تجمع العديد من سكان العاصمة الألمانية برلين أمس الأربعاء (29 أكتوبر/تشرين أول) لإلقاء نظرة الوداع على مطار تمبلهوف الذي سيغلق أبوابه بعد أن شهد مجموعة من الأحداث السياسية المهمة على مستوى العالم. وتجول الزوار للمرة الأخيرة داخل الصالة الرئيسية للمطار والتقطوا الصور التذكارية.

ولن يسمح اليوم سوى للعاملين والمسافرين بدخول المطار الذي يشهد مساء اليوم إقلاع أخر الرحلات منه قبل إغلاقه. ويستعد المطار لاحتفال كبير يحضره أكثر من 800 ضيف اليوم بمناسبة إغلاق المطار التاريخي الذي لعب دورا مهما في عمليات الإغاثة الجوية خلال الحرب الباردة.

مطار يدخل ذاكرة التاريخ الألماني

فحينما حاصر ستالين برلين الغربية وقطع كل الطرق البرية أقام الحلفاء في 25 حزيران/يونيو 1948 جسرا جويا غير مسبوق لكسر الحصار وتزويد ما يربو عن خمسة ملايين برلينيا بالمؤن. واعتبرت هذه العمليات هي الأكبر من نوعها في التاريخ وشاركت فيها آنذاك حوالي 500 طائرة. ويذهب بعض المؤرخين في حديثهم عن البعد التاريخي لهذا المطار إلى حد اعتبار أن الجسر الجوي الذي انطلق من وإلى مطار تيمبلهوف ساهم في إرساء المصالحة بين الشعبية الأماني والأمريكي في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى ذلك يعد المطار أحد أهم رموز مدينة برلين وواحد من أقدم المطارات في العالم. تم افتتاحه عام 1923 وتم توسيعه في الثلاثينات.

فشل التصويت لمنع إغلاق المطار

وبعد إغلاق مطار تمبلهوف الذي بني قبل 85 عاما، تعتزم الحكومة الألمانية إغلاق مطار آخر بغرب برلين، وهو مطار تيجيل وذلك عام 2011 في إطار اتفاقية لبناء مطار جديد للمدينة بتكلفة ثلاثة مليارات يورو. وصاحب قرار إغلاق مطار تمبلهوف جدلا كبيرا صاحبته أجواء مشحونة بالعواطف في أوساط ساكنة العاصمة الألمانية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لإبقاء على مطار المدينة التاريخي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن سكان برلين شاركوا في استفتاء لتحديد مصير المطار ولكنهم فشلوا في الوصول إلى النسبة المطلوبة للإبقاء على أول مطار بالعالم طبق نظام الرحلات التجارية المنتظمة.