1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بداية جديدة للاجئين سوريين في ألمانيا

جانين ألبريشت / عارف جابو١١ يناير ٢٠١٤

استقبلت ألمانيا حتى الآن ألفين من اللاجئين السوريين في لبنان ضمن برنامج خاص لاستقبال عشرة آلاف منهم. خليل وجانيت وابنهما جان من الذين أسعفهم الحظ للوصول إلى ألمانيا لبدء حياة جديدة رغم قلقهم عن أحوال أهلهم في سوريا.

Gauck besucht Friedland 21.11.2013
الرئيس الألماني يواخيم غاوك يحضر درسا لتعليم الألمانية للاجئين سوريين أثناء زيارته لمركز استقبال اللاجئين في فريدلاندصورة من: Reuters

رغم أن الجو ماطر، إلا أن جانيت أبت إلا أن تأخذ طفلها جان للعب في ملعب الأطفال الفارغ الذي يوجد أمام بيتها. فهي تريد تعويضه عما فات. يبلغ جان من العمر الآن ثلاثة أعوام. فقد ولد بداية عام 2011، أي قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا بنحو ثلاثة أشهر، والتي تحولت فيما بعد إلى صراع مسلح. حينها كانت تعيش جانيت مراد مع زوجها خليل مصطفى وطفلهما بمدينة حلب في حي أغلب سكانه من الأكراد. هذا الحي "كان يتمتع بالهدوء آنذاك، لكن هذا الهدوء انتهى مع وصول المسلحين نهاية عام 2011 إلى هناك أيضاً" يقول خليل، الذي اضطر في بداية عام 2012 إلى النزوح إلى لبنان، حيث استقبله أحد أصدقائه وساعده حتى وجد عملا ومسكنا له ولأسرته.

وقد نزح منذ بداية الأزمة السورية نحو مليون سوري إلى لبنان، الذي يعجز عن تحمل عبء هذا العدد الكبير من النازحين السوريين. وقد اشتكت جانيت من ظروف إقامة اللاجئين السوريين في لبنان، حيث قالت: "لم نعامل هناك (لبنان) بطريقة لائقة". كما وروت أيضاً أن "أحد سائقي التاكسي (في لبنان) شتم إحدى صديقاتها وأنزلها من السيارة حين عرف أنها سورية". وتضيف جانيت أيضا أنه "حمل اللاجئين السوريين سبب بطالة اللبنانيين وتوقف نجاحهم في العثور على فرص عمل".

"لم أصدق أن تتاح لنا هذه الفرصة"

بعد سماعه من أحد أصدقائه خبر استعداد ألمانيا لاستقبال بعض اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان، لم يصدق خليل في البداية هذا الخبر. غير أنه تمكن من صحته بنفسه حينما ذهب فيما بعد إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وتمكن من تسجيل اسمه في قائمة اللاجئين الذين يودون الذهاب إلى ألمانيا.

غوناي توران تساعد اللاجئين على الاندماجصورة من: DW/J. Albrecht

وكان خليل محظوظا، إذ كانت عائلته من أولى العائلات التي استقبلتهم ألمانيا ضمن برنامجها الخاص باللاجئين السوريين. ويقول خليل إنه "لم يستطع تصديق ذلك حتى وهو جالس في الطائرة مع عائلته في طريقهم إلى ألمانيا" التي تريد استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري من المسجلين في لبنان. لكن لم يصل إلى ألمانيا حتى الآن سوى ألفين فقط من اللاجئين السوريين.

وبعد إقامة خليل وأسرته الصغيرة لمدة أسبوعين في مركز استقبال اللاجئين المؤقت في فريدلاند، انتقلت جانيت مع زوجها خليل وابنهما جان إلى مدينة كيل، حيث يعيش والداها وأختها الذين هربوا قبلهم بعدة أشهر من جحيم الحرب الأهلية في سوريا. لكن هنا في كيل " توجد عائلات محظوظة يتم تسوية وضعها القانوني بسرعة، وأخرى تنتظر طويلاً حتى يُعترف لها بحق اللجوء" تقول غوناي توران، إحدى عاملات منظمة (AWO) في كيل، إحدى منظمات الخدمات الاجتماعية في ألمانيا.

فمثلا خليل مصطفى وعائلته لا يعبترون طالبي لجوء، وإنما لهم وضع خاص يحصلون بموجبه على حق الإقامة والعمل مباشرة. وهو الأمر الذي أثار حفيظة بعض الحقوقيين الذين رأوا في ذلك غياب المساواة في معاملة اللاجئين. وعلى ضوء ذلك، يطالب تورستن دورينغ، نائب مفوض شؤون اللاجئين في ولاية شليسفيغ هولاشتاين، بالسماح فورا لجميع اللاجئين بالعمل وزيارة دورات تعليم اللغة الألمانية. "فاستقبال النازحين أو طالبي اللجوء، هو واجب اجتماعي عام" يقول دورينغ، الذي يدافع منذ 20 عاما عن اللاجئين وحقوقهم.

تورتسن دورينغ يداقع عن اللاجئين وحقوقهم منذ عشرين عاماصورة من: DW/J. Albrecht

القلق على الأهل في حلب

وينظر خليل وزوجته جانيت بسعادة إلى ابنهما جان الذي يلعب في البيت فرحا، وهو ما لم يتح للصبي في سوريا ولبنان، حيث كان حزينا دائما، يقول والده. وتؤكد جانيت أن ابنها جان "كان عصبيا جدا في السابق، لكنه أصبح هادئا هنا في ألمانيا". وتحاول الآن جانيت أن تجعله يشعر بالأمان والسعادة وتنسيه مآسي الحرب ومشاهدها المريعة.

خليل مصطفى وجانيت مراد سعيدان بقدومهما إلى ألمانيا مع طفلهما جان الذي يلعب في البيت بأمان في مدينة كيلصورة من: DW/J. Albrecht

وتتحاشى جانيت أن تتحدث عن المآسي التي عاشتها في حلب، لكنها أشارت إلى أن اثنتين من صديقاتها قتلتا وبأنها لم تستطع إتمام دارستها في الجامعة بعد أن أصبح الوضع خطيرا جدا. وتعلق توران على ما تعانيه جانيت وأمثالها من اللاجئين السوريين بأنهم "يعانون من صدمة الحرب وكوابيسها" وتضيف "لكن يمكنهم أن ينسوا ذلك لبعض الوقت، لأن عليهم إنجاز الكثير لآن. لكن تلك الصدمات يمكن أن تعود إلى الذاكرة، وحينها لابد للعائلة من العناية النفسية".

أما خليل زوجها، فهو قلق بالدرجة الأولى حول وضع والديه الذين لا يزالان يعيشان في حلب، خاصة وأن أخبار المعارك لا تتوقف في هذه المدينة. ويقول خليل إنه يتمنى أن يأتي والداه أيضا ويعيشان معه في ألمانيا. وقد سمع أنه يستطيع جلبهما إلى ألمانيا إذا عمل وكسب ما يكفي من المال. لكن، وقبل أن يعمل خليل (29 عاما)، عليه أن يتعلم اللغة الألمانية. لهذا يحضر هو زوجته دورة للاندماج وتعليم اللغة تدوم عدة أشهر. أما ابنهما جان فسيذهب قريبا إلى روضة الأطفال، وسيحتفل والداه قريبا بعيد ميلاده الثالث، بعدما تعذر عليهم الاحتفال بهذه المناسبة في السابق في سوريا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW