ألمانيا تتعهد بمواصلة تقديم المساعدة لضحايا الزلزال
٢١ فبراير ٢٠٢٣
خلال زيارة وزيرتي خارجية وداخلية ألمانيا لمنطقة الزلزال في جنوب شرق تركيا، تعهدت الوزيرتان بتقديم أفضل مساعدة عاجلة ممكنة ودعم مستمر لإعادة الإعمار، فيما بدأت ألمانيا في استصدار تأشيرات دخول للمتضررين إلى البلاد.
إعلان
تعهدت ألمانيا للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحدود التركية-السورية بأفضل مساعدة عاجلة ممكنة ودعم مستمر لإعادة الإعمار.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء (21 فبراير/شباط 2023)، خلال زيارة مشتركة مع وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر لمنطقة الزلزال في جنوب شرق تركيا: "تعاطفنا لا ينضب بالكلمات ولن يتضاءل عندما تزيح عناوين أخرى الكارثة وعواقبها من الأخبار."
وعلى خلفية الوضع في شمال سوريا، صرحت بيربوك لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الصادرة أول أمس الأحد إن الحكومة الألمانية تزيد مساعدتها للمنطقة بأكثر من 22 مليون يورو.
بدورها، أكدت فيزر "التضامن العميق" من قبل الحكومة الألمانية في ضوء عشرات الآلاف من الضحايا، وقالت: "الناجون الذين فقدوا كل شيء بحاجة لأماكن إقامة شتوية بسرعة". وذكرت فيزر أنه بعد أن جلب الجيش الألماني أكثر من 340 طنا من مواد الإغاثة إلى تركيا في 20 رحلة جوية، يقوم سلاح الجو مرة أخرى بنقل 13 طنا من مواد الإغاثة إلى تركيا اليوم الثلاثاء، وتشمل هذه 100 خيمة و 400 سرير مخيم وأكثر من 1000 كيس نوم.
وبعد أسبوعين من الزلزال، أرادت بيربوك وفيزر تكوين فكرة عن الوضع. وتم التخطيط لعقد اجتماع مع ممثلي منظمات إغاثية ومنظمات غير حكومية عاملة في تركيا وسوريا في مدينة غازي عنتاب.
وفي منطقة كهرمان مرعش الواقعة شمال غربي البلاد، والتي تضررت بشدة أيضا من الزلزال، تعتزم الوزيرتان التحدث إلى الضحايا والمساعدين في مدينة خيام.
"تخلوا عنا للمرة الثانية"
دعت منظمة "إغاثة جوعى العالم" الألمانية إلى تقديم المزيد من المساعدة للسوريين المتضررين. وقال الأمين العام للمنظمة، ماتياس موجه، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين: "خاصة في شمال غرب سوريا لا يزال الدعم المطلوب بشكل عاجل محدود للغاية".
وقال موجه إن فتح المزيد من المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا يمثل البداية، و"لكن يجب الآن توصيل إمدادات الإغاثة، مثل المياه والأدوية والأغذية والخيام بسرعة وبكميات كافية"، مضيفا أن عمال إغاثة في الموقع أفادوا بأن "المواطنين في مناطق الزلزال السورية يشعرون بتخلي المجتمع الدولي عنهم للمرة الثانية".
وذكر موجه أن منظمته تقدم مساعدات ضرورية للبقاء على قيد الحياة، مع شركاء محليين، لكن الحاجة لا تزال كبيرة، وقال: "سنحتاج إلى نفس طويل لمساعدة ضحايا الزلزال، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة ولكن أيضا في المرحلة الأولى من إعادة الإعمار".
ورحبت المنظمة بزيادة الحكومة الألمانية مساعداتها لضحايا الزلزال مرة أخرى، وبتفقد الوزيرتين الوضع في المنطقة. وقال موجه: "هذه أخبار جيدة لملايين المتضررين الذين فقدوا كل شيء".
