في ألمانيا تصل حالات التعرض للإصابة بالشلل النصفي إلى حوالي 1500 حالة سنوياً، والشلل النصفي لا يعني بالضرورة اعتماد المريض على الكرسي المتحرك في حياته. بل يتعلق الأمر بنوع الشلل، إذ تتفاوت درجات الشلل النصفي من مصاب إلى آخر.
وبحسب التصنيف العالمي المستخدم للشلل النصفي، والذي يعرف اختصاراً بـ"ASIA"، لا بد من التمييز بين الشلل النصفي الكامل وغير الكامل، وهو ما يوضحه الطبيب بيتر كوسميل، المتخصص بعلاج العظام ويعمل بأحد مراكز علاج الشلل في ولاية براندنبورغ، لموقع DW.
ويشير كوسميل إلى أن الشلل النصفي يكون غير كامل عندما يكون بإمكان المريض الاحتفاظ ببعض الوظائف الحركية والحسية، ويضيف بالقول: "يكون الشلل النصفي كاملاً في حالة عدم السيطرة على البول والبراز. وفي الشلل النصفي غير الكامل، يكون المريض قادراً على التحكم بالمثانة".
للشلل أسباب متعددة
ورغم اختلاف أنواع الشلل النصفي، إلا أن أسباب الإصابة به متعددة. فبعضها قد تسببه حوادث أو تغيرات التهابية ناتجة عن الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، فضلاً عن الأورام التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار في النخاع الشوكي. ويضيف كوسميل أن "هشاشة العظام لدى المسنات يمكن أن تؤدي إلى كسر في العمود الفقري وإصابة النخاع الشوكي، وبالتالي الإصابة بالشلل".
لاشك أن الشفاء من الشلل النصفي كلياً أمر غير ممكن. لكن بفضل التقنيات الحديثة، أصبح بإمكان المصابين بالشلل النصفي استعادة القدرة على المشي، وهو ما يؤكده الطبيب بيتر كوسميل، مشيراً إلى أن الهدف من العلاج هو منح المصاب القدرة على الحركة الذاتية. وتعد بدلة الروبوت من بين أحدث التقنيات المستخدمة لعلاج الشلل النصفي، إذ يساعد على تخفيف أعراض الشلل وتحسين الحالة النفسية والدورة الدموية والنشاط الجسدي بشكل عام.
إذا كنت تعتقد أن الروبوتات موجودة فقط قي أعمال استكشاف الفضاء ومختبرات التكنولوجيا المتقدمة أو في أفلام الخيال العلمي، فملف الصور هذا سيدهشك، لأنها موجودة في كل مكان من حولنا وتقوم بمهمات مفيدة عديدة في حياتنا اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpaنتعايش مع الروبوتات كل يوم في حياتنا دون أن ندري: فهي في منازلنا ومدارسنا وأسواقنا وسياراتنا، إنها في كل مكان نذهب إليه. فهي تجيب على مكالماتنا الهاتفية وتفتح لنا الأبواب، تضيء لنا الأضواء وتضمن بقاءنا في حالة دفء أو برودة كافية. إنها تبيعنا الطعام والمشروبات، تستوفي المال، بل وحتى تحرص على أن لا نضيع مشاهدة برنامجنا التلفزيوني المفضل.
صورة من: dapdمشهد من فيلم "ستار وورز" يعرض لنا روبوتا متكلما يشبه الإنسان في قصة لفيلم أطلق عليه سابقا اسم الخيال العلمي، لكن الآن وبعد مرور 35 عاما على إنتاج هذا الفيلم أصبح هذا الخيال العلمي حقيقة نعيشها كل يوم في حياتنا. لا تبدو الروبوتات الحديثة في الغالب مماثلة لتلك التي نعرفها من الأفلام والكتب ولذلك لا ندرك أنها روبوتات في الحقيقة.
صورة من: picture-alliance/dpa... فشركات تصنيع السيارات مثلا اعتمدت بصورة كبيرة على الروبوتات في صناعتها، كما يظهر في الصورة لروبوت في شركة فولكسفاغن وهو يؤدي عمله في ربط الركائز الحديدية لسيارة غولف الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa... والإشارة الضوئية هذه، رغم بساطتها، فهي عبارة عن روبوت يعمل بصورة مبرمجة أوتوماتيكية ويمكن التحكم به من على بُعد.
