برلين..خشية من موجة هجرة مع وصول أولى رحلات الإجلاء من كابول
١٨ أغسطس ٢٠٢١
في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة، يقوم الاتحاد الأوروبي بصياغة استراتيجيات لكيفية تجنب تكرار حدوث موجات هجرة كبيرة كما حدث إبان اشتداد الأزمة السورية. وأظهر استطلاع رأي خشية ألمانية من تكرار سيناريو عام 2015.
إعلان
يجري وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي محادثات بشأن الهجرة اليوم الأربعاء (18 آب/ أغسطس) على خلفية الأزمة التي تتكشف في أفغانستان، مع قلق بعض مناطق التكتل من احتمال حدوث نزوح جماعي للأشخاص الفارين من الحياة في ظل حكم طالبان.
ويأتي الاجتماع لمعالجة تدفق الأشخاص على حدود ليتوانيا، وسط تقارير عن دور لبيلاروس المجاورة من خارج الاتحاد الأوروبي في ذلك. وفي أعقاب استيلاء طالبان على السلطة، يقوم بعض قادة الاتحاد الأوروبي بالفعل بصياغة استراتيجيات لكيفية تجنب تكرار ما كان عليه الوضع في العامين 2015 و2016.
وفي حين شدد بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي ووكالة الأمم المتحدة للاجئين ومنظمات حقوقية مختلفة على الحاجة إلى حماية المعرضين للخطر، شددت دول مثل فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي استباقيا حتى لا تواجه بموجة هجرة جديدة.
من جهتها أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رغبتها في مواصلة العمل في أفغانستان بعد استيلاء مسلحي طالبان على السلطة. وقالت ممثلة المفوضية في ألمانيا كاتارينا لومب لصحيفة "دي فيلت" الألمانية في تصريحات نشرت اليوم الأربعاء: "نريد البقاء في البلاد لأن الشعب هناك بحاجة إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى". وأضافت لومب أن المفوضية ترغب ومنظمات إنسانية أخرى في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية "وفقا للمبادئ الإنسانية للحياد والنزاهة والاستقلال".
وتقول المنظمة إن لديها حاليا 200 موظف يعملون في أفغانستان. وأوضحت لومب: "بما أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية زادت بشكل كبير ومن المرجح أن تستمر في الارتفاع، فإن الشعب بحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي".
وأشارت إلى أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية أو أكثر، وجد أكثر من 90 % من اللاجئين الأفغان مأوى في إيران وباكستان المجاورتين. وقالت إن "معظم الأفغان الذين نزحوا في الشهور القليلة الماضية هم مشردون داخليا حاليا في بلدهم. هم الآن بحاجة ماسة إلى الدعم والمساعدات الإنسانية".
تخوف ألماني من الهجرة
بيد أن استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم أظهر أن ثلثي الألمان يخشون تدفقا كبيرا للاجئين في أعقاب التطورات الأخيرة في أفغانستان.
ويشعر ثلثا الألمان تقريبا 62.9% بالقلق إزاء تدفق اللاجئين إلى البلاد كما حدث في عام 2015، وفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد سيفي لاستطلاعات الرأي لصحيفة أوغسبورغر ألغماينه اليومية. وكشف الاستطلاع عن أن ثلثهم تقريبا (30%) يفكر بطريقة مختلفة.
ويحاول آلاف الأفغان حاليا الفرار من بلادهم بعد أن استولى مسلحو طالبان على السلطة فعليا فى غضون أسابيع قليلة.
وقال الناخبون الذين يؤيدون حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على وجه الخصوص إنهم قلقون من تدفق اللاجئين.
وقال ثلاثة أرباع مؤيدي الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاشتراكي المسيحي وكذلك الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي إنهم يخشون حدوث أزمة لاجئين على غرار ما كان عليه الوضع قبل ست سنوات. ووسط أنصار حزب الخضر، رأي 38.8% فقط الأمر على هذا النحو.
لكن الباحث في شؤون الهجرة شتيفان أنغيندت قال لوكالة الأنباء الألمانية إنه يعتبر التحذيرات بشأن أعداد لاجئين مثل 2015 و2016 مبالغا فيها. وفي العامين هذين، جاء أكثر من 1ر1 مليون طالب لجوء إلى ألمانيا، وكثير منهم سوريون.
عمليات إجلاء
وفي ذات السياق هبطت في مدينة فرانكفورت طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا تقل نحو 130 شخصا تم إجلاؤهم من العاصمة الأفغانية كابول. وأقلعت الطائرة (إيرباص 340) من العاصمة الأوزبكية طشقند. وكانت الحكومة الألمانية قد استأجرت تلك الطائرة.
وقال متحدث الثلاثاء إن لوفتهانزا ستنظم أيضا بالتشاور مع الحكومة الألمانية رحلات إجلاء من الدوحة في قطر وربما من دول أخرى على الحدود مع أفغانستان.
ومن المقرر القيام بعدد من الرحلات الجوية خلال الأيام القليلة القادمة. وعادت الدفعة الأولى من موظفي السفارة الألمانية في كابول الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا أمس الثلاثاء، وهبطوا في مطار شونفيلد في برلين ، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية.
يشار إلى أن مسؤول أمني غربي في العاصمة الأفغانية كابول لرويترز اليوم الأربعاء إن أكثر من 2200 دبلوماسي ومدني تم إجلاؤهم حتى الآن على متن رحلات جوية عسكرية خارج كابول. وأضاف المسؤول أنه لم يتضح بعد متى ستستأنف الرحلات المدنية الجوية من كابول.
ع.أ.ج/ خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".