تأشيرات دخول ألمانية للمتضررين
بعد نحو أسبوع من تسهيل إجراءات منح التأشيرات لضحايا الزلزال، أصدرت ألمانيا تصاريح دخول لنحو 20 شخصاً من تركيا حتى يوم الجمعة الماضي، وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الألمانية اليوم. وأوضحت الوزارة أن العمل يجري بشأن طلبات أخرى من متضررين للحصول على تأشيرات.
وتهدف الحكومة الألمانية من تسهيل إجراءات منح التأشيرات إلى دعم المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، وذلك بمنحهم إمكانية إقامة مؤقتة مع أقاربهم في ألمانيا.
وتم انتقاد المشروع جزئياً لأنه - على الرغم من الوعد بإجراء غير بيروقراطي - مطلوب جواز سفر ساري المفعول وصورة بيومترية، على سبيل المثال. وقال المنتقدون إنه في ضوء الدمار الذي لحق بالمناطق المتضررة، فإن الوثائق اللازمة لن تكون متوفرة في أغلب الأحيان.
ورفضت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الانتقادات، وقالت يوم الأربعاء الماضي في تصريحات لمحطة إذاعية ألمانية: "في هذه المرحلة لا يمكننا تقديم المزيد من التسهيلات"، موضحة في المقابل أنه سيُجرى تطبيق تحسينات إذا لزم الأمر، على سبيل المثال فيما يتعلق بموظفي مكاتب الهجرة.
ع.ح./ح.ز. (د ب ا)
تراجع فرص الناجين.. خراب زلزال سوريا وتركيا بعد انقشاع الغبار
يقترب زلزال تركيا وسوريا من إتمام أسبوعه الثاني. أرقام الضحايا مفزعة والخسائر المادية باهظة والمعاناة مضاعفة في شمال سوريا. فكيف يبدو الوضع مع اقتراب عمليات الإنقاذ من نهايتها؟
صورة من: Kyodo/picture alliance
آمال العثور على ناجين باتت نادرة
لا تجد فرق الإنقاذ، على مدار الأيام القليلة الماضية، إلا الكثير من جثت القتلى، وفي حالات قليلة جدا بعض الأحياء. في تركيا طوال يوم كامل، لم يعثر سوى على ناجيتين يوم الخميس (16 فبراير/ شباط)، بينما في الجانب السوري لم يتم العثور على ناجين منذ التاسع من الشهر. حاليا مرت أزيد من 260 ساعة على حدوث الزلزال، وهي مدة تجعل من شبه المستحيل العثور على ناجين جدد.
صورة من: Ugur Yildirim/AP/picture alliance
عدد الضحايا مفزع
تجاوز عدد القتلى في البلدين 43 ألفا. الحصيلة الأكبر كانت في تركيا بأزيد من 38 ألفا. لكن هناك مخاوف كذلك من أن ترتفع الحصيلة أكثر في سوريا التي تعاني تأخرا كبيرا في عمليات الإنقاذ. أرقام الجرحى بعشرات الآلاف، بينما لا يوجد رقم رسمي لعدد المفقودين في البلدين. أجلت السلطات التركية حوالي 150 ألفا من السكان في المنطقة، بينما تحوّلت أماكن عامة إلى مقابر عمومية لجمع الجثامين في انتظار التعرف على أصحابها.
صورة من: BULENT KILIC/AFP
ملايين بدون مأوى
سارعت الكثير من الدول لمد يد العون إلى تركيا وسوريا، لكن حجم الكارثة كان كبيرا إذ تشرد الملايين، وقدرت الأمم المتحدة عدد المتضريين بحوالي 23 مليونا وأن من صاروا بدون مأوى في البلدين يقدر عددهم بـ5,3 مليون. ويعاني البلدان من نقص كبير في الخيام المؤقتة، لكن حجم المأساة مضاعف في الشمال السوري، وفاقمتها الظروف المناخية الباردة، ولم تكف المدارس والمساجد والسيارات والشاحنات لإيواء المتضررين.