صورة من: Fotolia/sogmillerلكن استعمالات الروبوت اتسعت لتدخل مجالات مختلفة من الحياة، كلعبة كرة القدم مثلا.
صورة من: IRNAومن منا لا يرغب بامتلاك هذا الروبوت الذكي الذي يحضر لنا طعامنا، ويمكنه في المستقبل القريب القيام بكثير من الخدمات التي يحتاجها المرضى والعجزة وكبار السن؟
صورة من: DW/G. Ketelsأو من منا لا يرغب بامتلاك هذا الروبوت الذي يمسح لنا نوافذ المنزل بعناية فائقة ويخفف عنا أعباء العمل المنزلي الرتيب.
صورة من: DW/F. Schmidtكما غزت الروباتات ألعاب الأطفال في السنوات الأخيرة، وبدلا من الدمية الصامتة هناك روبوتات على شكل دمى أطفال يمكنها التفاعل مع الطفل كالكلام معه أو الغناء له. وبالفعل نجحت "الدمية الروبوت" في جذب الأطفال.
صورة من: dapdوبعض الشركات الكبيرة وظفت روبوتات وأسندت إليها مهمة استقبال الموظفين الجدد في الشركة وإجراء مقابلات التوظيف معهم.
صورة من: Mississippi State Universityكما طورت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا روبوتا ذكيا – كيوريوسيتي - ليسبق الإنسان ويحط على سطح المريخ ويدهش العالم بالمهمات التي ينفذها: من التقاط الصور وحتى أخذ عينات من تربة الكوكب الأحمر وتحليلها وإرسال نتائجها إلى الأرض.
صورة من: picture alliance / Photoshotدور العجزة اقترحت روبوتات للجلوس مع نزلاء هذا الطابق في المبنى لتسليتهم وقضاء الوقت معم.
صورة من: DWيجري حاليا تطوير يد إلكترونية، وهي عبارة عن روبوت يستقبل أوامره من الدماغ ويستخدمه البشر الذين فقدوا إحدى اليدين . وربما يتم تطوير هذه اليد الإلكترونية وزراعتها في جسم روبوت متكامل.
صورة من: DWبعض الشركات في ألمانيا تستعمل روبوتات طائرة لمسح وتصوير المناطق التي يصعب الوصول إليها بطريق غير طريق الجو.
صورة من: Bernd Roselieb/photon-pictures.comوقد نجد في المستقبل كائنات مبرمجة ترافقنا في الشارع وتريد أن تتعلم أحاسيسنا لتتفاهم معنا، فهل يصبح ذلك حقيقة فعلا أم سيبقى محض خيال؟ الكاتب: زمن البدري
صورة من: picture-alliance/dpa
هكذا يمكن لمرضى الشلل استعدة قدرتهم على الحركة
ولا يساعد هذا الروبوت المصابين بالشلل على التخلي عن الكرسي والوقوف لفترة قصيرة فحسب، بل يمكنّهم أيضاً من صعود السلالم، وهو ما يؤكده كوسميل، الذي يوضح: "إنه روبوت متطور جداً، وهو أداة علاجية يمكنها أن تكون مفيدة جداً أثناء العلاج والتشافي. لكن استخدامه حالياً مقتصر على مراكز العلاج فقط، وما زال من غير المعروف ما إذا كانت الروبوتات ستتطور بحيث يمكنها المساعدة على المشي في الحياة اليومية خارج مراكز العلاج".
وإلى جانب بدلة الروبوت، يخضع مرضى الشلل النصفي في مراكز العلاج في ألمانيا إلى علاج خاص، يؤدي فيه مرضى الشلل النصفي تمارين تقوية خاصة. عن ذلك يقول الطبيب بيتر كوسميل: "هي عبارة عن تمارين رياضية تتناسب مع حالتهم، وتكون مصنفة حسب قدرة العضلات على التحمل. بالإضافة إلى ذلك، يتم منح المريض بناء عضلي بالتوازي مع الوسائل العلاجية الأخرى".
ويشير الطبيب كوسميل إلى أن هناك جهود مكثفة يبذلها الباحثون في المعهد الاتحادي للتقنية في زيوريخ بسويسرا من أجل مساعدة مرضى الشلل النصفي على استعادة قدرتهم على السير كلياً، وذلك عبر ما يعرف بزرع الخلايا الجذعية. وبحسب النتائج الأولية، فإن استخدام هذه الطريقة أمر مُجد وآمن.
د.ص/ ي.أ (DW)