برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و"إم23" في الدوحة
خالد سلامة أ ف ب، رويترز
١٩ يوليو ٢٠٢٥
برعاية أمريكية تم التوقيع على إعلان مبادئ بالدوحة بين ممثلين عن الحكومة في الكونغو الديمقراطية، الغنية بالموارد الطبيعية وخاصة االمعادن النادرة، وحركة "إم23" المسلحة المدعومة من رواندا.
جاء التوقيع على إعلان المبادئ بعد محادثات استمرت ثلاثة أشهر في الدوحة، وعقب اتفاق سلام منفصل تم توقيعه الشهر الماضي في واشنطن بين كيغالي وكينشاساصورة من: Karim Jaafar/AFP
إعلان
وقعت حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية وحركة "إم23" المسلحة المدعومة من رواندا اتفاق سلام في الدوحة السبت (19 تموز/يوليو 2025)، بعد أشهر من المباحثات في العاصمة القطرية. وجاء ذلك في إعلان مبادئ وقعه الجانبان بعد محادثات استمرت ثلاثة أشهر في الدوحة، وعقب اتفاق سلام منفصل تم توقيعه الشهر الماضي في واشنطن بين كيغالي وكينشاسا.
ونصّ إعلان المبادئ على أن "الطرفين يتعهدان باحترام التزاماتهما من أجل وقف إطلاق نار دائم" بما في ذلك وقف "الترويج للكراهية" و"أي محاولة للاستيلاء بالقوة على مواقع جديدة".
خطوة نحو اتفاق سلام شامل
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي رداً على سؤال من وكالة فرانس برس إن "تنفيذ الالتزام يقع على عاتق طرفي النزاع. هذه البنود تخضع لآلية متابعة". وأضاف أن الإعلان الصادر السبت "هو فقط إعلان مبادئ يمهد الطريق نحو اتفاق شامل، يشمل كل النقاط الرئيسية المتصلة بجذور الخلاف الخاصة بالطرفين".
وكانت "إم23" التي استولت على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق الكونغو الديموقراطية في هجوم خاطف في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير دعت إلى محادثات جديدة لبحث القضايا العالقة التي لم يتضمنها اتفاق السلام الموقع في واشنطن.
ورحب الاتحاد الإفريقي بتوقيع الاتفاق وأعلن رئيس مفوضية التكتل محمد علي يوسف في بيان أن "هذا التقدم الكبير يمثل محطة هامة في الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار بصورة دائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية ومنطقة البحيرات العظمى".
وتضمن إعلان المبادئ التزاماً ببدء مفاوضات رسمية قريباً من أجل اتفاق سلام شامل. كما نص على خارطة طريق لإعادة بسط سلطة الدولة في شرق الكونغو الديموقراطية بعد توقيع اتفاق سلام.
وقال المبعوث الأميركي لشؤون إفريقيا مسعد بولس رداً على سؤال لوكالة فرانس برس: "نعلم أنه لا توجد حلول سحرية خصوصاً في ما يتعلق بالجدول الزمني. هناك عمل جاد من قبل الطرفين ... ومحاولات من قبل المجتمع الدولي. وأضاف "أحد أهم بنود إعلان النوايا هو التأكيد على بسط سيطرة الدولة وسلطتها على كامل أراضيها" مشدداً على أن ذلك "يتطلب حوارا ومتابعة ومثابرة والوصول إلى اتفاقات مفصلة وكاملة وشاملة".
إعلان
السعي لاتفاق سلام شامل خلال الأيام المقبلة
وقال المتحدث باسم الحكومة الكونغولية باتريك مويايا إن الاتفاق أخذ في الاعتبار "الخطوط الحمراء" لجمهورية الكونغو الديموقراطية، بما فيها "الانسحاب غير القابل للتفاوض لحركة إم23 من مناطق تحتلها، يليه نشر مؤسساتنا" بما فيها القوات المسلحة الوطنية. وأضاف أن اتفاق سلام شامل سيُبرم "خلال الأيام المقبلة".
وجاء في إعلان المبادئ أن الجانبين اتفقا على تنفيذ بنوده بحلول 29 تموز/يوليو كحد أقصى، وبدء مفاوضات مباشرة للتوصل إلى اتفاق دائم بحلول 8 آب/أغسطس.
ومن المفترض أن يلتقي الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في الأشهر المقبلة لتعزيز اتفاق واشنطن للسلام، الذي لم تُنفَّذ بنوده بعد. ولا تزال تُطرح تساؤلات بشأن اتفاق جانبي متوقع بشأن قضايا اقتصادية، بعد أن تباهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأمين الثروة المعدنية في هذه الدولة الشاسعة بوسط إفريقيا.
وقال تشيسيكيدي في نيسان/أبريل إنه ناقش اتفاقاً للوصول إلى الثروة المعدنية لجمهورية الكونغو الديموقراطية مع الموفد الأمريكي مسعد بولس.
وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي ,الموفد الأمريكي مسعد بولسصورة من: Karim Jaafar/AFP
شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية غني بالموارد الطبيعية
وكانت اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية قد انهارت في الماضي.
وتنفي رواندا تقديم أي دعم مباشر لحركة إم23، لكن خبراء أمميون يقولون إن الجيش الرواندي لعب دوراً "حاسماً" في الهجوم الذي شنته الحركة بما في ذلك عمليات قتالية.
وشهد شرق الكونغو الديموقراطية الغني بالموارد الطبيعية، وخصوصاً المعادن، نزاعات متتالية على مدى 30 عاماً ما أدى إلى أزمة إنسانية وأرغم مئات آلاف الأشخاص على النزوح من ديارهم. وفي الأشهر الأخيرة، اشتدّ العنف في هذه المنطقة المتاخمة لرواندا، مع سيطرة حركة إم23 على مدينتي غوما وبوكافو الرئيسيتين.
تراجعت المواجهات منذ شباط/فبراير شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. لكن أعمال العنف تتفجر باستمرار بين إم23 وميليشيات مؤيدة لكينشاسا.
تحرير: عادل الشروعات
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
ربما يعرف القليلون أن لألمانيا ماضيا استعماريا، وخصوصا في القارة الإفريقية. المتحف التاريخي في برلين يستضيف وللمرة الأولى معرضاً يكشف فصولاً مؤلمة من تاريخ ألمانيا الاستعماري.
صورة من: public domain
"مستقبلنا على الماء"
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
صورة من: picture alliance/dpa/K-D.Gabbert
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
صورة من: picture-alliance / akg-images
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/arkivi
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
صورة من: public domain
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
صورة من: public domain
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
صورة من: Downluke
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
صورة من: picture alliance/akg-images
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
صورة من: Deutsches Historisches Museum/T. Bruns
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
صورة من: DW/J. Hitz
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
صورة من: DW/J. Hitz
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.