برلين.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين
٣٠ مايو ٢٠٢٤
قالت شرطة برلين إن اشتباكات عنيفة اندلعت مجدداًمع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في شارع زونيناليه، واحتجزت الشرطة عددا من المتظاهرين، حيث ردد مشاركون شعارات معادية لإسرائيل. وجامعة برلين تصدر بيانا حول "أضرار" بالمؤسسة.
إعلان
اندلعت مجدداً اشتباكات عنيفة بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين، خلال مسيرة في العاصمة برلين. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، وقع شجار بالأيدي عندما عمدت قوات الأمن إلى تفريق المظاهرة في شارع "زونيناليه" مساء أمس الأربعاء. كما تم استخدام مدفع مياه كرادع. واحتجزت الشرطة عددا من المتظاهرين.
وقالت صحيفة تاغسشبيغل البرلينية إن الشرطة قامت بأغلاق المنطقة المحيطة بشارع "زونيناليه" كإجراء احترازي، إذ وقعت أعمال شغب متكررة خلال الاحتجاجات السابقة المناهضة لإسرائيل.
ولم تدل الشرطة من جانبها حتى صباح اليوم الخميس بأي بيانات عن أعمال عنف أو اعتقالات أو إصابات محتملة لأفرادها خلال المظاهرة. وقالت متحدثة باسم الشرطة مساء أمس إن المظاهرة كانت أكبر من المتوقع، حيث بلغ عدد المشاركين فيها حوالي 1400 شخص. ووفقا للشرطة، تم في الأساس تسجيل مشاركة حوالي 1000 شخص. لكن صحيفة تاغسشبيغل الألمانية نقلت عن مصادر في الشرطة أن عدد المشاركين بلغ نحو 4500 شخصاً.
وبدأت المسيرة الاحتجاجية في ميدان "أورانينبلاتس"، وتحركت نحو ميدان "هيرمانبلاتس". ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون "فلسطين حرة" و"إسرائيل قاتلة الأطفال".
وكانت مظاهرة أخرى مؤيدة للفلسطينيين في حي نويكولن ببرلين قد تصاعدت أيضا مساء أمس الأول الثلاثاء، حيث تم مهاجمة أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات في أحيان متفرقة. وقالت متحدثة باسم الشرطة إنه تم أيضا إشعال ألعاب نارية. ووفقا للشرطة، شارك في تلك المظاهرة حوالي 850 شخصا. وقالت الصحيفة البرلينية إن المشاركين رددوا خلال المسيرة الشعار المحظور في ألمانيا "من النهر إلى البحر" عدة مرات.
وفي النهاية فرقت قوات الأمن المظاهرة في نقطة التوقف الأخيرة بميدان "هيرمانبلاتس" في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء. ووفقا للشرطة، تم بدء إجراءات جنائية في 19 حالة بتهمة الاعتداء الجسدي على موظفين مكلفين بإنفاذ القانون ومقاومتهم، وأيضا باتهامات تتعلق بتكدير السلم العام، والتسبب في إصابات جسدية بالغة، والإضرار بالممتلكات، والقذف، واستخدام رموز "منظمات مخالفة للدستورية وإرهابية".
جامعة برلين تعلن عن "أضرار" بسبب اعتصام
وفي سياق آخر، أعلنت جامعة "هومبولت" في برلين أن معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة لا يزال متضررا بشدة من تداعيات اعتصام مؤيد للفلسطينيين جرى قبل أسبوع. وبحسب البيانات، فإن الجدران في جميع طوابق المعهد مغطاة بالكتابات، وفي بعض الممرات توجد طاولات ورفوف مقلوبة على الأرض. وكتب على الجدران عبارات مثل "غزة حرة" أو "ألمانيا، ألم تتعلمي شيئا من تاريخك؟". وسمحت الجامعة للمصورين بدخول المبنى أمس الأربعاء للمرة الأولى منذ الاعتصام.
وعلى جدران الدرج توجد بصمات أيدي حمراء. كما تم رسم المثلث المتجه رأسه إلى الأسفل، وهو رمز يستخدمه متعاطفون مع حماس، على نحو متكرر على الجدران. وقالت رئيسة الجامعة، يوليا فون بلومنتال، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "الكتابات على الجدران تعبر عن معاداة صادمة للسامية والاستهانة بالعنف. ندين هذا بأشد العبارات الممكنة".
وتعتزم الجامعة تقديم طلب بالمتابعة القضائية بسبب الأضرار التي لحقت بالممتلكات وتحرير بلاغ جنائي بتهمة استخدام رموز تابعة لمنظمة محظورة، مثل كتابات على الجدران تضمنت المثلث الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، ستقدم الجامعة - بحسب تصريحات فون بلومنتال - طلبا بالمتابعة القضائية بسبب تكدير السلم العام من قبل أشخاص لم يغادروا المعهد طوعا.
وقال المعهد في بيان إنه يدين بشدة "التخريب العنيف" واستخدام رموز معادية للسامية. وجاء في البيان: "معهدنا كان وسيظل مكانا للتبادل الديمقراطي التعددي. لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف بمعاداة السامية أو العنصرية أو غيرها من أشكال التمييز أو أي شكل من أشكال العنف في قاعاتنا وسنتصدى لذلك بكل حسم".
واحتل نشطاء مؤيدون للفلسطينيين قاعات الجامعة يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي احتجاجا على إسرائيل ودعما للفلسطينيين. وقد تسامحت إدارة الجامعة في البداية مع هذا الأمر واعتمدت على الحوار، وفي اليوم التالي أخلت الشرطة المبنى المحتل. وتسعى الجامعة لاستئناف الدراسة في المعهد في أسرع وقت ممكن، وتجرى أعمال التنظيف بالفعل. وقالت فون بلومنتال: "نأمل أن نتمكن من إعادة فتح المبنى في غضون أسابيع قليلة". ويتم التدريس حاليا عبر الإنترنت أو في مواقع أخرى في الجامعة.
ع.غ/ م.س/ ع.ج (د ب أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance