برلماني بارز يرفض أنشطة الاستخبارات التركية في ألمانيا
إركان كوشكون/ م.أ.م١٨ سبتمبر ٢٠١٦
دعا هانز كريستيان شتروبله عضو اللجنة المعنية بمراقبة أجهزة الاستخبارات الأجنبية إلى طرد عملاء الاستخبارات التركية من الأراضي الألمانية، بعد تسرب معلومات عن نشاطهم داخل البلد، DWحاورته لمعرفة التفاصيل
إعلان
DW هانز كريستيان شتروبله عضو اللجنة المعنية بمراقبة أجهزة الاستخبارات، قلت في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد (11 سبتمبر/أيلول 2016) إن هناك "أنشطة سرية لا تصدق" للاستخبارات التركية. وأشرت إلى أنّ لديها نحو 800 ضابط في أوروبا الغربية، غالبيتهم مقيمة في ألمانيا. لماذا طالبت بطرد عملاء المخابرات التركية؟
لدينا مؤشرات على وجود عملاء في ألمانيا يقيمون مثلا اتصالات مع أشخاص من أصل تركي، ويطالبونهم في نبرة مهددة بالكف عن شراء صحف معينة وإصدار إعلانات دعائية. أشخاص معنيون اتصلوا بي أيضا. وفي حال ثبوت صحة هذه الأمور، وإذا كان أولئك عملاء لمؤسسات تركية أو لجهاز الاستخبارات التركية، فإنّ ذلك يشكل جناية في ألمانيا. وعلى هذا الأساس يجب التعامل مع هؤلاء الأشخاص. يجب رفع دعوى جنائية ضدهم لتقديمهم أمام المحكمة أو على الأقل لطردهم.
طلبت أيضا إعادة تقييم التعاون القائم بين الاستخبارات التركية والألمانية. أين هي حاليا حدود ذلك التعاون؟
هناك تعاون قديم ليس فقط مع أجهزة الاستخبارات التركية، بل أيضا مع استخبارات أخرى من دول حلف شمال الأطلسي مثلا في مجال مكافحة الإرهاب الدولي. وأجهزة الأمن الألمانية تولي اهتماما كبيرا للحفاظ مبدئيا على هذا التعاون، لأنها تحصل بموجبه على معلومات هامة وتتبادل المعلومات والتعاون. لا أحد يعارض هذه الحقيقة. ولكن ليس من المقبول أن يمارس عناصر رسميون أو عملاء غير رسميين لأجهزة استخبارات أنشطة استخبارية في ألمانيا تستهدف أشخاصا يعيشون هنا، ولا يعنينا إذا كان هؤلاء الأشخاص ألمانا أو أتراكا. ولا يحق لأحد أن يمارس أنشطة استخبارات في ألمانيا ضد مصالح ألمانية والنشاط صادر عن قوة أجنبية، وتركيا هي قوة أجنبية.
ما هو نوع الأنشطة الاستخبارية التي يمكن وصفها بالجنائية؟ هل هذا ينطبق على جميع الأنشطة أم فقط على أنشطة بعينها؟
إذا كان جهاز استخبارات أجنبي يجمع معلومات عن شركات ودور نشر صحف أو أفراد في ألمانيا، فإن ذلك يُعد نشاطا استخباريا. وهذا لا يجوز أن يحدث. ولا يجوز أيضا وضع أشخاص في ألمانيا تحت الضغط أو تهديدهم.
ليس سرا أنّ أتباع حركة غولن (المتهمة بتدبير الانقلاب الفاشل الأخير في تركيا) مطلوبون في تركيا ويتم اعتقالهم. هل طلب جهاز الاستخبارات التركية من ألمانيا إجراء تبادل معلومات مع جهازي الاستخبارات الخارجية والداخلية الألمانية للكشف عن أتباع غولن في ألمانيا؟
ليس لي علم بذلك، ولكن أتوقع حصول ذلك: إذا كانت تركيا توجه تهما لشخص ما أو ضد تنظيم مثل حركة غولن بارتكاب جنح، فيجب الالتزام بالمسطرة العادية. وفي حال تأكد الشبهات، يمكن في ألمانيا مثلا تقديم طلب تسليم ( المطلوبين) . ولكن لتحقيق ذلك يجب البرهنة على أن هذا الشخص مشتبه به. يجب امتلاك أدلة تؤكد مشاركته في أعمال جنائية. هذا هو أسلوب التعامل العادي بين دول. وهل يتم التعامل على هذا النحو فيما يخص حركة غولن؟ أنا ليس لدي معلومات بهذا الشأن.
+ هانس كريستيان شتروبله، عضو لجنة الرقابة بالبرلمان الألماني المعنية بمراقبة الأجهزة الاستخبارية، وهو ينتمي لحزب الخضر الألماني. أجرى المقابلة إركان كوشكون DW.
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".