برحيل هاتيدتسا رئيسة "أمهات من سربرنيتسا" يخفَت صوت العدالة
٢٤ يوليو ٢٠١٨
هاتيدتسا ميهيميدوفيتش رئيسةُ منظمة "أمهات من سربرنيتسا" التي فقدت أبناءها وزوجها والكثير من أقاربها في مجزرة سربرنيتسا في حرب البوسنة ترحل عن دنياها مودعة آلامها.
إعلان
الحزن لم يقف عائقاً في طريق هاتيدتسا ميهميدوفيتش، فمنذ الإبادة الجماعية في سربرنيتسا كان همها الوحيد هو إدانة جميع المسؤولين عن المذبحة. وما تزال عبارتها ترن في الآذان، حين قالت إن "أبنائي لم يكونوا عسكريين بل مدنيين، ولم يحملوا البنادق بل أقلام الرصاص".
وقعت مأساة الإبادة الجماعية في سربرنيتسا عام 1995 (تموز/يوليو) أثناء حرب البوسنة تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش، وهي الأحداث التي شكلت نقطة فاصلة في حياة هاتيدتسا، إذ أنها فقدت أبنائها الاثنين "المير" (18 عاما)، "ازمير" (21عاما) وزوجها وأخواها والكثير من أقاربها وعائلتها.
لم تعش في منزلها الواقع بين سربرنيتسا وبوتوكاري بعد الحادثة إلى عام 2002 حيث أنها عادت إلى مكان المجزرة الأليمة وأنشأت منظمة "أمهات من سربرنيتسا" وهي منظمة تُعنى بالتبرع للناجين من المذبحة ويريدون العودة إلى سربرنيتسا.
" ليس الانتقام بل العدل.. هذه كانت رسالتها"
في رحلة عودتها إلى سربرنيتسا سلَّطت هاتيدتسا الضوء على أن الحياة المشتركة والتعايش بين البوسنيين والصرب ممكنة بالرغم من الماضي المروع. فهي بالرغم من فاجعتها الكبيرة لم تحقد يوماً على الصرب عامة، إنما كان همها الوحيد هو محاسبة الفاعلين والمتهمين حسب القانون.
في حوار سابق لها مع DW، قالت هاتيدتسا إن الحكم المؤبد لا يكفي لراتكو ملاديتش، وكان يجب معاقبته على جميع عمليات الإبادة الجماعية في البوسنة وليس فقط مجزرة سربرنيتسا.
ميشائيل براند نائب حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الألماني أدلى بشهادته عن هاتيدتسا التي كان يعرفها منذ سنين عديدة وقال"لقد كانت شوكة في لحم أولئك الذين إلى اليوم يحاولون إخفاء حقائق الحرب، لقد قاتلت كلبؤة".
وأوضح في حديثه أنها لم تكن تسعى إلى الانتقام بل كان همها هو تحقيق العدالة، ولو بعد سنين، مبرزا في حديثه أنه "مع موت هاتيدتسا فقد خفت صوت من أصوات العدالة".
ياسمينا روز/ ب. ا
الأبناء المفقودون: مئة عام من الحداد
جثث في مقابر عسكرية جماعية رسمت معنى جديداً للحداد، أكانت المحرقة أو فيتنام أو الحرب الأهلية في الأرجنتين أو بوسنة أو 9/11. معرض "الأبناء الضائعون" في قاعة الفنون في مدينة بون يوضح ثقافة الحداد التي خطتها الحروب بدمائها.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرب الدول الصناعية الناشئة
كبيرة كانت الآثار السلبية للحرب العالمية الأولى، فلأول مرة تمكنت الدول الصناعية من إنتاج الأسلحة بكميات كبيرة كأي منتج صناعي آخر. ناهيك عن الغاز السام، فهنا يترقب الجنود الألمان هجوماً غازياً عليهم. إلا أن الحمامة الطائرة تنبئهم بفوزهم ببعض من الوقت قبيل حلول الهجوم.
