على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس، رحبت ألمانيا بلغة الولايات المتحدة "الواضحة" بشأن روسيا. هذا فيما طالب رئيس حزب أنغيلا ميركل، بإعادة السيادة الأوكرانية على القرم وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لضم شبه الجزيرة.
إعلان
رحبت ألمانيا بلغة الولايات المتحدة "الواضحة" بشأن روسيا، وذلك على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس الخميس (18 آذار/ مارس 2021)، بعدما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"القاتل". وقال ماس "منذ تولت إدارة بايدن السلطة، كان واضحا من خلال المحادثات التي أجريناها مع مختلف الممثلين بأنه سيتم استخدام لغة واضحة في واشنطن حيال روسيا. وأثبت جو بايدن على وجه الخصوص ذلك".
وقال ماس "لاحظت أنه في الولايات المتحدة، الخطاب واضح جدا في ما يتعلّق بالأنشطة الروسية، على سبيل المثال في سوريا، وإنما أيضا حين يتعلّق الأمر بالتأثير في انتخابات بلد آخر"
وشدد ماس في مؤتمر صحفي في برلين الخميس: "ليس من وظيفتي التعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي، لكن المفروض وجوب وجود حوار وتفاهم مع روسيا، عندما نحتاج إليهما، لأن هناك تحديات عالمية كبيرة".
وهذا ينطبق، على سبيل المثال، على مجالات نزع السلاح وتغير المناخ، وأظهر بايدن على وجه الخصوص بالفعل استعداده للتعاون مع موسكو من خلال تمديد اتفاقية "ستارت" الجديدة (معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية) مع روسيا في أيامه الأولى في منصبه، يضيف وزير الخارجية الألماني.
وقد وصلت التوترات بين موسكو وواشنطن إلى مستوى جديد يوم أمس الأربعاء بعد أن أجاب بايدن بنعم خلال مقابلة حول ما إذا كان يعتقد أن بوتين "قاتل". ورداً على ذلك، أمرت روسيا سفيرها بالعودة من واشنطن. ووصف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين تصريحات بايدن اليوم الخميس بأنها "سيئة للغاية".
لاشيت يطالب بعودة القرم لأوكرانيا
وفي سياق العلاقة بين برلين وموسكو، طالب ارمين لاشيت، رئيس حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، بإعادة السيادة الأوكرانية على شبه جزيرة القرم وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لضمها إلى الاتحاد الروسي. وفي أعقاب لقائه مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال في دوسلدورف، قال رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا (عاصمتها دوسلدورف) اليوم الخميس إن تطور أوكرانيا تأثر على نحو كبير بضم القرم إلى الاتحاد الروسي وبالصراع في شرق أوكرانيا.
وأشار لاشيت إلى الحاجة أيضاً إلى التزام دائم بالهدنة في إقليم دونباس وإلى "ديناميكية جديدة في تنفيذ قرارات مجموعة دول نورماندي". وتضم هذه المجموعة إلى جانب روسيا وأوكرانيا كلا من ألمانيا وفرنسا.
وأضاف لاشيت أن أوروبا لها مصلحة كبيرة في أوكرانيا المستقرة والمتقدمة ديمقراطياً واقتصادياً "ونحن ندعمها في نهج الإصلاح الذي بدأته" لافتاً إلى أن هذا الأمر سيسهل الطريق أمام أوكرانيا نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي في الثامن عشر من آذار/مارس 2014، وما اعتبره الاتحاد الأوروبي مخالفاً للقانون الدولي.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.