1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين "الفقيرة والساخنة" على موعد مع انتخابات مثيرة!

كاي ألكسندر شولتز/ خ.س١٧ سبتمبر ٢٠١٦

برلين على موعد غداً الأحد مع استحقاق انتخابات برلمان الولاية والمجالس البلدية. ويمتلك حوالي 2.5 مليون مواطن، من أصل حوالي 3.5 مليون برليني، حق الانتخاب. فمن سيحكم ولاية برلين خلال الأعوام الخمسة المقبلة؟

صورة من: DW/M. Fürstenau

عندما ينتاب البعض اليأس من برلين يطلقون عبارة": "إنها برلين" مع تنهيدة عميقة. يقولونها بلهجتهم المحلية، كما يقلدهم في ذلك القادمون الجدد إلى المدينة أو حتى السياح. أما مناسبات القول فكثيرة: تعطل وسائل النقل العامة عن العمل، ورشات البناء التي لا تنتهي وتربك حياة البشر، انتظار شهور للحصول على موعد لإتمام بعض الأمور الإدارية في مبنى البلدية، تسجيل سيارة في دائرة السير والمركبات. في مثل هذه اللحظات يدرك سكان برلين كيف أن الديناميكية السريعة للعاصمة إثقلت حمل المدينة إلى حد كبير.

اليوم يسيطر موضوعان رئيسيان على أحاديث ونقاشات الناس. أولهما هو مشروع بناء "مطار برلين براندنبرغ" BER، الذي تحول إلى بالوعة للملياردات. لا أحد يعرف متى سيتم افتتاح هذا المطار الجديد، الذي تحيط ببنائه الكثير من شبهات الفساد. الموضوع الأخر هو وضع الكثير من المدارس. في بعض أحياء العاصمة تغص رياض الأطفال بالأطفال ولا مكان فيها لأي طفل جديد. ما يزيد الطين بلة اليوم هو النقص في المدارس. ففي ظل هذا النقص يتوجب على بعض التلاميذ تلقي دروسهم في مدارس مبنية من حاويات مسبقة الصنع. ومباني بعض المدارس الأخرى قديمة وليست على ما يرام. وبذلك تسبب عملية التعليم، المكونة لشخصية الإنسان، لأطفال هذه المدارس صدمة ورض نفسي.

حاضرة عالمية من جديد..ولكن!

للإنصاف وللحقيقة في مثل هذا النقاش، لا بد من القول أن المدن الأخرى العالمية كميونخ وفرانكفورت وباريس ولندن، لا يمكن مقارنتها ببرلين. فلا مدينة من تلك المدن تحمل روحها ندبات وتئن تحت ثقل الجراح والتاريخ القاسي مثل برلين. ففي عشرينات القرن العشرين كانت برلين مدينة عالمية ثم دُمرت في الحرب العالمية الثانية، ثم قُسمت خلال حقبة الحرب الباردة وأضحت ساحة لتناطح القوى الكبرى. وبعد الوحدة تحولت برلين لـمخبر لتجارب إعادة الدمج بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.

اليوم وبعد حوالي ربع قرن على سقوط جدار برلين عادت برلين إلى مصاف المدن العالمية. فمنذ بداية الألفية الجديدة أخذ الناس من أوروبا ومن مختلف أنحاء الدنيا بالتوافد على برلين للعيش فيها. إذ ينمو عدد سكان المدينة سنوياً بمعدل 40 ألف قاطن جديد. تمثل هذه الزيادة عبئاً كبيراً على البنى التحتية، التي لم يتم الانتهاء، بشكل كامل، من إعادة تأهيلها بعد الوحدة.

كثيرة هي الأوصاف والنعوت التي تُطلق على برلين: عاصمة الدولة، قِبلة السياح، عاصمة الجنس والحفلات، مغناطيس الشركات الناشئة. يحمل كل ذلك الكثير من الفرص إلا أنه يفرض الكثير من الأعباء على كاهل السكان والدولة. فالضغط النفسي على السكان كبير ويسأل بعضهم ماذا أفعل أنا في ظل هذا المدينة الصاخبة والدائمة التغير.

بين ورشة البناء وورشة البناء ورشة بناء!

