وسط أجواء مشحونة عشية مظاهرات تركية في كولونيا دعا وزير خارجية ألمانيا إلى الاعتدال وضبط النفس، محذرا من ترويع ذوي القناعات السياسية المختلفة، داعيا وكذلك نائب المستشارة بعدم نقل الخلافات والتوترات من تركيا إلى ألمانيا.
إعلان
عشية مظاهرات توصف بالحاشدة مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة كولونيا الألمانية الأحد (31 يوليو/ تموز 2016) دعا وزير خارجية ألمانيا فرانك ـ فالتر شتاينماير من سيشاركون في المظاهرة إلى إتباع أسلوب التهدئة. وقال شتاينماير في حديث نشرته اليوم السبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إنه لا يجوز نقل التوترات السياسية الداخلية التركية إلى ألمانيا وبث الخوف في نفوس الأشخاص الذين لديهم قناعات سياسية أخرى." وأضاف السياسي الألماني "لا مكان لهذا في ألمانيا ولن نسمح به أيضا."
ومن جانبه كتب زيغمار غابريل، نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على صحفته على موقع فيس بوك باللغة الألمانية والتركية إن لديه انطباعا بأن الانقسام في تركيا عميق وأنه "يجب على الجميع المساعدة كي لا يتواصل هذه الانقسام المجتمعي (ليصل) عندنا (في ألمانيا)."
وبناء على تقديرات فإن من المنتظر أن يشارك نحو 30 ألف شخص في مسيرة في كولونيا غالبيتهم من "القوميين الأتراك" والمتعاطفين مع الحكومة التركية والرئيس أردوغان. وستكون المسيرة تحت عنوان "نعم للديمقراطية ولا لقلب نظام الحكم" وينتظر أن يتحدث خلالها أيضا سياسيون أتراك.
قالت الشرطة الألمانية إنها تلقت إخطارات بتنظيم أربعة مظاهرات مناهضة لتلك المسيرة من بينها مظاهرات سيشارك فيها يساريون وحزب "برو ان ار فيه" اليميني.
وتوصف الأجواء بين أنصار إردوغان ومعارضيه داخل ألمانيا فوق ذلك بأنها مشحونة للغاية منذ محاولة الانقلاب الفاشل قبل أسبوعين. تأهبت الشرطة الألمانية بأكثر من ألفي شرطي لتأمين الاوضاع خلال تنظيم المظاهرة، وقال رئيسها يورجن ماتيس: "نحن مستعدون لمواجهة أعمال العنف".
ولم يستبعد ماتيس حظر المظاهرة، وكانت المحكمة الإدارية في كولونيا قد ألغت قراره بمنع نصب شاشة كبيرة خلال المظاهرة ، وقضت أيضا بالسماح فقط ببث كلمات المتحدثين في عين المكان ، ولم تسمح بنقل كلمة لأردوغان من تركيا على الهواء.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب ا، DW)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."