برلين تستبعد إمكانية مفاوضات مع بوتين في المستقبل المنظور
١٦ يوليو ٢٠٢٣
استبعدت الحكومة الألمانية على لسان وزيرة خارجيتها أي إمكانية لمفاوضات مع روسيا بشأن أوكرانيا في المدى المنظور، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه كل من أوكرانيا وبولندا أن مقاتلين من مجموعة فاغنر وصلوا فعلا إلى بيلاروسيا.
إعلان
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مساء السبت (15 يوليو/ تموز 2023) إنها لا ترى أي أساس لإجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيافي المستقبل المنظور. وردت بيربوك في مقابلة مشتركة مع المجند بالجيش الأوكراني وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو مع صحيفتي بيلد وفيلت الألمانيتين، وموقع بوليتيكو الأمريكي، على سؤال عما إذا كان من الممكن التفاوض مع بوتين، قائلة "أتمنى أن نستطيع التفاوض. لكن في الوقت الحالي لا يتعلق الأمر بما تتمناه، ولكن في الوقت الحالي يتعلق الأمر بمواجهة الواقع".
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أنه في الفترة التي سبقت غزو بوتين لأوكرانيا، جرت محاولات على طاولة المفاوضات لمنع التصعيد. وأضافت بيربوك "وكان الرد على ذلك بدخول 100 ألف جندي (إلى أوكرانيا)".
وقالت وزيرة الخارجية إن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على استعادة سلامها. وأضافت "لن ينجح ذلك إلا إذا تم إيقاف هذه الحرب العدوانية الروسية الوحشية، وإذا غادر الجنود الروس أوكرانيا وتوقفت هذه الهجمات الليلية واليومية بالمسيرات والصواريخ والقنابل على أوكرانيا".
مقاتلين من فاغنر يصلون لبيلاروسيا
في سياق ذي صلة، قال مسؤولون أوكرانيون وبولنديون إن مقاتلين من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وصلوا إلى بيلتاروسيا قادمين من روسيا وذلك بعد يوم من إعلان مينسك أن المجموعة المرتزقة تتولى تدريب جنودها في معسكر جنوب شرقي العاصمة. وقال أندري ديمشينكو المتحدث باسم وكالة الحدود الأوكرانية في بيان نشر على تطبيق المراسلة تيليغرام "فاغنر في بيلاروسيا". وأضاف أنه تم رصد تحركات "مجموعات منفصلة" من روسيا في بيلاروسيا.
وقال مصدران مقربان من المقاتلين إن بعض مقاتلي فاغنر موجودون في بيلاروسيا منذ يوم الثلاثاء على الأقل. وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن تمرد فاغنر الذي سيطر خلاله المقاتلون على مقر عسكري كبير في جنوب روسيا ثم زحفوا إلى موسكو، كان من الممكن أن يدفع روسيا إلى حرب أهلية.
ولم يظهر رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في العلن منذ مغادرته مدينة روستوف في جنوب روسيا في وقت متأخر من يوم 24 يونيو/ حزيران على الرغم من تنقل طائرة خاصة مرتبطة به بين روسيا البيضاء وموسكو وسان بطرسبرغ. وقال نائب وزير منسق الخدمات الخاصة في بولندا ستانيسلاف زارين إن وارسو لديها تأكيدات أيضا بوجود مقاتلي فاغنر في روسيا البيضاء.
وأضاف على تويتر "قد يكون هناك عدة مئات منهم في الوقت الحالي". وكانت بولندا قالت أوائل الشهر الجاري إنها تعزز حدودها مع روسيا البيضاء لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ / رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.