1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين تتخلى عن سياسة ضبط النفس مع أنقرة وترد اقتصاديا

٢٠ يوليو ٢٠١٧

أعلنت الخارجية الألمانية سلسلة إجراءات ضد أنقرة ردا على احتجاز ناشط حقوقي ألماني، في مؤشر على تصعيد بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وأكدت برلين أنه لم يعد يمكنها ضمان استثمارات الشركات الألمانية في تركيا.

Picture Teaser Deutsch Türkisches Verhältnis

تخلت ألمانيا عن سياسة ضبط النفس تجاه تركيا وتوعدتها بسلسلة تدابير اقتصادية تطال السياحة والاستثمار، مؤكدة أنها ستعيد النظر في مجمل سياساتها حيال أنقرة بسبب اعتقال ناشطين حقوقيين. والتدبير الأول الملموس هو تشديد تحذيرات وزارة الخارجية المتعلقة بالسفر إلى تركيا، التي تعتبر الوجهة المفضلة لدى السياح الألمان.

وقالت الوزارة إنها لم تعد قادرة على "ضمان سلامة مواطنيها" في ظل الاعتقالات الجماعية "الاعتباطية"، في خطوة يتوقع أن تؤثر سلبا على الاقتصاد التركي. واتهم وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، الذي قطع إجازته وعاد إلى برلين، أنقرة بإسكات "كل صوت منتقد" وارتكاب انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان رأى أنها "تبعد تركيا عن قيم أوروبا الجوهرية" وقيم الحلف الأطلسي و"لا يمكن أن تبقى من دون عواقب".

وبشأن إعادة النظر في السياسة الخارجية الألمانية تجاه أنقرة قالت المستشارة أنغيلا ميركل بأنه أمر "ضروري ولا بد منه"، واعتبر غابرييل أنه يشمل إعادة النظر في القروض والضمانات الحكومية الألمانية للاستثمار في تركيا أو الدعم المالي للصادرات.

أبرز الإجراءات الألمانية الجديدة ضد تركيا

01:04

This browser does not support the video element.

القطرة التي أفاضت الكأس

ويأتي القرار الألماني ردا على تمديد أنقرة حبس الناشط الحقوقي بيتر شتويتنر مع خمسة ناشطين بينهم مديرة منظمة العفو الدولية في تركيا إيديل ايسر بتهمة "ارتكاب جريمة باسم منظمة إرهابية بدون أن يكونوا منتمين إليها"، وبصورة أشمل في إطار خلافات مستمرة بين أنقرة وبرلين منذ سنة. وقال غابرييل إن هذه الاتهامات "غير مبررة" و"غير مقبولة".

و"المنظمة الإرهابية"، التي وردت في التهمة التي وجهها القضاء التركي للناشط الألماني تعبير يعني في أغلب الأحيان في نظر السلطات التركية أنصار الداعية فتح الله غولن المتهم بإعداد انقلاب فاشل في 15 تموز/يوليو 2016 والانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني.

وسرعان ما نددت تركيا بالإجراءات التي أعلنت عنها برلين. وقال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "توجيه رسالة (إلى الألمان) تقول إن التوجه إلى تركيا ليس آمنا ينطوي على انعدام المسؤولية السياسية بشكل كبير ونحن لا نقبله". وأضاف "بناء على حسابات انتخابية صغيرة (...) السعي للإساءة إلى العلاقات الاقتصادية، وإثارة شكوك في أذهان المستثمرين الألمان، هذا غير مقبول".

 وأكد كالين أن أنقرة حريصة على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع برلين، مذكرا بعلاقاتهما الاقتصادية الوثيقة. وقال "لطالما ارتبطنا بعلاقات جيدة مع ألمانيا ونحن نريد أن يكون الأمر على هذا المنوال. ولكن يجب أن يجري ذلك في إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. ألمانيا شريك تجاري مهم بالنسبة لنا".

إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية.صورة من: picture-alliance/AA/M. Ali Ozcan

العواقب المحتملة لإجراءات برلين

يمكن أن ينجم عن التحذير الذي وجهته برلين عواقب اقتصادية فورية. فالألمان يشكلون أكبر عدد من السياح إلى تركيا، قبل الروس. كما أن ألمانيا أحد أبرز شركائها التجاريين. وفي وقت سابق، وصفت وزارة الخارجية التركية تصريحات أدلى بها متحدثان ألمانيان بأنها "غير مقبولة" وتمثل "تدخلا مباشرا في عمل القضاء التركي يتجاوز الحدود"، غداة استدعاء برلين سفير تركيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر الأربعاء "بدا ضروريا أن تدرك الحكومة التركية فورا ومباشرة استياء حكومة ألمانيا وعدم تقبلها، وبالتالي فإن توقعاتنا واضحة جدا في ما يتعلق بحالة بيتر شتويتنر، وهذه المرة من دون مجاملات دبلوماسية". وحذر المتحدث باسم المستشارة ميركل، شتيفن زايبرت تركيا من أنه لا يمكنها أن تأمل في تحقيق أي تقدم في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي المجمدة حاليا.

توظيف أنقرة للمعتقلين كرهائن؟

وتحتجز تركيا تسعة ألمان أربعة منهم من أصل تركي أحدهم دينيز يوجيل مراسل صحيفة "دي فيلت" اليومية الألمانية، الذي يقبع في السجن الانفرادي منذ خمسة أشهر من دون تهمة. ويتهم سياسيون ووسائل الإعلام الألمانية أنقرة باستخدام الناشطين والصحافيين الألمان المسجونين "رهائن" لمبادلتهم مع أتراك لجأوا إلى ألمانيا بعد محاولة الانقلاب قبل سنة. ونقلت صحيفة "فرنكفورتر آلغيماينه تسايتونغ" عن مصدر لم تحدده أن تركيا "تريد على ما يبدو أن يتوافر لديها عدد كبير من السجناء الألمان حتى تتمكن من مبادلة هؤلاء الرهائن في مقابل مواطنين أتراك طلبوا اللجوء إلى ألمانيا".

من جهتها، كشفت صحيفة "دي فيلت" أن أردوغان اقترح "مبادلة" الصحافي يوجيل مقابل اثنين من جنرالات الجيش التركي طلبا اللجوء في ألمانيا. لكن وزير الخارجية قال إنه "لم يسمع بعرض رسمي للتبادل". وجددت الخارجية الألمانية في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تيوتر" مطالبتها بإطلاق سراح شتويتنر ويوجيل والآخرين.

 وتطرقت صحف أخرى إلى أن أنقرة تضع عراقيل أمام شركات ألمانية كبرى. ودون أن يشير غابرييل إلى هذه المزاعم، قال "لا يمكن أن تنصح أحداً بالاستثمار في بلد لا يوفر استقرارا من الناحية القانونية وحيث يمكن اتهام شركات بريئة تماما بأنها على صلة بالإرهاب".

انسداد أفق الانضمام للاتحاد الأوروبي؟

وهددت برلين أيضا بخفض الأموال الأوروبية التي تحصل عليها أنقرة في إطار مفاوضاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (4,45 مليارات يورو مقررة بين 2014 و2020). لكن هامش المناورة أمام برلين يبقى محدودا بسبب الاتفاق حول الهجرة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي. وقبل شهرين من الانتخابات التشريعية، لا يريد المسؤولون الألمان المجازفة بتدفق جديد للمهاجرين كما حصل عامي 2015 و2016. ويشكل مليونا لاجئ معظمهم سوريون في تركيا وسيلة ضغط قوية تستخدمها أنقرة.

وتمر العلاقات بين ألمانيا، حيث أكبر جالية تركية في الخارج (3 ملايين شخص) وتركيا، منذ سنة بفترة توتر ازداد في الأشهر الأخيرة عندما منعت ألمانيا تجمعات انتخابية لمسؤولين أتراك للترويج لتعزيز صلاحيات الرئاسة. لكن أردوغان اتهم الحكومة الألمانية بممارسات تعود إلى حقبة "النازية". ومنع النواب الألمان من زيارة قاعدتين عسكريتين في بلاده ينتشر فيهما جنود ألمان وهما قاعدتا قونية وأنجرليك. وهذا ما دفع ألمانيا إلى سحب قواتها من قاعدة أنجرليك.

ح.ز/ أ.ح (أ.ف.ب / د.ب.أ)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW