عادت الخارجية الألمانية وأكدت تمسك برلين باتفاق بريكست كحل وحيد لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي. وذهبت عدة عواصم أوروبية في نفس الاتجاه بعدما صوت البرلمان البريطاني على تعديل يطالب بتغيير اتفاق بريكست.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لمجموعة "فونكه" الإعلامية اليوم (الأربعاء 30 يناير/ كانون الثاني 2019) إن اتفاق بريكست هو "الحل الأفضل والوحيد" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن ألمانيا ومجموع دول الاتحاد تقف إلى جانب إيرلندا "لن نسمح بأن تكون إيرلندا معزولة في هذا الموضوع".
يذكر أن النوّاب البريطانيّون صوتوا الثلاثاء على تعديل يطلب تغيير اتّفاق بريكست الذي تمّ التفاوض في شأنه مع الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً تغيير بند يهدف إلى تجنّب العودة إلى حدود فعليّة بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، غير أنّ الاتحاد شدّد على أنّ اتفاق بريكست "غير قابل لإعادة التفاوض".
وقبل التصويت على التعديل الذي أيّده 317 نائباً بريطانياً مقابل 301 عارضوه، اعتبرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنّ هذا التعديل الذي طرحه المحافظ غراهام برادي سيمنحها "تفويضاً" للتفاوض مجدداً، وهو الأمر الذي لا تزال بروكسل ترفضه قبل شهرين من موعد بريكست.
وسارع متحدّث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى التحذير بأنّ اتّفاق بريكست الذي تمّ التوصّل إليه بعد مفاوضات بين بريطانيا والاتّحاد الأوروبّي "غير قابل لإعادة التفاوض".
مسائيةDW : نواب بريطانيا يصوتون على تعديل "اتفاق بركست".. ماذا بعد؟
23:15
وقال المتحدّث "نُواصل حضّ الحكومة البريطانيّة على توضيح نواياها، في أقرب وقتٍ ممكن، بالنسبة إلى الخطوات التالية التي تنوي اتّخاذها".
وأشار المتحدّث إلى أنّه في حال قدّمت بريطانيا "طلباً معقولاً" لإرجاء موعد دخول بريكست حيّز التنفيذ إلى ما بعد 29 آذار/ مارس ووافقت الدول الأعضاء على هذا الطلب بالإجماع، عندها يُمكن تأجيل موعد الاستحقاق.
ومن قبرص التي يزورها، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه إعادة فتح المفاوضات، معتبراً أنّ اتفاق الطّلاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني / نوفمبر هو "أفضل اتّفاق ممكن، ولا يُمكن إعادة التفاوض" في شأنه.
ودعا ماكرون الحكومة البريطانيّة إلى أن "تُحدّد سريعاً" لكبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي ميشال بارنييه "المراحل المقبلة التي تتيح تجنّب خروجٍ من دون اتّفاق، وهو الأمر الذي لا يتمنّاه أحد، ولكن علينا مع ذلك أن نستعدّ له جميعاً".
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Dolezal
8 صورة1 | 8
وكان النوّاب البريطانيّون رفضوا بأكثريّة كبيرة في الخامس عشر من كانون الثاني / يناير الحالي اتّفاق الانسحاب الذي تمّ التفاوض بشأنه على مدى أشهر بين تيريزا ماي والاتّحاد الأوروبي.
وبعد رفض البرلمان البريطاني الاتّفاق، لم تقترح تيريزا ماي خطةً بديلة، خلافاً لما كان يُطالب به النوّاب، كما لم تتمكّن من التوصّل إلى توافق على خطة عمل جديدة خلال مشاورات أجرتها مع المعارضة ومع نوّاب من أكثريتها المحافظة.
وافتتحت تيريزا ماي النقاش داعيةً النوّاب "الى توجيه الرسالة الأكثر وضوحاً، قدر الإمكان" إلى القادة الأوروبيين، ليشرحوا لهم ما يُريدونه، كما أعربت عن استعدادها للدخول في مفاوضات جديدة مع بروكسل. وتابعت ماي "أنا لا أتكلّم عن تبادل جديد للرسائل، بل عن تغيير كبير يكون ملزماً قانوناً لاتّفاق الانسحاب".