برلين تحتفظ بالقواعد المتبعة في معالجة طلبات اللجوء للسوريين
١٥ مايو ٢٠١٩
وزير الداخلية الألماني ينفي معلومات أوردتها تقارير إعلامية سابقة حول تعليق البت بقرارات طالبي اللجوء السوريين، مؤكدا أن أسس تقييم هذه الطلبات لن تتغير رغم التقييم المعدل للوضع الأمني في سوريا من قبل وزارة الخارجية.
إعلان
استبعدت وزارة الداخلية الألمانية أي تغيير في مبادئ تقييم طلبات اللجوء للسوريين في ألمانيا، مشيرة أن الوضع سيبقى على ما هو عليه الآن.
وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار : "لن نغير في الوقت الحاضر مبادئ الهيئة الحاكمة لنهج قرارات اللجوء حتى يتم التحقق من حدوث تطورات جديدة في سوريا... نتابع الوضع في سوريا، ونتصرف وفقا له حتى في سياسة اللجوء". وأكد الوزير أنه حتى ذلك الحين لا يوجد داعٍ لتغيير تقييم طلبات اللجوء".
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قد حدّث منتصف آذار/مارس الماضي من مبادئه الداخلية، وأعاد تقييم الوضع الأمني في سوريا. ولم يتم الإعلان عن هذا التقييم حتى الآن. وتخشى منظمات معنية بحقوق اللاجئين من أن يتم رفض طلبات لجوء سوريين في حال تمّ تبني تقدير يرى أن النزاع المسلح لم يعد مسيطرا على كافة المناطق في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء هيئة تابعة لوزارة الداخلية. وبالتالي على هذه الوزارة الموافقة على المبادئ المنظمة لنهج قرارات اللجوء.
السوريون في مقدمة لائحة طالبي اللجوء في ألمانيا
وقدمت الخارجية الألمانية في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني تقريرا جديدا عن تقييم الوضع في سوريا. ومن المفترض أن تعتمد السلطات الألمانية والمحاكم المحلية على هذا التقرير بخصوص التعديلات المتعلقة بالبت بقرارات اللجوء. ونص التقرير على أنه لا يوجد في سوريا "حماية شاملة وطويلة الأمد وموثوق بها للأشخاص المضطهدين". وبسبب الوضع غير الآمن، اتفق وزراء الداخلية على تمديد حظر الترحيل للسوريين حتى شهر يونيو/حزيران القادم.
ورغم توقف القتال في مناطق عدة في سوريا، إلا أنه ما زال الكثير من السوريين يبحثون عن الحماية في ألمانيا. ووفقا لإحصائيات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين ، بلغ عدد السوريين الذين طلبوا اللجوء في ألمانيا 13634 شخصا منذ شهر يناير/ كانون الثاني وحتى شهر أبريل/نيسان في هذا العام. علما أنهم ما زالوا يمثلون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا.
د.ص/ و.ب ( د ب أ، ب د أ)
ثلاثة لاجئين في برلين ـ قصص نجاح في صور
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.