صورة من: DW
أموات بلا وجوه
لم يتوانَ الحلفاء عن استخدام أسلحة بقوتها الفتاكة تمحي تشوه وجوه الضحايا بشكل يصعب التعرف عليهم بعد اندثار فرص التعرف عليهم في أراض بعيدة عن الوطن. يوضح المعرض في بون طبيعة الثقافة الجديدة للحداد على الموتى البالغ عددهم 10 ملايين إبان الحرب العالمية الأولى.
صورة من: DW
أموات بلا أسماء
هنا في مقبرة العظام داخل الصرح التذكاري في مدينة فيردون الفرنسية تشابكت رفات 130.000 جندي فرنسي وألماني. سخرية الأقدار شاءت أن تترابط أجسادهم أمواتاً رغم شدة كراهيتهم لبعضهم أحياءً.
صورة من: DW
رثاء الأبناء
لم يبلغ بيتر كولفيتس سوى الثامنة عشرة من عمره حين سقط في الإقليم الفلامندي في بلجيكا في أكتوبر 1914. والدته الفنانة كاتي كولفيتس لم تنفك تبكي ولدها في أعمالها الفنية حتى وفاتها عام 1945.
صورة من: DW/P. Henriksen
أين نبكيهم؟
ليس لضحايا الحرب العالمية الأولى قبور يبكي عليها أهاليهم، فجل ما بقي منهم كان اسمهم. من هنا بدأت فكرة ضرحة الشهداء للتذكير بهم. في الصورة نرى ضريح بيتر كولفيتس في فلادسلو البلجيكية.
صورة من: DW/P. Henriksen
أبناء مفقودون
كان رودي يارد كيبلينغ أحد أهم الكتاب البريطانيين في مطلع القرن العشرين، فنال جائزة نوبل للأدب في عام 1907. وحين اندلعت الحرب دفع الوالد بابنه جون على المشاركة فيها وهو ما تندم عليه طيلة عمره، حيث اعلن عن فقدانه في 1915 ولم تلتق عينا الأب بجسد ابنه بعدها أبداً.
صورة من: DW/P. Henriksen
لم يبق سوى أسماؤهم
ضريح شهداء الحرب العالمية الأولى التذكاري في مقبرة تاين كوت في إيبر البلجيكية. دموع رابطة قبور الحرب حفرت على كافة الأضرحة المركزية العبارة ذاتها: "اسمك سيخلد للأبد"
صورة من: Kunst-und Ausstellungshalle der Bundesrepublik Deutschland
مواقع للحداد
أحد ابرز مميزات ثقافة الحداد المرتبطة بالحرب العالمية الأولى هي تقديس الأسماء وتخليدها. اللوحة اليمنى تبين النصب التذكاري لضحايا المحرقة في باريس والثانية للنصب التذكاري المدعو "نقطة التجمع" في وارسو، حيث كانت تنطلق منها القطارات المتجهة إلى معسكرات الاعتقال.
صورة من: DW/P. Henriksen
كي لا ننسى
58 ألف اسم لضحايا حرب فيتنام مدون على الصرح التذكاري الصخري الأملس. يذكر أن عدد ضحايا الحرب الفيتنامية (1964- 1975) الفعلي بالملايين.
صورة من: picture-alliance/dpa
معرفة الأقدار كخطوة أولى للحداد
اختفى آلاف السياسيين المعارضيين خلال فترة حكم المجلس العسكري في الأرجنتين بين عامي 1976 إلى 1983. وتتظاهر حتى يومنا هذا امهاتهم كل خميس أمام القصر الرئاسي في أهم ساحة في بوينوس آيرس "بلازا دي مايو"، مطالبات بالإعلان عن مصير أبنائهم.
صورة من: picture-alliance/abaca
مجزرة سربرنيتشا
تظهر الصورة فريق التحقيق التابع لمحكمة جرائم الحرب للأمم المتحدة أثناء عملية إخراج جثث عشرات الضحايا المسلمين. ففي عام 1995 قتل الصرب حوالي 8 آلاف شاب و رجل من البوسنة و دفنوهم في قبور جماعية.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
أموات بلا قبور
نصف ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول اختفوا بلا أثر. حفظاً للضحايا من النسيان وتخليداُ لهم وتضامناً مع أهاليهم شيد صرح لهم.