برلمانيون ألمان يعايشون معاناة اللاجئين في القوارب
١٥ أكتوبر ٢٠١٥
كيف يشعر اللاجئون حين يبحرون في عرض البحر بقارب مطاطي صغير مكتظ بالبشر؟ أعضاء من البرلمان الألماني قاموا في برلين بمحاكاة بعض معاناة اللاجئين بالركوب في قارب مطاطي حقيقي أنقذ مؤخراً في عرض البحر وعلى متنه 120 شخصاً.
إعلان
بغرض الشعور بكيفية إحساس اللاجئين حين يبحرون في قوارب مطاطية صغيرة مكتظة في عرض البحر تحت أشعة الشمس المحرقة وبين الأمواج المتلاطمة ومن دون حمّام لقضاء الحاجة ودون ماء أو غذاء، قام أكثر من 100 عضو من أعضاء البرلمان الألماني في المنطقة الحكومية الاتحادية على ضفة نهر شبريه في برلين بمحاكاة بعض من معاناة اللاجئين بالركوب في قارب مطاطي حقيقي للاجئين. وكان قد تم إنقاذ هذا القارب المطاطي في يوليو/ تموز 2015 وهو في عرض البحر قبالة السواحل الليبية وعلى متنه 120 لاجئا،ً وفق ما ينقل موقع "شبيغل" في فيديو عرضه على صفحته في موقع "فيسبوك".
والقارب المطاطي تم صناعته في الأصل ليكون مخصصاً لثلاثين شخصاً، وفي هذه الحالة قد يكون القارب مريحاً لهذا العدد من الأشخاص. ولكن حين يكون على متن القارب 120 شخصاً، فإن الوزن يصبح ثمانية أطنان، ولا يكون في وسع القارب المطاطي تحملهم نظراً للزيادة المفرطة في الوزن. ويرى نواب البرلمان الألمان أن تحميل مثل هذا القارب بمثل هذه الأوزان في حد ذاته حالة طوارئ.
ولبس النواب سترات خاصة بالسباحة، في حين أن اللاجئين الذين يكونون في عرض البحر المتوسط يتم العثور عليهم غالباً وهم من دون سترات نجاة. ووصفت النائبة البرلمانية المشاركة في التجربة سارة فاغنكنيشت من حزب اليسار الوضع بالمرعب، في حين وصفت البرلمانية سيمونه بيتر حالة اللاجئين بشديدة القساوة، وقارنت بين تجربتها وبين تصورها لتجربة اللاجئين، قائلةً، وفق ما نقل موقع "شبيغل": "إننا هنا الآن على متن قارب يسير في نهر من دون أمواج خطرة ... لكن الناس (اللاجئين) يبقون لأيام في عرض البحر من دون أن يشربوا ماء بل يجتاحهم شعور باليأس وهم متجهون إلى أوروبا"، وأضافت مشددةً على قولها: "على أوروبا تغيير ذلك".
كما أن الراكبين الحقيقيين على مثل هذا القارب يبقون واقفين على الأغلب لانعدام مكان للجلوس، علاوة على أنهم معرضون لأشعة الشمس الحارقة لأيام عديدة ولا إمكانية لديهم للذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة. وعلق النائب روبين نويغيباور على تجربته في القارب المطاطي المزدحم قائلاً إنها "ظروف لا يمكن تصورها في مثل هذا القارب".
