طُلب من الألمان تطوير "ثقافة الترحيب" باللاجئين. ولكي يكون هو نفسه قدوة يُحتذى بها، استضاف برلماني ألماني وزوجته شابين من إريتريا في بيتهما. كما يعتزم مارتن باتسيلت زيارة إريتريا للتعرف على أسباب فرار الشابين من بلدهما.
إعلان
مارتن باتسيلت عضو في البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ. باتسيلت عامل اجتماعي ومسيحي ملتزم وقاده نشاطه في السياسة المحلية إلى أن أصبح عمدة لمدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الأودر على الحدود مع بولندا في شرق ألمانيا.
يبدو باتسيلت أصغر من سنواته الثماني والستين، وهو مدافع عن معاملة اللاجئين بلطف واحترام، ويطبق ما يدعو إليه: قبل بضعة شهور دعا لاجئيْن سياسيين شابين من إريتريا إلى بيت عائلته في قرية بريزن بولاية براندينبورغ. لكن العنصرية والشك في الأجانب ليست أمرا نادر الحدوث في شرق براندينبورغ، وقد تلقى باتسيلت تهديدات بالقتل بواسطة الرسائل والبريد الإليكتروني والمكالمات الهاتفية.
"قال أحدهم إنه يجب العمل مع قاذف لهب حتى تصبح بشرتي سوداء كالذين استضفتهم في بيتي"، يقول باتسيلت ويضيف: "هذا مثير للقلق، أنا لا آخذ التهديدات على محمل الجد من حيث أنها تشكل تهديداً لسلامتي الشخصية، ولكنني آخذها على محمل الجد كمؤشر على أنه ما زال أمام الألمان طريق طويل للتخلص من العنصرية وأن يتقبلوا الأفراد والناس كبشر بغض النظر عن أصلهم".
وبدلاً من الوقوف عاجزا، نظم باتسيلت فعاليات للجمع بين المهاجرين والسكان المحليين. "أعتقد أن أفضل طريقة للتغلب على الشكوك ورفض الأجانب، هي خلق الفرص للناس للقاء بعضهم البعض والحديث"، قال باتسيلت لـDW.
القادمون أكثر
سيواصل الناس الفرار من الظروف التي لا تطاق: الحروب في الشرق الأوسط، ودول يحكمها حزب واحد مثل إريتريا أو الفقر والبطالة في بعض دول أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. هؤلاء سيحاولون الوصول إلى أماكن الاستقرار والازدهار مثل ألمانيا. وعن ذلك يقول باتسيلت "نصف المليون لاجئ إلى ألمانيا هذه السنة هم نذير لما ستكون عليه الأمور في المستقبل. هذا الفيض من اللاجئين ليس ظاهرة عابرة وستمر بسرعة. هذه الظاهرة ستستمر بالتأكيد، وعلينا البحث عن سبل للتعامل معها".
باتسيلت لديه فكرة عن كيفية تغيير الموقف من اللاجئين كي يقبل الناس بهم "ينبغي أن يعملوا".
فوائد العمل
ينص القانون على النظر بكل طلب لجوء على حدة. لكن هذا يستغرق وقتاً كثيراً ويبقى اللاجئون في بيوتهم لشهور أو لسنوات قبل البت في مصيرهم. واللاجئون الذين تقبل طلباتهم يحق لهم العيش والعمل في ألمانيا ولهم نفس حقوق باقي المواطنين. أما الذين لم يبت بعد في طلباتهم، فلا يسمح لهم بالعمل.
ويقترح باتسيلت السماح لهذه الفئة الثانية بالعمل، لكن دون أجر، طالما ينتظرون البت في أمرهم. "لقد تم تعويضهم مسبقاً من خلال حصولهم على شقة بدون إيجار للعيش وأثاث وملابس مجانية وراتب شهري متواضع. وفي المقابل عليهم تقديم شيء مفيد للمجتمع".
