برلين تؤيد ملاحقة انقلابيي تركيا "في إطار القانون"
٨ أغسطس ٢٠١٦
أعلن وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية في أنقرة تأييد بلاده لملاحقة الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا ولكن في إطار احترام القانون الدولي، فيما عبرت أنقرة عن خيبة أملها في عدم حضور شتاينماير شخصيا إلى البلاد.
إعلان
قال ماركوس اديرير الاثنين (التاسع من آب/ أغسطس)، أول مسؤول ألماني بهذه المرتبة يزور تركيا بعد محاولة الانقلاب، متوجها إلى الصحافيين "إننا نؤيد معاقبة الانقلابيين في إطار دولة القانون". وأضاف "لو نجح هذا الانقلاب، لكانت كارثة على تركيا وألمانيا والمنطقة".
وبعد زيارة مقر البرلمان الذي قصفته طائرات عسكرية ليلة محاولة الانقلاب، شدد اديرير على أهمية إتمام التحقيقات بحق المشتبه بهم باحترام المعايير الأوروبية للقانون. وقال بحسب ما نقل عنه مترجم "من المهم أن تجري هذه التحقيقات بصورة تراعي معايير الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وأعرب المسؤول الألماني عن ارتياحه لحصوله على "تأكيد" من المسؤولين الأتراك الذين التقاهم بأنه سيتم الالتزام بهذه المعايير. وباشرت تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب حملة تطهير مكثفة شملت الجيش والقضاء والتعليم والصحافة، وطالت أكثر من عشرة آلاف شخص تعرضوا للتوقيف الاحترازي وللملاحقة القضائية.
كما جرى في سياق حملة التطهير صرف أكثر من خمسين ألف شخص من وظائفهم لاتهامهم بأنهم من أتباع الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن، خصم اردوغان المقيم في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة منذ 1999 والذي يتهمه النظام التركي بتدبير محاولة الانقلاب.
وأثارت حملة التطهير انتقادات واشنطن والعواصم الأوروبية ومنظمات حقوقية والصحافة، باعتبارها غير متناسبة. ويأتي هذا التوتر في وقت تشهد العلاقات بين برلين وأنقرة توترا بسبب سلسلة من الخلافات آخرها تصويت النواب الألمان في حزيران/يونيو على قرار يعتبر المجازر بحق الأرمن في ظل الحكم العثماني بمثابة "إبادة". كما استاءت تركيا من منع اردوغان من إلقاء كلمة عبر الفيديو خلال تظاهرة قام بها أتراك من مؤيديه في الأول من آب/أغسطس في كولونيا بغرب ألمانيا.
يشار إلى أن دوائر تركية عبرت عن ما أسمته "خيبة أملها" بسبب اكتفاء وزارة الخارجية الألمانية بإرسال وكيل وزارة فقط، فيما كانت أنقرة تنتظر زيارة من رئيس الدبلوماسية الألمانية شتاينماير شخصيا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في إسطنبول عن مسؤول حكومي قوله "كنا ننتظر زيارة شخصية سياسية رفيعة المستوى".
.ش/ح.ع.ح(ف.ب.أ)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."