أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في عدم صدور ردود فعل "مفرطة" من تركيا إثر اعتراف البرلمان الألماني بتعرض الأرمن للإبادة، في تصويت أثار غضب أنقرة.
إعلان
أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في عدم مبالغة أنقرة في رد الفعل إزاء قرار البرلمان الألماني "بوندستاغ" باعتبار ما حدث للأرمن زمن الإمبراطورية العثمانية "إبادة جماعية". وأعرب شتاينماير خلال زيارته الحالية للأرجنتين عن أمله في ألا تكون للقرار آثار بعيدة المدى على العلاقات بين ألمانيا وتركيا.
وقال شتاينماير اليوم الخميس (الثاني من يونيو/ حزيران 2016) إن قرار البوندستاغ "قرار مستقل"، وقد كان رد فعل تركيا عليه "متوقعا". وأضاف شتاينماير قائلا: "آمل في أن ننجح في التصرف في الأيام والأسابيع المقبلة بصورة لا تؤدي إلى مبالغات في ردود الأفعال".
وكانت تركيا قد استدعت سفيرها في برلين بسبب القرار الذي صدر بإجماع الأصوات تقريبا باعتبار المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان إبادة جماعية. واستدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالأعمال في السفارة الألمانية بأنقرة لمناقشة الموضوع.
ومن شأن هذا الملف أن يعقد العلاقات المتوترة مع أنقرة حول تنفيذ اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بخصوص اللاجئين. وتهدد أنقره، وهي شريك أساسي في هذا الملف، بعدم تنفيذ الاتفاق إذا لم تحصل على إعفاء مواطنيها من تأشيرة شنغن وفقا لشروطها.
هـ.د/ ي. ب ( أ ف ب، د ب )
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري