برلين تصف إعادة انتخابات اسطنبول بالقرار "غير المفهوم"
٧ مايو ٢٠١٩
اعتبرت برلين قرار اللجنة العليا للانتخابات في تركيا بإعادة انتخابات اسطنبول بعد شكاوى من حزب الرئيس أردوغان قرارا "غير مفهوم، فيما اعتبره زعيم المعارضة الفائز في انتخابات 31 مارس/ آذار أكرم إمام أوغلو "خيانة".
إعلان
أوروبيا، أثار القرار المثير للجدل المتعلق بإعادة إجراء انتخابات بلدية اسطنبول الكثير من التساؤلات بعد شكاوى من "مخالفات" اإذ قال الاتحاد الأوروبي الإثنين إن تبرير "القرار الذي تترب عليه آثار مهمة" والذي اتخذته هيئة الانتخابات "يجب أن يكون متاحا أمام تدقيق الشعب من دون تأخير". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن "ضمان عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة ضروري لأي ديموقراطية وهو في صميم علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا".
أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد انتقد اليوم (الثلاثاء السابع من مايو/ أيار 2019) قرار إعادة إجراء انتخابات اسطنبول بوصفه "غير شفاف وغير مفهوم بالنسبة لنا". وقال ماس في تصريحات "إرادة الناخبين الأتراك هي فقط من يقرر من يتولى رئاسة بلدية اسطنبول".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد رحب اليوم الثلاثاء بقرار اللجنة وقال خلال اجتماع لأعضاء حزبه في البرلمان "نرى هذا القرار أفضل خطوة من شأنها تعزيز إرادتنا لحل المشكلات ضمن إطار الديموقراطية والقانون".
وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد قررت إعادة إجراء الانتخابات البلدية بعد طعن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم بالنتيجة وتنديده بـ"مخالفات" وبما وصفها "جريمة منظمة" في تلك الانتخابات.
وخسارة اسطنبول، عصب الاقتصاد في الدولة وأكبر مدنها، شكلت لحزب العدالة والتنمية ولأردوغان تحديدا نكسة كبيرة بعد أن حكم وأسلافه المدينة طيلة 25 عاما.
أما أكرم إمام أوغلو زعيم المعارضة والفائز ببلدية اسطنبول في الانتخابات البلدية افي 31 من مارس/ آذار بفارق ضئيل (14 ألف صوتا)، استشاط غضبا بعد إعلان قرار اللجنة، ووصف الخطوة بـ"الخيانة"، لكنه أيضا وعد في خطابه بعدم الاستسلام.
والتقى إمام أوغلو اليوم الثلاثاء بزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو وسيلتقي في وقت لاحق بزعيم حزب "الجيد" ميرال اكشينار، وفق حزب الشعب الجمهوري.
وقال أمام الالاف من أنصاره في منطقة بيليكدوزو بضواحي اسطنبول حيث كان رئيس بلدية "ربما تشعرون بالاستياء لكن لا تفقدوا الأمل".
تعكس خسارة الحزب الحاكم رئاسة بلدية اسطنبول وهزيمة مدوية أخرى في أنقرة، قلقا واسعا بشأن الضائقة الاقتصادية.
وقال المرشح المهزوم رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم الحليف القوي لإردوغان، إنه يأمل في أن تكون إعادة إجراء الانتخابات "مفيدة لمدينتنا".
تركيا.. "الانتقال الكبير" نحو مطار إسطنبول العملاق
شهدت مدينة إسطنبول التركية عملية انتقال ضخمة من مطار أتاتورك إلى مطار المدينة الجديد، على مدار يومين نُقلت أكثر من 280 طائرة وأكثر من 47300 طن من المعدات بمشاركة آلاف العاملين.
صورة من: IGA
حلقة وصل مهمة
بات لمدينة إسطنبول التركية الآن مطار ثالث، إذ لم يكن بالإمكان توسيع مطار أتاتورك الدولي المكتظ الذي كان الأكبر حتى افتتاح المطار الجديد والأكثر أهمية وذلك بسبب موقعه في المدينة. لهذا السبب تم بناء المطار الجديد على منطقة "الحقل الأخضر" على مشارف المدينة. ويُتوقع أن يصبح حلقة وصل محورية لحركة الطيران بين أوروبا وآسيا.
