1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين تبدي استعدادها للمشاركة في مهام "عسكرية إنسانية" في ليبيا

٨ أبريل ٢٠١١

بالرغم من امتناع ألمانيا عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الذي سمح بعمل عسكري لحماية المدنيين من نظام العقيد معمر القذافي، إلا أن برلين تفكر حاليا في مشاركة عسكرية ذات طابع إنساني وذلك في إطار أوروبي وبطلب أممي.

الجيش الألماني سبق وأن شارك في عملية نقل اللاجئين من حرب ليبياصورة من: AP

قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة ( 8 أبريل/ نيسان) إنه قد يتم إرسال جنود ألمان إلى ليبيا لحماية الجهود الإنسانية هناك رغم امتناع حكومة برلين عن المشاركة في التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا لشهر الماضي. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي إنه سيتم توفير قوات ألمانية للمشاركة في مهمة إنسانية للاتحاد الأوروبي. ومن جانبه اتهم الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض الحكومة بتغيير موقفها من الأزمة في ليبيا. وقال زايبرت رافضا هذه الانتقادات "قالت ألمانيا إنها لن تشارك في عمليات قتالية في ليبيا... ما نتحدث عنه الآن شيء مختلف تماما". وتعرضت حكومة ميركل للهجوم من داخل ألمانيا ومن حلفائها منذ انشقاقها على الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وانضمامها إلى الصين وروسيا والهند والبرازيل في الامتناع عن المشاركة في التصويت الذي اجري بالأمم المتحدة للسماح باستخدام القوة لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وحماية المدنيين.

وربما يبدأ الاتحاد الأوروبي عملية إنسانية مدعومة عسكريا بهدف تقديم إمدادات غذائية وخيام واحتياجات أخرى لمخيمات اللاجئين على الحدود التونسية والمصرية. وقال الاتحاد الأوروبي إن المهمة ستبدأ متى تطلب الأمم المتحدة ذلك.

فيسترفيله: سنرتقي إلى مستوى مسؤولياتنا

انتقادات لوزير الخارجية الألماني على خلفية الموقف من ليبياصورة من: dapd

وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قد في تصريحات صحفية حول الوضع الليبي إنه في حال "طلبت الأمم المتحدة من الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية أو طبية، أو حتى التعامل مع اللاجئين الذين فروا بسبب الحرب في ليبيا، فلن نتغاضى بالطبع عن هذا الطلب وسنرتقي إلى مستوى مسؤولياتنا". وحرص وزير الخارجية الألماني على القول إن هذا التصريح لا يعني تغييراً في الموقف الألماني إزاء الوضع في ليبيا، لكنه يعبر فقط عن الموقف المشترك الذي اتخذه وزراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الحادي والعشرين من مارس/ آذار الماضي.

المعارضة تنتقد

لكن أحزاب المعارضة لم تفوت الفرصة على وزير الخارجية، فقد تساءل، ميشائيل غروشك من الحزب الاشتراكي الديمقراطي على سبيل المثال، عن الأساس الذي سينبغي على البرلمان الألماني أن يناقش منح تفويض لمشاركة محتملة في مهمة في ليبيا، وما إذا كانت الأمم المتحدة قد طلبت بالفعل من الاتحاد الأوروبي مشاركة من هذا النوع. وخاطب غروشك فيسترفيله متسائلا"كيف يمكن حماية المدنيين دون قتال؟ كيف يمكن حمايتهم والإطاحة بنظام القذافي؟ ما الذي يعنيه تلميحك بأن الحكومة مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية، بالنظر إلى تصريحاتك بأنك لست مستعداً لإرسال جنود ألمان؟".

يتوقع أن يلقى قرار إشراك جنود ألمان في مهمة إنسانية أوروبية إلى ليبيا أغلبية أصوات البرلمانصورة من: AP

أما عضو البرلمان عن حزب الخضر المعارض آغنس مالتشاك فشبهت سياسة فيسترفيله تجاه ليبيا بـ"الخط المتعرج"، وقالت مخاطبة وزير خارجية بلادها: "ترفض في البداية المشاركة في عمل عسكري ليبيا، وتقول إنك لن تشارك في حظر الأسلحة وتقوم بسحب السفن الألمانية. من جهة أخرى تقول الآن 'نحن أيضا موجودون في ليبيا'. لدي شعور بأنك فقدت البوصلة التي توجه أفعالك، وأن قرار المشاركة في هذه العملية أو تلك تحدده برمي عملة في الهواء. لا يوجد لديك أية قاعدة قيَّمية أو سبب محدد أو حتى سياسة موحدة".

وعلى عكس الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين، رحب حزب اليسار بالامتناع الألماني عن التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا وبرفض برلين المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا، رغم أن الحزب كان يفضل التصويت ضد القرار. وينتقد رئيس كتلة حزب اليسار البرلمانية غريغور غيسي وزير الخارجية بالقول " والآن تريد أن ترسل إلى هناك جنود ألمان، وأيضا مسلحين. إن هذا حقيقة يشكل تناقضا في حد ذاته وأمراً غير مقبول. السلام قد يكون خياراً صعباً، لكنه أفضل بكثير من استخدام الحرب لفرض سياسة معينة".

من جهة أخرى حصل وزير الخارجية الألماني على تأييد غير محدود من شركائه في الحكومة من حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، وذلك على لسان البرلماني روديريش كيزيفيتر، الذي أكد أن "ما نريده هو تقديم مساعدات إنسانية، ولهذا نساند القرار الذي يقضي بتقديم قوات التدخل السريع التابعة للاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية".

المجلس الوطني الانتقالي الليبي يرحب

يذكر أنه في حال الموافقة على إرسال قوات التدخل السريع الأوروبية إلى ليبيا، فإن أولى مهامها ستكون تأمين الموانئ الليبية، بغرض تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين. وسيقوم الجنود أيضاً بالاعتناء بمن هجروا من منازلهم. وسيوفر الجيش الألماني أطباء عسكريين ومسعفون وأفراداً من الشرطة العسكرية، بالإضافة إلى وحدات استطلاعية في إطار الوحدات الأوروبية.

هذا ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين في بروكسل لمناقشة الإجراءات المزمع اتخاذها فيما يتعلق بالشأن الليبي. ويتوقع أن يبلغ الوزير فيسترفيله نظراءه عن وجود تأييد داخل برلمان بلاده ـ رغم انتقاد المعارضة – لمشاركة عسكرية ذات طابع إنساني في ليبيا. وتشير مواقف حزبي المعارضة ( الاشتراكي الديمقراطي والخضر) إلى أنهم سيوافقون على مثل هذه المهمة.

يشار إلى أن مسؤولاً في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا صرح لوكالة الأنباء الألمانية بأن المجلس يرحب بالمهمة المحتملة للجيش الألماني، مشيراً إلى أنه وبالرغم من النظرة العدائية إلى ألمانيا بسبب امتناعها عن التصويت لصالح القرار ألأممي، إلا أن المدن الليبية التي يسيطر عليها الثوار لم تشهد حتى الآن مظاهرات ضد برلين.

مارسيل فورستناو/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW