئة التوتر المتصاعد بين سوريا وإسرائيل. ولا تزال الولايات المتحدة تضع الشرع على قائمة الإرهاب بسبب صلاته السابقة بتنظيم القاعدة.
كما تريد دول خليجية كالسعودية وقطر المساعدة في إعاة إعمار سوريا، ولذلك تحاول دفع أمريكا من أجل رفع العقوبات عن سورياصورة من: SPA/Handout/Xinhua/picture alliance
وقال بيس "الشرع يريد صفقة تجارية لمستقبل بلاده"، مشيرا إلى أن هذه الصفقة قد تشمل استغلال الطاقة والتعاون في مواجهة إيران والتعامل مع إسرائيل. وأضاف "لقد أخبرني الشرع بأنه يريد بناء برج ترامب في دمشق، كما أنه يريد السلام مع جيرانه، ما قاله لي جيد للمنطقة ولإسرائيل".
وذكرت الرئاسة السورية أن الشرع تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الأحد. وقال مصدر مقرب من الشرع إن لقاء ترامب والشرع لا يزال ممكنا في السعودية، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الشرع تلقى دعوة. وأضاف المصدر "لن نعرف ما إذا كان هذا الاجتماع سيعقد أم لا حتى اللحظة الأخيرة".
وقامت بعض الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بتخفيف بعض من هذه العقوبات، الا أنها رهنت القيام بخطوات أكبر، باختبار أداء السلطات الجديدة في مجالات عدة مثل مكافحة "الإرهاب" وحماية حقوق الانسان والأقليات.
وحذّر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة في شباط/فبراير، من أنه في ظل معدلات النمو الاقتصادية الحالية، لن تتمكن سوريا من استعادة مستوى الناتج المحلي الاجمالي لفترة ما قبل النزاع، قبل حلول العام 2080.
وواجهت سوريا صعوبة في تطبيق الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأمريكية والتي تبقي البلاد معزولة عن النظام المالي العالمي وتزيد من صعوبة التعافي الاقتصادي بعد 14 عاما من الحرب الطاحنة.
أصل العقوبات
فرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات في أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، الذي أطاح بنظامه تحالف من المعارضين الإسلاميين المسلحين في أوائل ديسمبر /كانون الأول الماضي.
ورغم سقوط الأسد، لا يزال عدم الاستقرار مستمرا، حيث اندلعت اشتباكات مؤخرا بين الأقلية الدرزية والميليشيات السنية، وفي أوائل مارس /آذار شنت الحكومة الانتقالية عمليات عسكرية ردا على هجمات الموالين للأسد.
وأعربت القيادة السورية الجديدة بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع عن اهتمامها بإعادة بناء العلاقات مع المجتمع الدولي ، كما أنها تسعى للحصول على اعتراف دبلوماسي أوسع في الوقت الذي تتحرك فيه لتحقيق الاستقرار في البلاد.
سوريا الأعلى نسبة.. ما نصيب الدول العربية من رسوم ترامب الجمركية؟
شملت الرسوم الجمركية "المضادة" التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من الدول العربية، حيث كانت سوريا البلد العربي الأعلى نسبة. فيما يلي نصيب دول عربية من هذه الرسوم وحجم تجارتها مع أمريكا.
صورة من: Ahmed Gomaa/Photoshot/picture alliance
سوريا
جاءت سوريا في مقدمة قائمة الدول العربية التي شملتها الرسوم الجمركية المضادة بنسبة 41 في المائة. خلال الحرب انكمش اقتصاد سوريا بنسبة 85 في المائة. ورغم سقوط نظام الأسد لا تزال العقوبات الأمريكية من جانب واحد مفروضة على دمشق، وهي تمنع التعامل التجاري بين البلدين، وتمنع استخدام الدولار في المعاملات المتعلقة بسوريا.
صورة من: Marco Brivio/Zoonar/picture alliance
العراق
جاء العراق بعد سوريا بنسبة 39 في المائة. وقد سجل عجز تجاري أمريكي مع العراق الذي بلغ صادراته 7.4 مليار دولار في عام 2024، مقابل استيراده من الولايات المتحدة بما قيمته 1.7 مليار دولار. وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية احتل العراق المرتبة الثانية عربياً بأكثر الدول العربية المصدرة للنفط لأمريكا بعد السعودية التي جاءت أولاً بصادرات بلغت 7.056 ملايين برميل، فيما حلت ليبيا في المركز الثالث.
صورة من: Hussein Faleh/AFP/Getty Images
ليبيا
جاءت ليبيا في المركز الثالث بنسبة 31 في المائة. وقد بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى ليبيا في عام 2024 ما قيمته 2.5 مليون دولا، فيما بلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من ليبيا 1.5 مليار دولار في العام نفسه. ووفق مكتب الإحصاء الأمريكي فإن واردات النفط الأمريكية من ليبيا شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال عام 2024.
صورة من: Peer Grimm/picture alliance/dpa
الجزائر
الجزائر حصلت على نسبة 30 في المائة. وقد بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى الجزائر مليار دولار أمريكي في عام 2024 وإجمالي واردات السلع الأمريكية من الجزائر 2.5 مليار دولار أمريكي في العام نفسه.
صورة من: Johannes Glöckner/picture alliance
تونس
أما تونس التي تصدر التمور وزيت الزيتون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فجاء نصيبها من الرسوم الجمركية المضادة 28 في المائة. وقد بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى تونس في عام 2024 ما قيمته 6.5 مليون دولار أمريكي، مقابل إجمالي واردات من تونس بـ1.1 مليار دولار أمريكي في ذات العام.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
الأردن
والأردن التي صدرت 3.4 مليار دولار، مقابل استيرادها ما قيمته ملياري دولار العام الماضي، بلغ نصيبها من الرسوم الجمركية المضادة 20 في المائة. وتأتي أبرز الصادرات الأردنية إلى السوق الأمريكية في شكل ألبسة وحلي، أسمدة، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الغذائية، والمنتجات الحيوانية الحية.
صورة من: Anna Stowe/Loop Images/picture alliance
دول عربية نسبتها عشرة في المائة
أما بقية الدول العربية المفروضة عليها رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة، فقد شملت كلاً من قطر، والإمارات، والسعودية، ومصر، والكويت، والسودان، واليمن، ولبنان، وجيبوتي، وعمان، والبحرين، والمغرب.
صورة من: Jürgen Schwenkenbecher/picture alliance
الإمارات
تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث التجارة مع أمريكا، حيث بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى الإمارات 27.0 مليار دولار في عام 2024، أما واردات السلع الأمريكية من الإمارات فسجلت رقم بلغ 7.5 مليار دولار في نفس العام.
وتعتبر الإمارات إلى جانب البحرين من أكبر مصدري الألمنيوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Soeren Stache/dpa-Zentralbild/ZB/picture alliance
المغرب
يعتبر المغرب شريكاً تجارياً مهماً للولايات المتحدة في قطاع الزراعة. وقد بلغت قيمة صادرات السلع الأمريكية إلى المغرب 5.3 مليار دولار في عام 2024، بينما بلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من المغرب 1.9 مليار دولار في العام نفسه. واستفادت هذه الصادرات من اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وشملت بالأساس صادرات الحمضيات، والمنتجات الزراعية المصنعة، ثم منتجات الصيد البحري.
صورة من: Reinhard Kaufhold7zb/picture alliance
مصر
تصدر مصر المنسوجات والمنتجات الغذائية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وبلغت صادرات السلع الأمريكية إلى مصر في عام 2024 ما قيمته 6.1 مليار دولار أمريكي، في حين بلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من مصر 2.5 مليار دولار أمريكي من نفس العام.