تعتزم الحكومة الألمانية تشكيل "وحدة مهام سورية" تختص بكل جوانب الأزمة السورية، وذلك بسبب التطورات المأساوية في هذا البلد. وأعلنت الخارجية الألمانية اليوم الجمعة (الثالث من آب/ أغسطس 2012) أن "وحدة مهام سورية" ستقوم بدمج المهام التي تختص بها وزارات مختلفة فيما يتعلق بالشأن السوري. ومن المقرر أن يتولى إدارة هذه الوحدة مفوض الخارجية الألمانية لشئون الشرق الأوسط ، بوريس روغه.

وتشمل مهام الوحدة الجديدة أيضا الاستعداد لفترة ما بعد سقوط محتمل للرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا المجال كشفت تقارير عن قيام ألمانيا بتقديم مساعدات للمعارضة السورية وللمنظمات الحقوقية في البلاد كي تكون جاهزة لمرحلة ما بعد الأسد. يشار إلى أن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله طالب المعارضة المنقسمة في سورية بتوحيد صفوفها.

من جانبه ذكر وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ أن بلاده ستزيد دعمها "غير القتالي" لقوات المعارضة في سورية في أعقاب فشل خطة المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان. وقال هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إن استقالة عنان "لحظة كئيبة" في جهود إنهاء حمام الدم في سورية. وأضاف هيغ "بالنظر إلى حجم الوفيات والمعاناة والفشل حتى الآن في العملية الدبلوماسية، سنزيد خلال الأسابيع المقبلة دعمنا العملي لكن غير القتالي". وتابع أن هذا الدعم "لن يشمل ذلك إرسال أسلحة"، مؤكدا أن بلاده سبق لها وساعدت المعارضة بـ "وسائل الاتصالات ومواد من ذلك النوع".

سفن حربية روسية في طريقها إلى سوريا

وقد دعت روسيا اليوم الجمعة الى ايجاد خلف لمبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، "بسرعة". واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان انه "ينبغي ايجاد خلف مؤهل لكوفي عنان سريعا".

وفي غضون ذلك من المتوقع أن تصل سفن حربية روسية في الأيام القليلة المقبلة إلى مرفأ طرطوس بسوريا، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط، كما أفادت اليوم مصادر في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن هذه المصادر أن السفن التي تجري مناورات في البحر المتوسط، سترسو في المرفأ السوري نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل للتزود بالماء والغذاء. ولم تحدد المصادر الروسية الهدف من هذه المهمة لكن روسيا كانت قد ذكرت من قبل أنها بصدد إرسال عناصر من مشاة البحرية إلى سوريا إذا اقتضى الأمر لحماية أفرادها العسكريين ونقل معدات من منشأة الصيانة البحرية. ويقول محللون إن لدى روسيا منشأة صغيرة للصيانة والاصلاح في ميناء طرطوس بها أقل من 100 فرد.

وفي ظل تكتم موسكو على الأسباب الحقيقية وراء توجه سفنها إلى طرطوس، رأى خبراء عسكريون روس، أنها قد تكون لإجلاء الرعايا الروس من سوريا، لاسيما في ظل التطورات المتسارعة ميدانيا. حيث عاودت القوات النظامية قصفها لعدة أحياء في دمشق وحلب. فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 21 شخصا قتلوا وأصيب آخرون في قصف مدفعي على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة دمشق. يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

(أ ح/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي