برلين تدين الحركة الاحتجاجية "للسلام الأخضر" في ملعب ميونيخ
١٦ يونيو ٢٠٢١
كان يفترض إسقاط كرة مطاطية على ملعب ميونيخ احتجاجا على "فولكسفاغن" راعية كأس الأمم الأوروبية، لكن المحتج باسم "السلام الأخضر" ارتكب أخطاء فأصاب شخصين وأتلف معدات وألقي القبض عليه وأدانت برلين ما قام به محذرة من آثاره.
إعلان
أدانت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء (16 يونيو/ حزيران 2021) بشدة حركة الاحتجاج غير الناجحة لمنظمة غرينبيس (السلام الأخضر) في إستاد ميونيخ مساء أمس الثلاثاء قبل انطلاق مباراة المنتخبين الألماني والفرنسي في دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020).
وكان شخص هبط عبر مظلة إلى أرضية ملعب "أليانز أرينا" ما أدى إلى تأخير انطلاق المباراة لفترة وجيزة، في حركة احتجاجية نيابة عن منظمة غرينبيس. واستخدم الشخص باراموتور (الحزام وجزء الدفع الذي يستخدم في الطائرات الشراعية) واشتبكت المظلة خلال هبوطه بأسلاك كاميرات التصوير العلوية لتسقط بعض الأجزاء المحطمة وهو ما تسبب في إصابة شخصين يتواجدان حاليا في المستشفى.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عن هذه الحركة الاحتجاجية إنها كانت "عملا غير مسؤول وضع أناسا في خطر كبير، وشكرا للرب أن هذا العمل مر بسلام بعض الشيء، وهو ما كان مصدر ارتياح كبير".
زايبرت: قد تؤدي لخطر عام
وبالرغم من ذلك، طالب زايبرت المسؤولين عن هذه الحركة الاحتجاجية أن "يسألوا أنفسهم بشكل نقدي عن مغزى مثل هذه الأعمال التي تدور حول إحداث أقصى قدر من الضجة من أجل التأثير بأكبر قدر ممكن في الرأي العام"، محذرا من أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى خطر عام.
وفي الوقت نفسه، أكد زايبرت على أن إدانة ما فعلته المنظمة أمس ليس لها علاقة بمحتوى الاحتجاج وقال إنه يجب الحكم على هذا العمل الاحتجاجي "بشكل مستقل تماما عن غرضه".
إلقاء القبض على المحتج والشرطة تحقق
ومن جهتها بدأت شرطة مدينة ميونيخ الألمانية في تحقيقات بشأن هذه الحادثة. وتحقق الشرطة لحسم ما إذا كان الشخص قد ارتكب بذلك مخالفات جنائية، بما في ذلك مخالفة قانون الحركة الجوية. وذكرت الشرطة أن الشخص البالغ من العمر 38 عاما، والذي قام بهذا التصرف تم إلقاء القبض عليه بعد أن تسبب في إصابة شخصين.
وذكرت الشرطة في بيان: "شرطة ميونيخ تؤكد أنه من غير المفهوم إطلاقا القيام بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الأشخاص".
ما علاقة فولكسفاغن بالحادث؟
وتقدمت منظمة غرينبيس البيئية العالمية غير الحكومية، بالاعتذار مؤكدة أنه لم يكن من المفترض على هذا الشخص الهبوط على أرضية الملعب وإنما كان من المفترض إسقاط كرة مطاطية كبيرة على الملعب تعبيرا عن الاحتجاج ضد شركة "فولكسفاغن" الراعية للبطولة.
وقال متحدث باسم منظمة غرينبيس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بعدها إن شرطة ميونيخ كانت على علم بالاحتجاج المخطط له، لكن الشرطة لم تؤكد ذلك.
في المقابل قال ماركوس زودر رئيس وزراء ولاية بافاريا: "سيجرى التعامل مع الأمر بعناية، فهذا يشكل انتهاكا واضحا. وليس جرما بسيطا." ووصف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ذلك التصرف بأنه "طائش وخطير"، كما أدان الاتحاد الألماني للعبة تصرف المحتج.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
جماعة السلام الأخضر (غرينبيس): تاريخ غني بالصراع
تحتجز روسيا قيد الحبس الإحتياطي نشطاء سلام من منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) بسبب احتجاجهم بالقرب من منصة نفطية. وتكافح المنظمة منذ 42 سنة ضد تدمير البيئة. وغالبا ما تتعدى الحدود القانونية، لكنها أيضا تحقق نجاحات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نشطاء في الحبس الاحتياطي
يقبع عدد من نشطاء منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) في الحبس الإحتياطي في روسيا بسبب احتجاجهم قرب منصة للنفط الروسي في المحيط المتجمد الشمالي. وتتهم روسيا هؤلاء النشطاء وعشرين آخرين من المحتجين "بالقرصنة". وتكافح غرينبيس في أنحاء العالم ضد صناعة النفط منذ زمن بعيد وحققت نجاحات في كثير من الأحيان.
صورة من: Reuters
احتجاج تأثيره بعيد المدى
في 30 أبريل 1995 أعتلت مجموعه من حوالي 30 ناشطا من غرينبيس منصة التنقيب عن النفط "برنت سبار" في بحر الشمال.فقد كانت "شل" قد أخرجت هذه المحطة من الخدمة وتريد إغراقها في البحر، واستطاعت احتجاجات أنصار حماية البيئة منع ذلك. وفي عام 1998 اتفقت جميع البلدان المطلة على بحر الشمال على عدم التخلص من منصات النفط في البحر وإنما على الأرض فقط. لكن جذور منظمة السلام الأخضر تعود إلى النضال ضد الأنشطة النووية.
صورة من: picture-alliance/dpa
ولادة جماعة السلام الأخضر
عندما كانت الولايات المتحدة تريد في عام 1970 – 1971 إجراء تجارب نووية في جزيرة أمشيتكا قبالة ألاسكا تشكلت حركة احتجاج ضد هذه المسألة. وقد أطلق النشطاء على حركتهم "غرينبيس"، وحاولوا باستخدام سفينة أطلقوا عليها أيضا اسم "غرينبيس" الدخول في منطقة الاختبار. وباءت محاولتهم بالفشل، لكن الاسم بقي، حيث أصبحت غرينبيس منظمة حماية البيئية الأكثر شهرة في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
احتجاج ذو مخاطر في جنوب المحيط الهادي
في الماضي كثيرا ما كرر نشطاء السلام الأخضر المخاطرة بأرواحهم. فعندما قاموا باحتجاج على التجارب النووية الفرنسية في جزيرة موروروا- أتول قامت سفينة حربية فرنسية بالاصطدام بقاربهم "فيغا" في عام 1973 في جنوب المحيط الهادئ. ثم وصل الأمر إلى اشتباكات بالأيدي مع الجنود، لكن لم تكن عملياتهم الاحتجاجية تنتهي كل مرة بهذه النهاية البسيطة.
صورة من: Greenpeace/Ann-Marie Horne
قتيل وإغراق سفينة
وتواصلت أيضا في ثمانينيات القرن العشرين الاحتجاجات ضد التجارب النووية. وفي عام 1985 كان من المقرر أن تبحر سفينة "رينبو وارير" التابعة لمنظمة غرينبيس من نيوزيلندا تجاه موروروا- أتول. ولمنع ذلك قام عميل سري فرنسي بإغراق السفينة في ميناء أوكلاند..وغرق معها في 10 يوليو/ تموز 1985، المصور التابع لغرينبيس فرناندو بيريرا.
صورة من: AP
التخلي عن حملة مثيرة للجدل
خاضت غرينبيس منذ سبعينيات القرن العشرين معركة ضد ذبح صغار كلب البحر (روبن) بطريقة وحشية. وكانوا يدهنون الفراء للصيادين بالألوان ليصبح عديم الفائدة، لكن غرينبيس تنظر الآن لمطاردة الروبن بشكل مختلف. فالمنظمة تدعم الصيادين في غرينلاند في قتل الحيوانات البالغة الفردية من غير الأنواع المهددة بالانقراض. فالحظر الشامل للصيد هدد وجود صائدي كلب البحر.
صورة من: Greenpeace/Pierre Gleizes
نجاح مبهر ضد صيد الحيتان غير القانوني
من أكبر النجاحات التي حققتها منظمة غرينبيس هو وضع نهاية لصيد الحيتان لأغراض تجارية، الذي صدق عليه بحظر دولي في عام 1986. وواصلت المنظمة الاحتجاجات ضد دول مثل أيسلندا، والنرويج، واليابان، التي تتجاهل الحظر. وتتضمن الاحتجاجات أيضا عمليات ذات مخاطر مثلما هو الحال هنا أمام إحدى سفن صيد الحيتان اليابانية.
صورة من: Greenpeace/Kate Davison
محكمة تقر بمشروعية الاحتجاجات ضد الإضرار بالبيئة
في عام 2008 نجحت غرينبيس في تحقيق أنفراجة قانونية في المملكة المتحدة: فلأول مرة تقبل محكمة حماية المناخ باعتباره سببا مشروعا لتنظيم احتجاجات ضد المنشآت المسببة لتلوث البيئة. في هذه الحالة، خاضت غرينبيس معركة ضد محطة لتوليد الطاقة من الفحم في كيينغسنورث، وتمت تبرئة جميع الناشطين.
صورة من: Getty Images/Afp/Shaun Curry
أول احتلال لمدخنة مصنع في العالم
وفي ألمانيا أيضا دخلت غرينبيس التاريخ؛ فقد كان احتلال مدخنة في موقع شركة بورنغير للصناعات الكيماوية في هامبورغ في 25 يونيو/ حزيران 1981 هو الأول من نوعه في العالم. فقد كانت الشركة تنتج مبيدات للأعشاب الضارة والحشرات تحتوي على الديوكسين. وبعد هذا الاحتجاج تم تشديد شروط الانتاج في ألمانيا ألمانيا، وتحتم على المصنع إغلاق أبوابه.
صورة من: Greenpeace/Wolfgang Hain
احتجاجات ضد الاستخدامات النووية في ألمانيا
مكفاحة الطاقة النووية هو موضوع دائم بالنسبة للناشطين في مجال حماية البيئة. حيث يقومون مرارا وتكرار بالإشارة إلى مخاطر هذه التكنولوجيا، مثلما حدث هنا في عام 2009 في المحطة النووية بأونترفيسر القريبة من نوردنهام في ولاية ساكسونيا السفلى. وفي سياق التحول إلى الطاقة البديلة بعد كارثة فوكوشيما النووية تم إغلاق من محطة أونترفيسر في عام 2011.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفايات نووية - لا شكرا!
كما كررت غرينبيس احتجاجاتها ضد نقل النفايات النووية إلى غورليبن في ساكسونيا السفلى. وسواء تعلق الأمر بتغير المناخ أوالتحول في الطاقة أوالرفق بالحيوان فإن الناشطين في مجال البيئة في جميع أنحاء العالم لا يزال لديهم الكثير للقيام به، حسب ما قال المتحدث باسم منظمة السلام الأخضر ميشائيل هوبف. والنجاحات التي تحققت حتى الآن هي بالنسبة للأعضاء تأكيد ودافع للقيام بالمزيد من الفعاليات، حسب قوله.