1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Mythos Babel: Babylon zwischen Mythos und Wahrheit (Ausstellung in Berlin)

دويتشه فيله+وكالات(ه.ع.ا)٣٠ يونيو ٢٠٠٨

يقام حاليا في متحف بيرجامون الشهير في برلين معرض يسلط الضوء على حضارة بابل بشقيها المشرق والمؤلم. المعرض الذي يستمر حتى اكتوبر القادم، يضم مجموعة من أنفس الآثار البابلية، وعلى رأسها بوابة عشتار ومجموعة قوانين حمورابي.

بوابة عشتار رمز لما وصلت إليه الحضارة البابليةصورة من: AP

"ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بَنو آدمَ يَبنونَهما. فقالَ الرّبُّ: «ها هُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذي عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شيءٌ مِما يَنوونَ أنْ يعمَلوه! فلنَنزِلْ ونُبَلبِلْ هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لايفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ». فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِنْ هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلِّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. ولِهذا سُمِّيَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا." سفر التكوين - الإصحاح الحادي عشر.

برج بابل كما تخيله الفنان بوكاس فان فاكنبورشصورة من: presse

يرتبط ذكر مدينة بابل بأسطورة البرج الشهير الذي أراد البشر بناءه فيها لكي يصلوا إلى السماء تكبرا وخيلاءً فعاقبهم الرب على صنيعهم وبلبل ألسنتهم فعجزوا عن فهم بعضهم البعض. غير أن لبابل وجهاً آخر، فهي مهد حضارة بلاد ما بين النهرين، ومنها خرج اختراع الكتابة الأبجدية، ووضع ملكها حمورابي تشريعاته الشهيرة التي أصبحت نبراسا يهتدي به مشرعو القوانين حتى يومنا هذا. هذان الوجهان المتناقضان لبابل، وجه يعبر عن الأسطورة المؤلمة، ووجه يعبر عن الحضارة المشرقة، هما محور معرض "بابل بين الأسطورة والواقع" الذي تم افتتاحه في السادس والعشرين من شهر يونيو/حزيران الحالي في متحف برجامون الشهير في مدينة برلين.

بوابة عشتار رمز الحضارة البابلية

ينقسم المعرض إلى قسمين رئيسين أحدهما يعالج أسطورة بابل والآخر يعالج واقع حضارة بابل، ويضم أكثر من 800 قطعة أثرية وفنية. وجاء المعرض الأثري ثمرة إعداد مشترك بين متحف برجامون ومتحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن.

صورة من المعرضصورة من: AP

ولعل من أثمن القطعة المعروضة هي بوابة عشتار الشهيرة، وهي من مقتنيات متحف برجامون البرليني، ووصلت هناك على يد الأثري الألماني روبرت كولديفيه Robert Koldewey الذي كان ينقب عن الآثار في منطقة أطلال بابل في مطلع القرن العشرين. وإذا كان برج بابل هو رمز أسطورة المدينة وقدرها المؤلم، فإن بوابة عشتار تعد رمز حضارة المدينة، ودليل على التقدم الذي وصلت إليه. البوابة بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعها 12 مترا، وتزخر واجهتها ذات اللون الأزرق برسوم زاهية تجسد الأُسُود والتنانين والثيران. وكانت البوابة جزءا من الخندق المائي الذي كان يحيط بحدائق بابل المعلقة، أحد عجائب الدنيا السبع.

"باب الاله"

كلمة بابل باللغة الأكادية تعني "باب الإله"، ويُعتقد أن أطلال المدينة توجد بين نهري دجلة والفرات على مقربة من مدينة الحلّة في وسط العراق. ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير هيروديت أن المدينة كان لها وقع "قوي وفريد" على نفسه عندما زارها. وكانت الحدائق المعلقة من أشهر معالمها، حيث كانت تُدخل المرح والسرور إلى قلب الإنسان عند النظر إليها، وزرعت فيها جميع أنواع الأشجار والخضروات والفواكه والزهور، وهي تظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الأشجار الصيفية والشتوية فيها، كما وزعت في جميع أنواع الحديقة التماثيل بأحجامها المختلفة.

ويضم المعرض نسخة من قوانين الملك حمورابي أشهر ملوك بابل، والنسخة الأصلية من القوانين مكتوبة على حجر الديوريت الأسود ومحفوظة في متحف اللوفر بباريس. وتعتبر هذه القوانين أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين بل والعالم. ويذكر موقع ويكيبديا أن مسلة حمورابي تحتوي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة. وفيها تنظيما لكل مجالات الحياة وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الأفراد وحقوقهم في المجتمع، كل حسب وظيفته ومسؤوليته.

وجهان لمدينة واحدة

احدى زائرات المعرض تمر بجوار إحدى قطع المعرضصورة من: AP

وبالرغم من كل الانجازات الحضارية التي قدمتها بابل، تظل المدينة معروفة كرمز للقدر المفجع. فبعد أن كانت مركز الحضارة، والمدينة التي عاش فيها البشر من مختلف المشارب في سلام، وهم يتحدثون لغة واحدة، حلت عليها اللعنة وتبلبلت ألسنة أهلها. وأصبح مصطلح نظام بابل أو Babylon System متداولا بكثرة هذه الأيام. ويشير المصطلح الذي ولد أثناء فترة السبي البابلي لليهود إلى عالم الشر. ويستخدم حاليا في سياق الحديث خاصة عن الأشرار في عالم السياسة. فأسطورة بابل لا تقتصر فقط على العقاب السماوي لبني البشر بسبب شططهم، وإنما تمثل المدينة أيضا رمزا للاستعباد والقهر عند اليهود. فمن المعروف أن الملك البابلي نبوخذ نصر استولى على القدس في القرن الخامس قبل الميلاد وسبى الآلاف من اليهود وأجبرهم على العمل في مملكته.

معرض "بابل بين الأسطورة والواقع" يقدم صورة واضحة عن الحضارة البابلية ويتتبع الأسطورة البابلية في تجلياتها الفنية. يستمر المعرض حتى الخامس من اكتوبر/تشرين أول لهذا العام، وينصح بمشاهدته لمن يزور برلين حتى هذا الوقت.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW