شهدت العاصمة الألمانية برلين مؤخرا "أسبوع الموضة" الذي نظمته شركة مرسيدس بينز الألمانية للسيارات وشارك فيه مصممون من مختلف بيوت الأزياء الألمانية المعروفة كما حضره مشاهير الكثير من المهتمين والمتابعين لعالم الموضة والأزياء.

المعرض الذي انتهى يوم الأحد الماضي قدم عرضاً للأزياء الألمانية المحلية كالجوب والفامب ديفا واللالا برلين، وخصصت ليلة السبت الماضي للمصممين الألمان الهواة للتنافس على جائزة "كارشتادت" للجيل الجديد. و باستثناء المجموعة الفائزة للمصمم مارسيل اوسترتاج، والتي تميزت ببساطة التصاميم المرشوشة بالورود والانحناءات وحيادية الألوان، فان مؤشرات هذه المسابقة دلت على أن التصاميم حملت صفة الاختلاط، والتمرد وخاصة من خلال مجموعة بلوتغشويستر المعتمدة على نمط أزياء الستينات كالملابس القصيرة والجريئة والفاقعة الألوان.

من جانبهم أكد مصممو بلوتغشويستر من خلال تصاميمهم أنهم أرادوا المحافظة على الحرية والفردية والكونية، و يبدو أنها تماشي أزياء مصممين آخرين مثل أزياء مجموعة "باسو و بروك ليك وايز" الانجلو/ ألمانية، والتي تميزت بألوان ذكية ذات أنماط غير متطابقة وملحقات من الإكسسوارات.

الألمان يميلون للأزياء العملية

لكن في الحقيقة فان التصاميم التي ضمها المعرض ليست انعكاسا حقيقياً لطبيعة الموضة في ألمانيا، فعلى سبيل المثال جاء في مدونة "الموضة في برلين" (Stil in Berlin) أن الألمان يفضلون الزيّ الفريد والعملي الذي يدوم فترة طويلة. ومن خلال صور نشرت في المدونة كانت قد التقطت في مقاطعة ميتي المعروفة باهتمامها بالأزياء وجد أن الألبسة التي يرتديها الناس هناك أقرب إلى ملابس السترة الواقعية، والكنزات كانت في أغلبها مسطرة بالمربعات والنجوم، أما البناطيل الرياضية فكانت الأكثر رواجاً هناك.

الجدل حول قدرة برلين على منافسة باريس

"أولاف جوتنز" النائب السابق في شركة مرسيدس بنز للسيارات قال لوكالة الأنباء الألمانية :"هنا في برلين دون أي مدينة ألمانية أخرى يوجد في الأزياء إبداع وديناميكية". ولكن المصممة كارولين نيبرت صاحبة العلامة التجارية للأزياء كولونيا" كافا كافا " دافعت عن فكرة اعتماد برلين كمقياس للموضة في ألمانيا .حيث قالت إن برلين لها أسلوب مختلف عن بقية المدن، فهي ـ من وجهة نظرها ـ خاضعة للتجريب أكثر، ومع ذلك فيمكن القول أن "الموضة هنا منزّهة عن الخطأ".

وتساءلت نيبرت قائلة إذا كانت برلين، التي يوجد بها تسع مدارس تصميم وأفضل أساتذة الأزياء و المصممين، لا تمثل الموضة الألمانية فمن يمثلها؟ وتكمل نيبرت في نفس السياق:" لكي تُفهم الموضة الألمانية عليك أن تفهم البلد جيداً، وحين تتعلم اللغة والتاريخ ستجد أننا لسنا خفيفون كالزهرة، نحن نحب الأشياء الواضحة والدقيقة فنحن أقرب للاسكندينافيين منا -مع كل الاحترام- للفرنسيين".

ومع ذلك فلا يمكن إغفال حقيقة تربع فرنسا على قائمة الدول التي تستهوي مصممي العالم، وعلى الرغم من انعقاد أسبوع برلين للموضة إلا أن المصمم الألماني كارل لاجرفيلد فضّل عرض أزيائه في باريس. وحول هذه المفارقة تقول نيبرت:" كارل لاجيرفيلد فرنسي أكثر منه ألماني، ولكني أستطيع الجزم أن أزياء هوجو بوس تمثل ألمانيا بصورة كبيرة من حيث النقاء في الشكل والخطوط الطولية".

"الموضة الألمانية سواء أكانت محافظة أم متحررة، هي مختلفة عن بقية العالم، ولا يجب أن نتجاهلها فهي الطريقة المثلى لجعل المرأة سعيدة" ختمت خبيرة الأزياء الألمانية حديثها.