ع.م/ ي.أ (DW)
أسطول الإغاثة وسفينة "الكرامة" تنقذ آلاف اللاجئين
قامت منظمة "أطباء بلا حدود" بإرسال سفن مساعدات أولية للاجئين في البحر الأبيض المتوسط. DW رافقت سفينة "الكرامة" (ديغنيتي 1) العاملة لإنقاذ الاجئين ونقلت لنا مشاهد مأساوية وقصص لاجئين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يتكون أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" من ثلاث سفن. سفينة "الكرامة1" (دينيتي 1) التي يبلغ طولها 50 مترا هي إحدى سفن الأسطول. وقد جابت البحر الأبيض المتوسط هذا العام وأنقذت حياة أكثر من 5000 شخص، فيما تمكمنت سفن الأسطول جميعها من إنقاذ أكثر من 17 ألف شخص. وتتمركز سفن الأسطول على نحو 30 ميلا من السواحل الليبية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
القوارب التي تقل اللاجئين هي في الغالب صغيرة ومطاطية ويكتظ فيها مئات اللاجئين، كما يظهر في الصورة التي التقطها مراسل DW وسط البحر الأبيض المتوسط. وتبلغ تكلفة العبور في هذه القوارب نحو 500 يورو.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ذكرأغلب اللاجئين بعد إنقاذهم من قبل سفينة "الكرامة" إن مهربي البشر في ليبيا قالوا لهم بإن "سفينة كبيرة سوف تنقذهم وسط البحر وستنقلهم إلى إيطاليا". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بأن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر لجأوا هذا العام عبر "طريق البحر الأبيض المتوسط".
صورة من: DW/K. Zurutuza
تسعى سفن أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" إلى إنقاذ النساء والأطفال أولا من "قوارب الموت". وتشكل النساء والأطفال نحو 10حتى 15 بالمائة من مجموع اللاجئين على متن السفن. بعض النساء حوامل أو يحملن أطفالا صغارا وأكثرهن بحاجة إلى معالجة طبية خاصة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين الذين يعبرون البحر انطلاقا من ليبيا هم من الأفارقة، على عكس طريق "رحلة البلقان" الذي يفضله لاجئو سوريا والعراق وأفغانستان. واغلب اللاجئين الأفارقة هم من منطقة جنوب الصحراء. وقد أصبحت ليبيا محطة رئيسية لهم للهجرة إلى أوروبا وتتحدث الأخبار عن حالات العنف والقتل والاغتصاب ضدهم في شمال أفريقيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول اللاجئ السنغالي أمين جابي عن تجربته في ليبيا: بعدما مسكوني في ليبيا وضعوني في مركز آو سجن خاص للاجئين وسلمني حارس السجن تلفونا خاصا للاتصل بعائلتي كي أقول لهم بأنني سأقتل في حال عدم أداء فدية". وعند ذلك اتضح لي بأن الذين لا يستطيعون دفع الفدية للحراس سيتم بيعهم للعمل كعبيد في قطاع البناء.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أشار الكثير من النساء إلى أعمال تحرش جنسي واغتصابات في مركز اللجوء في ليبيا. ويقدم أسطول الإغاثة العلاج الطبي والنفسي للاجئات. ويعرض طاقم الأسطول امكانية اختبار مرض الايدز على اللاجئات. وتقول لاورا باسكفيرو، وهي عاملة إنسانية على متن السفينة، في حوارها مع DW إن "الكثير من النساء يعانين من مشاكل نفسية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيفلين لاجئة من نيجيريا تحدثت مع DW وقالت: "مسك بي 5 رجال في نقطة تفتيش في محيط طرابلس وحاولوا اغتصابي، لكن كنت أمر بالدورة الشهرية. وهو ما أغضبهم واستمروا في ضربي إلى مرحلة فقدان الوعي. زوجي دفع لي تكاليف السفر وسأنتظره في إيطاليا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
سفينة "الكرامة" هي صغيرة نسبية ولها حوض منخفض وتبقى في الحالات الاعتيادية في عرض البحر للقيام بأعمال الانقاذ. بعد إنقاذ اللاجئين يتم ارسالهم إلى سفينة أكبر في الأسطول لتبحر بهم إلى إيطاليا. وغالبا ما تنزل السفن ركابها في جزيرة صقلية أو في سواحل كالابريا جنوب إيطاليا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين لا يعرفون ما قد ينتظرهم بعد الوصول إلى إيطاليا. بداية هناك فرحة الوصول إلى بر الأمان. ويتم ترحيلهم إلى شمال إيطاليا ويبقون هناك نحو شهر كامل تحت الرعاية. ويجب عليهم القيام بعمل ما لإعانة أنفسهم ولإرسال أموال لعائلاتهم في أفريقيا. لكن فرص الحصول على عمل في إيطاليا ضعيفة جدا، فيلجأ الكثير منهم إلى التسول.