1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين تجدد عزمها "إصلاح" دولة الرفاه وسط صعود حزب البديل

علي المخلافي د ب أ
١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

جددت الحكومة الألمانية عزمها المضي بسياستها الخاصة بـ"إصلاح" دولة الرفاه الاجتماعي. فيما حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف في بعض فروعه مستوى قياسيا جديدا في تأييد الناخبين له في استطلاعات الرأي.

المستشار الالماني فريدريش ميرتس ونائب المستشار لارس كلينغبايل
المستشار الالماني فريدريش ميرتس من الحزب الديمقراطي المسيحي ونائب المستشار لارس كلينغبايل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أثناء جلسة البوندستاغ الألماني في تاريخ 18/ 09/ 2025 في برلين.صورة من: Christian Spicker/IMAGO

في إطار الجدل حول إصلاحات دولة الرفاه وتحفيز النمو الاقتصادي، أعلن نائب المستشار الألماني -زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبايل- عن خطوات حاسمة ينوي الائتلاف الحاكم المضي بها.

وقال كلينغبايل، الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية، في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية نشرت اليوم الجمعة (19 سبتمبر/أيلول 2025): "على هذه الحكومة المضي قدما بشجاعة، وهذا ما سنفعله. إرادة الإصلاح متوفرة لدينا"، موضحا أن قادة الأحزاب الحاكمة -الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي الديمقراطي- سيقترحون مسارات لتحقيق تقارب بين مختلف

الأطراف.

يشار إلى أنه على الرغم من تزايد الدعم للحزب اليميني الشعبوي المعارض "البديل من أجل ألمانيا" -المتطرف جزئيا- يتوقع 21% فقط من المشاركين في استطلاع حديث للقناة الألمانية الثانية "زد دي إف" أن تؤدي مشاركة هذا الحزب في حكومة ائتلافية على المستوى الاتحادي إلى سياسات أفضل. بينما يعتقد 60% أن ذلك سيؤدي إلى سياسات أسوأ، بينما يرى 16% أن مشاركة هذا الحزب في الحكومة لن تحدث فرقا يذكر.

إصلاح الإعانات الاجتماعية وضريبة الميراث

وأكد كلينغبايل نائب المسشار الألماني أن هدف الحكومة هو صياغة "مفهوم شامل وعادل"، مشيرا إلى أن الإصلاحات الهيكلية ستسهم أيضا في تقليص الفجوة البالغة 34 مليار يورو في ميزانية عام 2027 وبحسب كلينغبايل، فإن من بين القضايا المطروحة إجراء "تعديلات جوهرية" على الإعانات الاجتماعية المعروفة باسم "أموال المواطنين"، إلى جانب خفض الدعم. وأشار كلينغبايل إلى أن حزبه سيناقش أيضا إصلاح ضريبة الميراث، وقال: "لاحظت أن التحالف المسيحي يناقش ضريبة الميراث. أرى فرصة سانحة في هذا الشأن".

وتجدد الجدل حول ضريبة الميراث مؤخرا بعدما وصف ينس شبان، زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، التوزيع غير العادل للثروة في ألمانيا بأنه مشكلة. وفي الوقت نفسه، يثير الإصلاح المزمع لـ"أموال المواطن" خلافات داخل الائتلاف الحاكم منذ مطلع هذا الشهر. وكان المستشار وزعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتس، قد أكد مرارا أن دولة الرفاه الاجتماعي بشكلها الحالي لم تعد قابلة للاستمرار.

وشدد كلينغبايل على أن إعداد ميزانية عام 2027 سيتطلب مساهمة واسعة من المجتمع، مشيرا إلى أن المواطنين مستعدون لخوض هذا الطريق، شريطة أن يشارك الجميع، بمن فيهم الأثرياء، مؤكدا ضرورة أن تكون الإصلاحات الحكومية واضحة وملموسة، وقال: "من المهم أن يرى المواطنون أننا نخطو خطوة كبيرة إلى الأمام، وليس مجرد خليط من الإجراءات الفردية".

"خريف الإصلاحات" في ألمانيا

وفيما يتعلق بما يعرف بـ"خريف الإصلاحات"، أوضح كلينغبايل أن المطلوب هو "إصلاحات تمتد لأكثر من خريف واحد"، وقال: "لكنني أريد أن يحدث شيء حقيقي هذا العام".

وفي سياق متصل، أعلن وزير المالية عن خطط لإطلاق ما يسمى "صندوق ألمانيا" بالتعاون مع وزيرة الاقتصاد كاثرينا رايشه، بهدف جذب استثمارات دولية، مضيفا أنه من المنتظر أن تبدأ المرحلة الأولى هذا العام.

وأوضح الوزير أن الصندوق سيكون بمثابة منصة لرأس المال الخاص، على أن تساهم الحكومة الاتحادية بما لا يقل عن عشرة مليارات يورو فيه، وقال: "عبر حشد القطاع الخاص يمكننا رفع القيمة الإجمالية إلى نحو 100 مليار يورو"، مؤكدا أن هناك اهتماما كبيرا من المستثمرين الدوليين للاستثمار في ألمانيا، وقال: "إنهم يصطفون بالفعل".

الشعبويون يواصلون مناطحة المحافظين

حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي -المتطرف جزئيا- مستوى قياسيا جديدا في تأييد الناخبين له في استطلاعات الرأي. وتعادل الحزب لأول مرة في استطلاع شعبية الأحزاب الألمانية الخاص بالقناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف" مع التحالف المسيحي المحافظ المنتمي إليه المستشار فريدريش ميرتس.

وحصل "البديل الألماني" في الاستطلاع الذي أجراه معهد "فالن" لقياس مؤشرات الرأي على نسبة 26%، متقدما بنقطة مئوية واحدة مقارنة بالاستطلاع السابق الذي أجري قبل أسبوعين، بينما تراجعت شعبية التحالف المسيحي بمقدار نقطة مئوية واحدة ليحصل على نفس النسبة.

وبحسب الاستطلاع، ظل الحزب الاشتراكي الديمقراطي عند نسبة 15%، بينما تراجع الدعم لحزب الخضر على نحو طفيف إلى 10%. في المقابل، ارتفعت شعبية حزب "اليسار" إلى 11% بزيادة قدرها نقطة مئوية واحدة.

أما حزب "تحالف سارا فاغنكنشت" الشعبوي والحزب الليبرالي "الحر الديمقراطي" فحصل كل منهما على تأييد 3% من الذين شملهم الاستطلاع، فيما حصلت أحزاب أخرى مجتمعة على 6% دون تغيير.

البنية التحتية الألمانية المتهالكة

04:29

This browser does not support the video element.

ووفقا لنتائج هذا الاستطلاع، فإن من شأن حكومة المستشار فريدريش ميرتس، التي تضم التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن تفتقر للأغلبية البرلمانية حال إجراء انتخابات عامة الآن. وفي استطلاع آخر أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي، تفوق "البديل الألماني" على التحالف المسيحي، حيث حصل الأول على تأييد 27% من المشاركين، بزيادة قدرها نقطتين مئويتين مقارنة باستطلاع مماثل أجري في أغسطس/آب الماضي 2025. في المقابل تراجعت شعبية التحالف المسيحي بمقدار نقطة مئوية واحدة لتصل إلى 26%.

وفي استطلاعات أجرتها مؤسسات أخرى، كان حزب "البديل من أجل ألمانيا" مؤخرا على قدم المساواة مع التحالف المسيحي أو خلفه بفارق ضئيل. وتجدر الإشارة إلى أن التحالف المسيحي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرتس والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.

غالبية الألمان مع رفض المحافظين التعاون مع الشعبويين

ومن ناحية أخرى، أظهر استطلاع "زد دي إف" أن غالبية الألمان (63%) يرحبون برفض الحزب المسيحي الديمقراطي التعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا". وكانت نسبة مؤيدي القرار بين أنصار التحالف المسيحي 74%. في المقابل، أعرب 34% من الألمان عن رفضهم لهذا الموقف، فيما أجاب الباقون بـ"لا أعلم".

وعلى الرغم من تزايد الدعم لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي -المتطرف جزئيا- يتوقع 21% فقط من المشاركين أن تؤدي مشاركة الحزب في حكومة ائتلافية على المستوى الاتحادي إلى سياسات أفضل. بينما يعتقد 60% أن ذلك سيؤدي إلى سياسات أسوأ، بينما يرى 16% أن مشاركة الحزب في الحكومة لن تحدث فرقا يذكر. وشمل استطلاع "زد دي إف" 1419 ألمانيا خلال الفترة من 16 حتى 18 سبتمبر/أيلول الجاري 2025.

تحرير: خالد سلامة

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW