برلين- أحدث جولة محادثات بين روسيا وأوكرانيا تنتهي دون تقدم
١١ فبراير ٢٠٢٢
انتهت أحدث جولة محادثات بين أوكرانيا وروسيا، والتي تجري في برلين بوساطة ألمانية فرنسية، بدون نتيجة ملموسة، لكن كييف أكدت اتفاق الجانبين على مواصلة المحادثات. في حين دعا الرئيس الأمريكي مواطنيه لمغادة أوكرانيا.
إعلان
قالت روسيا وأوكرانيا إنهما أخفقتا في تحقيق أي انفراجة بعد يوم من إجراء محادثات مع مسؤولين من فرنسا وألمانيا، في أحدث جولة من محادثات لإنهاء الصراع الأوكراني الدائر منذ ثماني سنوات في شرق أوكرانيا.
والتقى ممثلون من أوكرانيا وروسيا في برلين يوم الخميس (العاشر من شباط/فبراير 2022) في جولة ثانية ضمن إطار ما يسمى صيغة نورماندي، بوساطة مسؤولين فرنسيين وألمان. وبعد انتهاء الجولة بدون نتيجة ملموسة، اشتكت موسكو من فشل الوسطاء في الضغط على كييف.
وقال المفاوض الروسي دميتري كوزاك بعد تسع ساعات من المحادثات إن الوسطاء يدعمون خطة السلام لكن "مع الأسف" فإنهم "لا يضغطون" على الحكومة الأوكرانية للوفاء بالتزاماتها بمقتضى اتفاق مينسك، على حد تعبيره. وتابع كوزاك: "لم يكن من الممكن تجاوز الخلافات في الرأي"، مضيفاً أن الجانب الأوكراني فسر خطة السلام بشكل مختلف عن تفسير الجانب الروسي. وانتقد كوزاك الحكومة الأوكرانية مجدداً لرفضها الدخول في حوار مع القادة الانفصاليين في منطقتي لوهانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا، وقال إن تنفيذ اتفاقية مينسك شرط أساسي لحل الصراع دون عنف.
من جهته أكد المفاوض الأوكراني أندريه يرماك أن المحادثات لم تحقق تقدماً بشأن القضايا المتنازع عليها، لكنه قال إنه كان هناك وقف كامل لإطلاق النار لعدة أيام خلال الأسبوع الماضي، والذي وصفه بأنه "نتيجة قوية للغاية". وأكد يرماك أن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات، وأضاف: "آمل أن نلتقي مرة أخرى قريباً ونواصل هذه المفاوضات. الجميع عازمون على الوصول إلى نتيجة".
ويسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء من منطقتي لوهانسك ودونيتسك في أوكرانيا على طول الحدود الروسية لما يقرب من ثماني سنوات منذ بدء الصراع في عام 2014. ولا يزال الصراع محتدماً في المنطقتين رغم وقف إطلاق النار. ويرصد مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتهاكات متكررة، تصل في بعض الأحيان إلى مئات الحوادث اليومية. وتقول أوكرانيا إن قرابة 15 ألف قُتلوا منذ عام 2014. ووقع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنطقتين الانفصاليتين اتفاقاً من 13 نقطة في شباط/ فبراير 2015 في مينسك، أيده أيضاً زعماء فرنسا وألمانيا.
بايدن يدعو الأمريكيين لمغادرة أوكرانيا
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا يوم الخميس بمحاولة إعادة كتابة الاتفاق وانتقاء العناصر الأكثر فائدة لها فقط. وتقول أوكرانيا إنها ملتزمة بالاتفاق. وترفض كييف تأكيدات روسيا بأنها لا علاقة لها بالصراع، وتقول إن روسيا تنشر قوات داخل أوكرانيا تقاتل إلى جانب الانفصاليين. وتنفي روسيا التخطيط لغزو أوكرانيا لكنها تقول إنها تريد فرض "خطوط حمراء" لضمان عدم انضمام جارتها السوفيتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي وألا ينشر الحلف صواريخ أو ينشئ قواعد هناك.
من جهته دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فوراً. وقال في مقابلة مسجلة مسبقاً مع شبكة "إن بي سي نيوز" إنه يتوجب "على المواطنين الأمريكيين المغادرة. عليهم المغادرة الآن". وأضاف بايدن: "نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم"، في إشارة إلى الجيش الروسي، مشدداً على أن "هذا وضع مختلف جداً، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة". وكرر أنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى من أجل إجلاء أمريكيين في حال حصول غزو روسي للبلاد. وقال بايدن إن الأمر سيكون بمثابة "حرب عالمية عندما يبدأ الأمريكيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيراً" عما كان عليه سابقاً.
م.ع.ح/ع.ج (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.