"بدنا نعيش".. احتجاجات قطاع غزة تضع حماس تحت الضغط
٢٥ مارس ٢٠١٩
منذ أسابيع تواجه حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة حركة احتجاجات مطلبية متزايدة بسبب الظروف المعيشية للسكان هناك. أغلب مطالب المحتجين هي مطالب اجتماعية. لكن من الممكن أن تُضاف لها مطالب سياسية.
إعلان
دعا زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، سكان قطاع غزة يوم الأحد الـ 30 مارس/ آذار المقبل إلى احتجاجات واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك إحياءً للذكرى السنوية الأولى لبدء احتجاجات ما باتت تعرف بـ "مسيرات العودة". يأتي هذا في وقت ازداد التصعيد بين إسرائيل والقطاع، الذي تسيطر عليه حركة حماس. فقد شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة ردا على إطلاق صاروخ منه على شمال تل أبيب.
بيد أن الاحتجاجات عند السياج الحدودي لإسرائيل تخفي نزاعا آخر، يُبقي مواطني قطاع غزة في حالة ترقب. فقبل شهر تم في مدينة غزة، تأسيس حركة "بدنا نعيش" (نريد العيش)، وهي عبارة عن تحالف من النشطاء الإعلاميين المستقلين، لقي انتشاراً واسعاً بين العديد من الشباب في قطاع غزة. و في منتصف مارس/ آذار، نفذّ أتباع الحركة باحتجاجات علنية للمرة الأولى.
وجاء رد حركة حماس الحاكمة سريعا، إذ قام رجال الأمن بتفريق المتظاهرين باستخدام العنف، كما يتضح من أشرطة الفيديو التي تنتشر على مواقع الإنترنت. كذلك قام حراس الأمن أثناء المظاهرة وبعدها باعتقال العديد من المحتجين.
"الحركة من سكان القطاع"
وكشفت إحدى المشاركات في الاحتجاجاتلقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، أن للحركة مطالب اجتماعية بشكل أساسي، قائلة "إنها حركة مكونة من سكان القطاع". وأضافت : "الناس يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بحل لظروفهم المعيشية البائسة. ومن هنا جاءت صياغة شعارات الحركة: نريد أن نعيش، نريد أن نعمل، مستقبلنا ضائع".
تستمد حركة "بدنا نعيش" ثقلها السياسي من كون أن عشرات المجموعات المعارضة سياسياً لحركة حماس تدعمها. وعبر المحتجون عن موقفهم في بيان مشترك، شرحوا فيه أسباب أزمة القطاع منها قيام إسرائيل بإغلاق القطاع وما يترتب من الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وبالإضافة إلى ذلك يأتي دور "المسؤولين" في قطاع غزة في تعقيد الظروف المعيشية للسكان، ولا سيما عن طريق فرض ضرائب ورسوم مبالغة فيها. كما اشتكى الموقعون على البيان من ارتفاع تكاليف المعيشة. بالإضافة إلى أن الحقوق والحريات لم تعد مصونة وفقًا لما جاء في البيان. وبدلاً من ذلك، يواجه الناس الاضطهاد أو الاعتقال أو التخويف أو الشيطنة. "ندعو حماس والمسؤولين في غزة إلى إزالة قواتهم الأمنية من الشوارع العامة والساحات والإفراج عن جميع المعتقلين أو المسجونين من صفوف الحركة".
انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان
وضعت الاحتجاجات حركة حماس وسياستها الداخلية تحت الضغط. وانتقدت "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان " (ICHR)، والتي تأسست عام 1993، رد حماس على احتجاجات حركة "بدنا نعيش". كما انتقدت "الاستخدام المفرط للقوة" ، من قبل قوات الأمن، التي اعتقلت "المئات" – أي ما مجموعه أكثر من ألف متظاهر، ما ساهم في الحد من حرية الصحافة وحرية التعبير إلى حد كبير. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت قوات الأمن المدافعين عن حقوق الإنسان.
وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية وكذلك بعض وسائل الإعلام الغربية، بشكل مفصل التعامل الشديد لقوات الأمن مع المتظاهرين. ما يضر بشكل كبير بصورة حماس. وفي رد سريع ألقى متحدث باسم حماس باللوم على حركة فتح العلمانية والسلطة الفلسطينية وحملهما مسؤولية الاحتجاجات قائلا: "لقد أمروا موظفيهم في غزة بإحداث أعمال شغب، وإن لم يفعلوا ذلك، كانت السلطات ستهددهم بمنع صرف رواتبهم. وأضاف نفس المتحدث: "نؤكد أننا ندعم الاحتجاجات السلمية، لكننا لن نقبل أن يتم إساءة استخدامها لنشر الفوضى".
توظيف الاحتجاجات سياسيا
وتتزامن الاحتجاجات مع صعوبات اقتصادية شديدة. ووفقاً لمكتب الإحصاء الفلسطيني المركزي، بلغ معدل البطالة في قطاع غزة 52 بالمائة في عام 2018، بزيادة قدرها سبع نقاط مئوية عن العام السابق وأكثر من 20 نقطة مئوية بعد أن سيطرت حركة حماس على القطاع في عام 2007. وقد أثرت الزيادة في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية على سكان قطاع غزة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويبقى من غير الواضح إلى أن ستتجه الاحتجاجات الحالية. ولا تستبعد صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، التي تنتقد حماس بشدة، توسع الاحتجاجات، سواء من حيث عدد المشاركين أو من حيث المطالب. ووفقًا لاستنتاجاتها، يمكن أن يتبنى المحتجون مطالب مماثلة لتلك التي رفعها المحتجون في عام 2011 في العديد من الدول العربية. ووفقا للصحيفة الإسرائيلية ذاتهاـ تتعرض حركة حماس حاليا لضغوط شديدة بسبب الاحتجاجات.
كريستن كنيب/ إ. م
30 عاماً على تأسيس حماس- بين العمل العسكري ودهاليز السياسة
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) انطلاقتها. ما خلفيات وإرهاصات التأسيس؟ وما أهم المفاصل التاريخية التي مرت بها الحركة؟ وما أهم ما يميز علاقتها مع الإقليم والعالم؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الجذور والتأسيس
تُعرّف "حركة المقاومة الإسلامية"، المعروفة اختصاراً بـ"حماس"، عن نفسها بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين". في 14 كانون الأول/ديسمبر 1987 اجتمعت شخصيات، من أبرزها أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عن تأسيس الحركة. جاء ذلك الإعلان بعد أسبوع على اندلاع "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Baitel
الميثاق
في 18 آب/أغسطس 1988 صدر "ميثاق حماس" محدداً هوية وأهداف الحركة. وصف الميثاق الصراع مع إسرائيل على أنه "ديني" ودعا "إلى تدمير إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية على كامل فلسطين التاريخية".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
ضد اتفاقات أوسلو
في 14 أيلول/سبتمبر من عام 1993 وبعد يوم من توقيع اتفاقات أوسلو للحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، خرج 300 شخص من حماس للتظاهر ضد الاتفاق داعين إلى مواصلة مهاجمة الجيش الإسرائيلي. وفي ذات اليوم، نفذت حماس أول تفجير انتحاري في قطاع غزة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
الفوز في انتخابات 2006
قاطعت حماس انتخابات الحكم الذاتي الفلسطيني في عام 1996 لأنها منبثقة من "اتفاقات أوسلو" حسب ما أعلنت الحركة آنذاك، غير أنها عادت وشاركت في انتخابات 2006 وحققت فوزاً ساحقاً على حساب حركة "فتح".
صورة من: AP
الانقسام والسيطرة على غزة
في 15 من حزيران/يونيو 2007، عقب اندلاع معارك عنيفة أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين بين أفراد القوى الأمنية التابعة لحركتي حماس وفتح سيطرت "حماس" على القطاع وطردت الكوادر الفتحاوية وقواها الأمنية من القطاع.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
الاتحاد الأوروبي يصنفها بـ "الإرهابية"
في 26 تموز/يوليو 2017 أيدت "محكمة العدل الأوروبية" قراراً صادراً عن "المجلس الأوروبي" بإبقاء الحركة على لائحة الاتحاد الأوروبي "للإرهاب". وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج حماس لأول مرة على قائمته للمنظمات الإرهابية أواخر عام 2001 على خلفيات تنفيذها عمليات "انتحارية".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Kalaene
اغتيالات
في 22 آذار/مارس 2004، قامت إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين. وبعد أقل من شهر، تم اغتيال خليفته عبد العزيز الرنتيسي. وقبلها بعامين اغتالت إسرائيل القائد العسكري في الحركة ومؤسس جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" صلاح شحادة. كما كانت عمليات الاغتيال قد طالت أعضاء بارزين في الحركة كيحيى عياش وغيره.
صورة من: AP
حروب مع إسرائيل
في 12 أيلول/سبتمبر 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بقرار أحادي الجانب. وخاضت الحركة وفصائل فلسطينية أخرى عدة حروب مع إسرائيل أبرزها في الأعوام 2008 و2009 و2012 و2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
"وثيقة سياسية جديدة"
في الأول من أيار/مايو 2017، أعلنت الحركة من الدوحة عن تعديلات على برنامجها السياسي وافقت بموجبها على إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967، مؤكدة أن الصراع "سياسي" وليس "دينياً" وبقبولها بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. من جانبها رفضت إسرائيل التعديلات قائلة إن حماس "تحاول خداع العالم".
صورة من: Reuters/N. Zeitoon
المصالحة مع "فتح"
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقعت حركتا فتح وحماس في مقر "المخابرات العامة المصرية" في القاهرة على اتفاق المصالحة بهدف إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. واتفق الطرفان على أن تتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع حالياً لسلطة حركة حماس، بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر "كحد أقصى". وقبل أيام فشلت الحركتان في الالتزام بذلك الموعد وتبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
علاقات متميزة مع إيران وتركيا وقطر وحزب الله
تقدم إيران مختلف أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لحركة حماس. كما تقيم الحركة علاقات وطيدة وتنسيق عالي المستوى مع حزب الله. وبالمثل وعلى خلفيته الإسلامية يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساندة ودعماً للحركة على عدة أصعدة. وبالمثل تفعل قطر التي زار أميرها السابق حمد بن خليفة قطاع غزة في عام 2012.
صورة من: AP
علاقة متوترة مع مصر والسعودية والإمارات
تقدم السعودية ومصر والإمارات وباقي دول الخليج دعماً للسلطة الفلسطينية، في حين تتسم علاقاتها بحركة حماس بالتوتر. وقد ازدادت العلاقات توتراً في السنوات الاخيرة على خلفية صراع السعودية مع الإخوان في مصر وباقي الدول العربية. كما أدت الأزمة الخليجية الأخيرة إلى صب مزيد من الزيت على النار.
صورة من: AP
حماس تتوعد بإسقاط قرار ترامب بشأن القدس
حماس مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. واليوم (14 كانون الأول/ديسمبر 2017) قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال مهرجان جماهيري نظمته الحركة في الذكرى السنوية 30 لانطلاقتها في غزة: "سنسقط قرار ترامب مرة وإلى الأبد".
خ.س