صورة من: Burcu Karakas/DW
الانقسام السياسي يزيد المعاناة
عانت عمليات إرسال المساعدات لسوريا، خصوصا مناطق الشمال الغربي من عراقيل ومشاكل كبيرة. دول كثيرة لا تعترف بنظام الأسد، لكن كذلك لا تعترف بسلطة المعارضة المسلحة، ما جعل إرسال المساعدات ممكنا فقط عبر المعابر الحدودية من تركيا، كما لم تصل جل المساعدات التي تسلمها النظام إلى مناطق المعارضة، عرقلت الخلافات بين الأكراد المسلحين والمعارضة المدعومة من تركيا انسياب المساعدات.
صورة من: BAKR ALKASEM/AFP
نظام يستغل الزلزال لصالحه!
تحت تأثير الضغط الدولي، سمح النظام السوري بفتح معبرين إضافيين لدعم الشمال الغربي بعدما كانت جلّ المساعدات تأتي من معبر واحد هو باب الهوى. حكومة الأسد كانت تتمسك في البداية بتوزيع المساعدات تحت إشرافها، خصوصا مع سيطرتها على المطارات وتنسيق عدة دول بشكل مباشر معها، كما لم تقرّر الحكومة إيصال المساعدات إلى مناطق المعارضة إلّا بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال.
صورة من: SANA/dpa/picture alliance
هناك من يستغل الزلزال للسرقة!
يجد البعض في الكوارث الطبيعية فرصة للنهب. السلطات التركية أوقفت حوالي 48 شخصا للاشتباه بأعمال نهب في مناطق الزلازل، وأصدرت أكثر من 113 مذكرة اعتقال. كما تحدث مراقبون عن وجود عمليات إطلاق نار واشتباكات بين مجموعات، ما دفع فرق إنقاذ أجنبية إلى تعليق عملياتها لدواعِ أمنية، ومنها بعثة الجيش النمساوي، وذلك الفرع الألماني لمنظمة I.S.A.R غير الحكومية.
صورة من: UMIT BEKTAS/REUTERS
الدعم الدولي كبير لكنه غير كافٍ
أرسلت عشرات الدول المساعدات وفرق الإنقاذ للشعبين التركي والسوري، سواء منها الدول العربية والغربية أو المنظمات غير الحكومية، لكن الحاجة كبيرة جدا وسط تباين واضح في الاستفادة منها بين تركيا وسوريا. الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكد أنه يحتاج إلى 702 مليون دولار لإغاثة المنكوبين، بينما ناشدت الأمم المتحدة الدول الأعضاء جمع حوالي 400 مليون دولار.
صورة من: Ahmed Saad/REUTERS
خسائر مادية باهظة
قدر اتحاد الشركات والأعمال التركي خسائر الزلزال بـ84 مليار دولار، من بينها 70,8 مليار دولار لترميم آلاف المنازل المتضررة، فضلا عن تضرّر الطرقات ونقاط التصنيع والقدرة الإنتاجية، ما سيكون له أثر على النمو الإجمالي. لكن في الجانب الآخر بين الزلزال وجود عيوب كبيرة في تشييد كثير من المباني، ما أدى إلى إيقاف 12 مقاولا في تركيا، وتأكيد وجود خطط لهدم حوالي 50 ألف مبنى.
صورة من: CLODAGH KILCOYNE/REUTERS
ما الحل لمواجهة الزلزال؟
أثار الزلزال أسئلة كثيرة حول قدرة البشر على مواجهة الزلازل، على الأقل التنبؤ بحدوثها بوقت كافٍ. الجدل قديم –جديد خصوصا مع تغريدة لخبير هولندي نبها فيها لوقوع زلزال في المنطقة. لكن العلماء يؤكدون أنه مستحيل حاليا توقع الزلازل بدقة قبل أيام أو أشهر من وقوعها. لكن البناء الآمن في المناطق التي توجد في بؤر الزلازل، وتطوير آليات الإنقاذ يمكن أن يساهما في تقليل أعداد الضحايا مستقبلا.