برلين: أردوغان "تجاوز الحدود" بكلامه عن الممارسات "النازية"
١٩ مارس ٢٠١٧
قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، إنه أبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن رئيسه "تجاوز الحدود" باتهامه المستشارة أنغيلا ميركل شخصيا بـ "ممارسات نازية". في حين وصف مارتين شولتس الاتهام بأنه "وقاحة".
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل لصحيفة "باساور نيوين برسي" الألمانية في عددها الذي سيصدر غدا الاثنين (20 مارس/آذار 2017)، "نحن متسامحون لكننا لسنا حمقى (..) ولذلك أبلغت بوضوح تام زميلي التركي (مولود تجاويش أوغلو) أنه تم تجاوز حدود معينة" إثر التصريحات "الصادمة" لرجب طيب أردوغان.
من جهته انتقد مارتن شولتس الرئيس الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل بتطبيق طرق نازية، ووصف الاتهام بأنه "وقاحة". وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي)، تابع مرشح الحزب الاشتراكي لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حديثه قائلا: "هذه قلة حياء، ومن الوقاحة أن يهين رئيس دولة صديقة لإحدى الدول، رئيسة حكومة هذه الدولة". وأضاف شولتس أنه يجب أن يقال في أي وقت لأردوغان أنه لا ينبغي "لرئيس دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي، أن يدوس بالأقدام على كل أعراف الدبلوماسية الدولية، لكنه يفعل ذلك وهذا لا يليق برئيس دولة".
وشن الرئيس التركي اليوم الأحد هجوما جديدا على المستشارة الألمانية انغيلا ميركل متهما إياها باللجوء إلى "ممارسات نازية"، فيما يتزايد التوتر بين البلدين بسبب تظاهرة مؤيدة للأكراد في ألمانيا.
وتشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أزمة متفجرة أثارت تساؤلات حول مستقبل عملية ترشيح أنقرة للانضمام إلى هذا التكتل، ويتزامن هذا التوتر مع اقتراب موعد الاستفتاء المرتقب في 16 نيسان/أبريل حول توسيع صلاحيات اردوغان.
وبدأت الأزمة بعدما رفضت ألمانيا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي السماح لوزراء أتراك بالمشاركة في تجمعات في إطار حملة تشجيع التصويت بـ "نعم" في الاستفتاء حول صلاحيات أردوغان، ما أدى إلى رد عنيف من الرئيس التركي الذي اعتبر أن ذهنية النازية تسود في أوروبا.
م.أ.م/ ع ج (أ ف ب، د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.