صورة من: IGA
افتتاح تدريجي
ومن أجل هذا "الانتقال الكبير " تم تعليق حركة الملاحة الجوية في المطارين لمدة 12 ساعة من الساعة الثانية صباح أمس السبت، كما أُغلقت ثلاثة طرق سريعة رئيسية أمام حركة المرور. في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، افتتح الرئيس التركي أردوغان بشكل رسمي مطار إسطنبول. وستدخل منشآت المطار الضخم بشكل تدريجي على عدة مراحل، ليكون الأكبر في العالم عند اكتمال جميع مراحله في الفترة القادمة.
صورة من: Reuters/Handout Presidential Press Office/K. Ozer
آخر طائرة
خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع انتقلت الخطوط الجوية التركية إلى مركزها الجديد. وبدأت هذه الخطوة ليلة الجمعة الساعة الثالثة صباحاً، وغادرت آخر طائرة ركاب مطار أتاتورك في إسطنبول السبت، في حين نقلت قوافل شاحنات آلاف الأطنان من المعدات عبر المدينة إلى المطار الجديد العملاق الذي تعتزم تركيا جعله الأكبر في العالم.
صورة من: DW/B. Güven
مهمة عملاقة
وتم نقل حوالي 47300 طن من المعدات الثقيلة، بما في ذلك مركبات سحب الطائرات، التي يبلغ وزن كل منها 44 طناً. وفقاً للخطوط الجوية التركية، فإن حجم المعدات الكلي يصل إلى حمولة 5000 شاحنة بمشاركة نحو 1800 عامل. ووصف مسؤولون وصحافيون أتراك عملية نقل المعدات بين المطارين بأنها "أكبر عملية نقل بتاريخ الطيران المدني".
صورة من: Reuters/M. Sezer
وداع المطار القديم
وحدها الخطوط الجوية التركية نقلت 280 طائرة، 151 أقلعت من مطار أتاتورك وحلقت باتجاه المطار الجديد، فيما تم تحويل مسار 129 طائرة أخرى قادمة من رحلات من داخل تركيا وخارجها للهبوط في مطار إسطنبول. أما المطار الثالث مطار صبيحة كوكجن على الجانب الآسيوي من المدينة فبقي قيد العمل.
صورة من: picture-alliance/M. Mainka
مشروع عملاق على "المرج الأخضر"
وفقًا للرابطة الدولية للمطارات فإن مطار إسطنبول الجديد هو أول مطار عملاق يتم بناؤه على مشارف مدينة منذ حوالي 20 عاماً. وكان آخر مشروع من نوعه في أوروبا هو مطار "إلفثيريوس فينيزيلوس" في العاصمة اليونانية أثينا، الذي بدأ تشغيله في مارس/ آذار 2001، وقبل ذلك مطار "فرانز يوزيف شتراوس" في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تقلع وتهبط الطائرات منذ مايو/ أيار 1992.
صورة من: Reuters/M. Sezer
احتجاجات على ظروف العمل
على الرغم من أن المشروع تم تنفيذه في المدة المخطط لها، إلا أن ذلك الأمر لم يُنفذ بسهولة، فمثلاً تسببت ظروف العمل في موقع البناء في اندلاع الاحتجاجات بعد ارتفاع معدل الوفيات بين العاملين أثناء تشييده. تم انتقاد اختبار موقع المطار أيضاً لأنه غالباً ما يكون عاصفاً وضبابياً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعطل حركة النقل الجوي طريق هجرة الطيور المهم بين قارتي أوروبا وآسيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Gurel
معلم معماري
مطار إسطنبول هو مشروع اقتصادي جريء لا يُحكم على نجاحه إلا بعد عقد من الزمن. كما أن مشروع المطار يرتبط إلى حدٍ ما بصورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي احتفل بالفعل بالافتتاح الرسمي بعرض رائع. كما تم أخذ هذه الأهمية في الاعتبار من قبل المهندسين المعماريين، ما انعكس في طريقة تشييده، كما يظهر تصميم برج المراقبة هنا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
خطة طموحة
من المتوقع أن يبلغ عدد المسافرين عبر المطار نحو 90 مليون مسافر سنوياً، وقد يرتفع العدد إلى مائتي مليون بحلول عام 2028 ، حينها سيكون المطار الذي بلغت تكلفته نحو 10.5 مليار يورو قد بلغت سعته التشغيلية 500 طائرة، بواقع 2000 إقلاع وهبوط. وللمقارنة فإن مطار أتلاتنا في الولايات المتحدة هو أكبر مطار بنحو 104 مليون مسافر سنوياً.
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/T. Adanali