برلين تصنع مواهب المستقبل السينمائية
٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ يشعر المشرفون على مهرجان برلين السينمائي (برلينالِه) بالفخر بمشاركة المخرج أمير بايغازين من كازاخستان في عروض المهرجان هذا العام 2013 بفيلمه "دروس الوئام" ضمن منافسات المهرجان. وهم يشعرون بالفخر لأنهم كانوا قد أتاحوا له عام 2008 فرصة المشاركة في فعالية "مواهب المستقبل السينمائية" وحضور العروض والاستفادة من المهرجان في برلين.
ورغم أنه لم يفز بأية فيلمه بم يفز بأي جائزة في العام الحالي، مع أن بعض النقاد وجدوا أنه يستحق ذلك، إلا أن أمير بايغازين البالغ من العمر 29 عاما استفاد من الفرصة التي قدمها له المهرجان قبل سنوات. فبدأ حياة جديدة في ألمانيا بعد أن قرر البقاء في برلين. ويقول في هذا الشأن: "في كازاخستان تكاد لا توجد أية صناعة للسينما، أما في برلين فقد كنت قادرا على التواصل والتعرف على شخصيات مهمة في السنوات الماضية". كما ظل مصوِّره السينمائي معه أيضا في العاصمة الألمانية.
الاختلاط بالألمان
لقد ساهمت فعالية "مواهب المستقبل السينمائية" في صقل موهبة أمير بايغازين وكانت نقطة انطلاق لمسيرته السينمائية. أما بالنسبة للمخرج الكولومبي الشاب خوان سارمينتو فقد بدأت مغامرته السينمائية حين بدأ بالتخطيط لدراسة السينما وهو لا يزال في العاصمة الكولومبية بوغوتا، التي ولد فيها عام 1984. أراد في البداية دراسة السينما في إسبانيا أو إنكلترا لكنه اختار في النهاية ألمانيا كما يقول: "لقد نصحني أحد أصدقائي بالدراسة في ألمانيا، رغم أني كنت أفكر في البداية بالدراسة في الولايات المتحدة أو في بريطانيا أو في فرنسا". لكنه غيّر رأيه نظرا لأسباب وجيهة ومنها: وجود سبع مدارس سينمائية شهيرة في ألمانيا (فعددها في ألمانيا أكثر من عددها في فرنسا أو المملكة المتحدة) بالإضافة إلى إمكانية الدراسة في ألمانيا دون تحمل أعباء الرسوم الجامعية.
وحين كان عمره 18 عاما غادر الشاب عاصمة بلاده بوغوتا وسافر إلى برلين عام 2003 حيث تعلم في أول دورة له في اللغة الألمانية لمدة تسعة أشهر، ويقول السينمائي الشاب بهذا الصدد: "لقد تعمدتُ في ألمانيا أن أحيط نفسي بأناس ليسوا من أصل إسباني أو من أمريكا اللاتينية، أي ليست لغتهم الإسبانية، وذلك كي أتعلم اللغة الألمانية بسرعة". ويضيف: "لقد كان قراري هذا قرارا صعبا لكنه كان القرار الصحيح. فالناس في ألمانيا يتواصلون تواصلا مختلفا عنا ويتعاملون تعاملا بطريقة مختلفة. ولكني منفتح على التأقلم مع المجتمع الألماني، فضلا عن أني أحب التعرف على الثقافات الأخرى".
فيلم البداية: "حياة عامل نظافة"
وبعد انتهائه من دورة اللغة الألمانية وإنهائه تصوير فيلم قصير في ألمانيا سافر خوان عائدا إلى كولومبيا لإنتاج الفيلم تقنيا هناك، كي يتسنى له فيما بعد المنافسة بهذا الفيلم بهدف نيل القبول في معهد السينما والتلفزيون في منطقة الإنتاج "بابلسبيرغ" الشهيرة في مدينة بوتسدام المجاورة للعاصمة برلين. ويحمل الفيلم عنوان: "حياة عامل نظافة". وتم قبول فيلم خوان بالفعل وبالتالي تم قبول خوان للدراسة في المعهد. وفي هذا الفيلم يعرض خوان سارمينتو شخصية عامل نظافة مثير للاهتمام كان يعمل في سكن الطلاب البرليني الذي كان خوان سارمينتو نفسه يعيش فيه.
حب سينما التوثيق
ومنذ ذلك الحين يعيش خوان سارمينتو في برلين ويسافر كل عام عائدا إلى بلده لزيارة عائلته بضعة أسابيع ثم يرجع إلى ألمانيا. كما أنه شارك أيضا في فعالية "مواهب المستقبل السينمائية" في مهرجان برلين السينمائي الدولي. وباتت كاميرا التصوير السينمائي هي حبه في الماضي والحاضر. وبالإضافة إلى الإخراج فهو يحب صناعة الأفلام الوثائقية، ويقول: "أشعر بأهمية خاصة للأفلام الوثائقية في إيصال ما أريد قوله".
خوان سارمينتو ينتج أفلاما وثائقية اجتماعية وسياسية تتعلق غالبا ببلده كولومبيا. وكان فيلمه الوثائقي الأول يدور حول إخلاء بعض المناطق من سكانها قسريا ًبسبب الصراعات المسلحة أو بسبب بناء المنشآت الصناعية أو بسبب أنشطة السكان السياسة. فيما تناول فيلمه الوثائقي الثاني التركية الاجتماعية والطبقات المجتمعية في كولومبيا.