حاويات وخيام وآمال كثيرة - كيف تأوي ألمانيا اللاجئين إليها
من المنتظر أن يتم استقبال حوالي 450 ألف لاجئ في ألمانيا، فأين سيقيمون؟ وكيف سيتم تأمين معيشتهم؟ في هذه الجولة المصورة نستعرض استعدادات مختلف المدن والبلدات لاستيعاب هذه الأعداد من اللاجئين من مختلف أنحاء العالم.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/P. Kneffel
عند وصول اللاجئين إلى ألمانيا، يتم إيواءهم بداية في مثل هذه المراكز لمدة ثلاثة أشهر قبل توزيعهم على المدن والبلدات الألمانية. الصورة هي لمركز لإيواء 850 لاجئ في مدينة تريير بولاية راينلاند بفالس،غرب ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Tittel
يفوق عدد اللاجئين الطاقة الاستعابية للكثير من مراكز إيواء اللاجئين. وقد تم تحويل بعض القاعات الرياضية إلى أماكن مؤقتة لاستضافة اللاجئين، على غرار هذه القاعة في مدينة هام، شمال ألمانيا، والتي تم تقسيم مساحتها البالغة 2700 متر مربع إلى غرف مؤقتة ب 14 سريرا في كل غرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
كانت مدينة آخن مجبرة منتصف يوليو/تموز على إيجاد أماكن مناسبة لإيواء 300 لاجئ قدموا دفعة واحدة إليها. ولم يكن للسلطات من إمكانية لإيوائهم جميعا عدا في مدرسة ثانوية. وقامت منظمات الإغاثة على غرار اليوهانيتر بتوفير أسرة وتحويل قاعات التدريس إلى غرف لاستضافة اللاجئين.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/R. Roeger
في ولاية سكسونيا-أنهالت، شرقي ألمانيا، قامت السلطات برفع الطاقة الاستيعاب للاجئين من خلال توفير خيام يتم استخدامها بشكل مؤقت خلال فصل الصيف إلى حين نقلهم إلى مآوي أخرى قبل حلول فصل الشتاء.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/J. Wolf
يوجد أحد أكبر مخيمات اللاجئين في ألماينا حاليا في مدينة دريسدن، عاصمة ولاية سكسونيا، شرقي ألمانيا، حيث يتواجد بها نحو ألف لاجئ من 15 بلد. ظروف العيش هناك صعبة حيث يتعين على اللاجئين الوقوف في صف طويل والانتظار للحصول على وجبات الطعام أو لقضاء حاجاتهم البشرية.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/A. Burgi
فضلت مدن أخرى استخدام الحاويات السكنية لرفع طاقتها الاستيعابية للاجئين الجدد. في مدينة تريير مثلا تم الشروع في استخدام هذه الحاويات منذ عام 2014، ويعيش فيها نحو ألف لاجئ.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/H. Tittel
رجال الإطفاء بصدد إخماد نيران أضرمت في 18 من يوليو/تموز في أحد المقرات المخصصة لإيواء اللاجئين في بلدة ريمشينغن الواقعة في ولاية بادن فورتينبيرغ، جنوبي ألمانيا. وقد تكررت في ألمانيا مثل هذه الاعتداءات، خاصة في الشرق والجنوب التي تعكس بعض المواقف الرافضة لقدوم اللاجئين.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل يتحدث مع أطفال في أحد مراكز إيواء اللاجئين في ولاية ماكلينبورغ-فوربوميرن، شمالي ألمانيا. السياسي الألماني يريد أن يطلع بنفسه على ظروف عيش اللاجئين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
في بعض البلدات الألمانية مثل بلدة إيكينتال، الواقعة بالقرب من ميدنة نورينبيرغ، جنوبي ألمانيا، قامت السلطات ببناء مقرات جديدة لإيواء نحو 60 لاجئا. ومن المقرر الانتهاء من أشغال البناء بحلول عام 2016
صورة من: Picture-Alliance/dpa/D. Karmann
إلى حين الانتهاء من أعمال البناء، يتعين على اللاجئين السكن في خيام. وفي أحد المنتزهات في مدينة ميونخ الألمانية قام 170 من العاملين لدى منظمات إغاثية أو في المطافئ الألمانية بنصب خيام وتوفير نحو 300 سرير لإيواء اللاجئين بشكل مؤقت.