ما قاله عمدة برلين السابق، كلاوس فوفرايت، واصفاً برلين: "إنها فقيرة، غير أنها مثيرة" صحيح جزئياً. فالنمو الاقتصادي مقارنة بباقي ألمانيا جيد جداً، ونسبة العاطلين عن العمل حوالي 10 بالمائة، والعائدات الضريبية مرتفعة. غير أن برلين، مالياً، لا تستطيع الاستغناء عن إعانات باقي الولايات. وأيضاً هناك 60 مليار دولار ديون مستحقة على برلين لباقي الولايات ولم تسددها بعد.

رافعات البناء في برلين ترنو إلى الأفق البعيدصورة من: Imago/Seeliger

من يلقي نظره من سطح بناء عال على برلين من فوق، يرى رافعات البناء الكثيرة منتصبة ترنو برقبتها إلى الأفق. وهذا هو الحال منذ سنوات، ففي برلين تتواصل عمليات البناء والترميم. وأخذت الأبنية العالية بالتكاثر في الآونة الأخيرة، على غير العادة في برلين. وهناك خطط لبناء المزيد منها. كما تقوم حكومة ولاية برلين بدعم البناء في الأحياء الشعبية. ففي النهاية لا تريد الحكومة ترك المدينة للمستثمرين وحدهم. وقد أقترح عمدة برلين المنتمي ل"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" فرض ضريبة خاصة على المستثمرين، وذلك لمنع الارتفاع الجنوني في سعر العقارات في المدينة. فحلم العثور على منزل في برلين أصبح بعيداً عن متناول الكثيرين. العثور على بيت في برلين أصبح الشغب الشاغل للكثيرين. يقول البعض هنا أن برلين لديها الفرصة بألا تكرر أخطاء العواصم العالمية الأخرى وبالتالي تحافظ على نفسها كمدينة العيش فيها رخيص وممتع.

استطلاعات الرأي متضاربة

تقول استطلاعات الرأي أن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" يتقدم الصفوف وسيحصل على أكثر من 20 بالمائة. وسيحل حزب المستشارة ميركل، "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، على المركز الثاني. وبعدها تأتي باقي الأحزاب ك"حزب الخضر" وحزب "البديل من أجل ألمانيا".

كما في باقي الولايات، "حزب البديل من أجل ألمانيا" يخلط الأوراق في ولاية برلينصورة من: DW/E. Stasik

تسيطر القضايا المحلية في الولاية على الانتخابات وتحتل سلم الأولويات. فالبيت البرليني الداخلي بحاجة للكثير من العمل والجهد، وحجم استياء البرلينيين كبير، وكان هذا هو الحال على الدوام. فبحسب استطلاعات الرأي لن يفوز العمدة ميشائيل مولر بالانتخاب المباشر. ومعظم البرلينيون غير راضين عن حكومة ولايتهم، التي يقودها "الحزب الاشتراكي الديمقراطي". إذ كان يأمل الكثير من البرلينين بأن تحقق الحكومة الحالية من ائتلاف "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" و"الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المزيد من الإنجازات.

يرغب عمدة برلين، ميشائيل مولر والبالغ من العمر 51 عاماً، الاستمرار في منصبه. وقد صرح بأنه مع تشكيل حكومة ائتلافية من حزبه، "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" و"حزب الخضر". ولكن استطلاعات الرأي تقول أن الحزبين لن يتمكنا وحدهما من تشكيل الحكومة. ويعود السبب إلى ظهور "حزب البديل من أجل ألمانيا" وتغيره للمعادلات السياسية. وقد يكون ائتلاف ثلاثي من "حزب الخضر" و"حزب اليسار" و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" ممكناً لتشكيل الحكومة. غير كل ما سبق يبقى تكهنات، فقد يتقدم حزب المستشارة ميركل، "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، على "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"؟ فبحسب استطلاعات رأي أخرى أجريت في آب/أغسطس الماضي حصل الحزبان على نفس نسبة الأصوات. عندها من سيشكل الحكومة؟ أسئلة كثيرة ما تزال إجاباتها في ظهر الغيب، غير أننا سنعلم هذه الإجابات مساء يوم غد الأحد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW