برلمانيون ألمان-أتراك يدعون للتصويت بـ"لا" على استفتاء تركيا
٢ أبريل ٢٠١٧
دفاعاً عن الديمقراطية في تركيا، دعا نواب بالبرلمان الألماني ينحدرون من أصول تركية أقرانهم في ألمانيا بالتصويت بـ"لا" في الاستفتاء الشعبي على تعديل الدستور التركي، الذي من شأنه منح الرئيس التركي المزيد من السلطات.
إعلان
دعا نواب بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" ينحدرون من أصول تركية للدفاع عن الديمقراطية في تركيا على خلفية الاستفتاء الشعبي على تعديل دستوري في تركيا من شأنه تطبيق نظام رئاسي في تركيا قد يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المزيد من السلطات.
وأوضحت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد (الثاني من نيسان/ أبريل 2017) إن النواب دعوا بشكل حيادي لحماية الحريات.
ونقلت الصحيفة عن جانزيل كيزيلتيبه النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قولها: "يتعين علينا الدفاع عن القيم الديمقراطية ورفع أصواتنا لأجل حرية الرأي".
ومن جانبها قالت جميلة جيوزوف النائبة عن حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي: "تركيا تستحق ديمقراطية قوية، مثل ألمانيا، التي نعيش بها جميعاً في سلام".
أما جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر للصحيفة الألمانية فقال: "لا تسلبوا أسركم وأصدقائكم في تركيا الحرية التي تتمتعون بها هنا!".
وفي السياق ذاته قال أوزجان موتلو النائب البرلماني عن حزب الخضر: "من يتمتع بمزايا الديمقراطية في ألمانيا، يتعين عليه عدم منعها على مواطني بلده في تركيا- لذا فإن نعم للديمقراطية وسيادة القانون ولا للاستفتاء على الدستور".
وقالت أزيزي تانك النائبة البرلمانية عن حزب اليسار الألماني المعارض: "أناشد جميع المواطنات والمواطنين ذوي الأصول التركية العمل سوياً من أجل الديمقراطية والسلام الداخلي في تركيا والتصويت بلا في الاستفتاء".
وكان معارضون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا قد دعوا عبر فعالية سلمية عند بوابة براندنبورغ الشهيرة بالعاصمة الألمانية برلين إلى رفض التعديلات الدستورية المزمع تطبيقها عقب الاستفتاء عليها من جانب الشعب التركي، وطالبوا الناخبين بالتصويت بـ"لا" على تلك التعديلات.
ورفع عدة عشرات من الأشخاص ممن استجابوا السبت لمبادرة ما تسمى بـ"حركة برلين"، المظلات التي كتب عليها بخط بارز "لا". وكُتب على إحدى اللافتات باللغتين التركية والألمانية: "لا للدكتاتورية في تركيا".
ويأتي ذلك في ظل أزمة دبلوماسية خانقة بين أنقرة وبرلين أن عبر ساسة ألمان من بينهم المستشارة أنغيلا ميركل عن غضبهم من تشبيه أردوغان مرارا بلادهم بألمانيا النازية في رد على إلغاء سلسلة حملات دعائية مقررة تستهدف الأتراك المقيمين في ألمانيا. وقالت السلطات الألمانية إن الإلغاء كان لدواع أمنية.
وبدأ تصويت الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا منذ الاثنين الماضي في العاصمة برلين وعدد من المدن الألمانية عبر الاستفتاء الشعبي لاستحداث النظام الرئاسي في البلاد، الأمر الذي سيمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات واسعة.
أما في الداخل فقد حددت الحكومة السادس عشر من نيسان / أبريل الجاري لإدلاء أبناء الشعب داخل تركيا بأصواتهم يوم السادس عشر من نيسان/ إبريل الجاري
ع.غ/ س.ك (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.